أساليب البحث العلمي، أو بُمسمى آخر (منهجية البحث العلمي)، تتمثَّل في: مناهج علمية Methods”” يستطيع من خلالها الباحث أن ينظم خط سير الدراسة، وكذلك مجموعة من الأدوات الدراسية التي يستخدمها الباحث في سبيل الحصول على المعلومات المباشرة، ولا يستوي ذلك دون الكتابة بطريقة مرتبة تعكس التفاصيل والتفسيرات والنتائج العلمية التي يتوصل إليها الباحث.

كثير من الباحثين يعتقدون خطئًا أن أساليب البحث العلمي يمكن أن نختزلها في عنصر واحد فقط مما سبق ذكرها،

والصحيح أن جميع العناصر السالف طرحها جزء لا يتجزأ عن بعضها البعض،

وفي حالة غياب أي منها فإن النتيجة ستكون بحثًا مُرَهَّلًا وعشوائيًّا.

أساليب البحث العلمي المرتبطة بالمنهج العلمي:

تُوجد مناهج علمية مختلفة لدراسة الإشكاليات أو القضايا العلمية، ومن ثم بلوغ المعارف والحقائق، ومن أبرز هذه المناهج ما يلي:

المنهج الوصفي:

يُعتبر ذلك المنهج من أهم وأشهر أساليب البحث العلمي، ويُستخدم في غالبية البحوث العلمية،

وعلى وجه الخصوص ما يرتبط بالعلوم الاجتماعية والإنسانية،

ويعتمد المنهج الوصفي على تحديد ظاهرة، ثم توصيف جميع جوانبها بدقة، ثم وضع تساؤلات، وبعد ذلك تجميع البيانات والمعلومات من عينات الدراسة، وفي النهاية وضع الاستنتاجات،

ومن أشهر تصنيفات ذلك المنهج كل من: منهج الدراسات المسحية، ومنهج دراسة العلاقات، ومنهج دراسات التطور والنمو، ويندرج تحت كل صنف مما سبق ذكرها شُعَب أخرى:

فنجد منهج دراسة العلاقات يتبعه: المنهج الوصفي الارتباطي، والمنهج المقارن، والمنهج الوصفي الارتباطي.
ومنهج دراسات التطور والنمو يتبعه: منهج دراسة الاتجاهات، ومنهج دراسة النمو.
ومنهج الدراسات المسحية تتبعه شُعب أخرى متعددة، مثل: المنهج التربوي أو المدرسي، ومنهج المسح الاجتماعي،

ومنهج دراسات الرأي العام، ومنهج دراسة الوظائف، ومنهج تحليل المضمون، والمنهج الوثائقي.

أساليب البحث العلمي موقع إعداد رسائل الماجستير والدكتوراه

المنهج التاريخي:

يهتم المنهج التاريخي بتتبُّع الظواهر؛ من خلال المصادر والمراجع السابق وضعها في فترات زمنية ماضية،

وهو من أساليب البحث العلمي المحورية، ويمكن أن يُستخدم بالتزامن مع مناهج علمية أخرى كمُدعم لها من الناحية المعلوماتية،

ومُؤصِّل ذلك المنهج هو “برنست برنهام”، وذلك في عام 1894م، حيث قام بإصدار كتاب وضع فيه قواعد منظمة للطريقة التاريخي في البحث.

المنهج التجريبي:

يُعتبر المنهج التجريبي أكثر مناهج البحث العلمي مصداقية في نتائجه،

ويعتمد على الملاحظة العلمية واختبار صحة الفرضيات من خلال التجارب العملية، وبعد ذلك القيام بوضع استنتاجات البحث،

وأول من وضع قواعد لذلك المنهج في العصر الحديد هو الفيلسوف “فرانسيس بيكون”،

وسار على دربه كثير من الفلاسفة ممن أضافوا لذلك المنهج، مثل: رينيه ديكارت، وكلود برنارد.

مناهج علمية أخرى:

يُوجد بخلاف ما سبق ذكره مناهج علمية أخرى مثل: المنهج الاستدلالي، والمنهج الاستنباطي،

والمنهج الاستقرائي، والمنهج الشرعي، والمنهج الفلسفي.

أساليب البحث العلمي المرتبطة بالتقنيات (أدوات الدراسة):

الاستبيان:

يُعرف الاستبيان على أنه نموذج يحتوي على أسئلة يقصد منها الباحث التعرف على خصائص وسمات المشكلة التي يفحصها.
الاستبيان قد يتضمن أسئلة مقيدة بإجابات، وفي تلك الحالة يُطلق عليه الاستبيان المغلق،

أو قد يتضمن أسئلة مفتوحة دون تحديد لإجابات، ويُطلق عليه حينئذٍ الاستبيان المفتوح،

أو قد يشمل أسئلة مفتوحة وأخرى مغلقة، ويُسمى في تلك الحالة الاستبيان المفتوح المغلق.

ويوجد أنواع أخرى للاستبيان، مثل: الاستبيان المصور، ويستعين الباحثون بذلك النوع في حالة وجود مفحوصين لا يمتلكون القدر الكافي من التعليم، أو مصابين بأدواء تُعيقهم عن الإجابة عن الأسئلة المكتوبة.

المقابلة:

وهي أحد أساليب البحث العلمي المُستخدمة في تجميع المعلومات، وتتمثل في لقاء يجمع بين الباحث وفرد أو مجموعة من المبحوثين،

ويقوم الباحث بإلقاء أسئلة في ضوء ما يتناوله من قضية أو ظاهرة بحثية،

وبناءً على ذلك يقوم بتسجيل المعلومات، وتوجد تصنيفات متنوعة للمقابلة،

ومن أبرزها التصنيف تبعًا لأعداد المفحوصين، حيث تنقسم إلى مقابلة فردية، ومقابلة جماعية.

الملاحظة:

تُعد الملاحظة من بين أساليب البحث العلمية المحورية في أنواع مختلفة من الدراسات،

وهي تتمثَّل في استخدام الباحث لحواسه الطبيعية بطريقة منظمة،

والهدف من ذلك هو التعرف على النظريات والقواعد والعلاقات بين المتغيرات التي تتضمنها فرضيات الدراسة.

ومن أشهر تصنيفات الملاحظة وفقًا للغاية منها كل من: الملاحظة غير المحددة، والملاحظة المحددة،
ووفقًا لمشاركة الباحث؛ حيث تصنف إلى الملاحظة المباشرة، والملاحظة غير المباشرة.

الاختبارات:

وهي عبارة عن نماذج تقيس التوجهات والسمات، والغرض منها اختيار الموظفين أو تقييم الطلاب،
وتستخدم في البحث العلمي من جانب المراكز البحثية الكبيرة عند إجراء البحوث المسحية.

أساليب الإسقاطات:

تُستخدم هذه النوعية من أساليب البحث العلمي المُرتبطة بالتقنيات في بحوث علم النفس خاصة، حيث يصوغ الباحث عبارات، وعلى المبحوثين استكمالها،
مثل: إذا ما توجهت إلى شاطئ البحر فسأقوم بـــ……………، إذا رأيت شخصًا مُصابًا على الطريق فسأقوم بـ……..

التـــــجارب العملية:

من وجهة نظر المنهجيين التجريبيين أن التجربة العلمية هي الوسيلة المثالية لسوق القرائن الدامغة،

والتي يمكن أن تدعم نتائج البحث، والمتابع لتاريخ التأصيل للنظريات التجريبية،

يجد أن فرانسيس بيكون ورينيه ديكارت أول من وضع إطارًا منظمًا لذلك في القرن السادس عشر،

وفي ذلك يقول ديكارت إن البحث العلمي يتطلب البدء من الشك وحتى بلوغ اليقين،

وله مقولة شهيرة، وهي: (أنا أفكر إذًا أنا موجود)، والشاهد أن التجارب العملية من بين أساليب البحث العلمي المحورية،

وخاصة في الإشكاليات ذات الصلة بالعلوم الطبيعية.

التـــحليل الإحصائي:

يُعرف علم الإحصاء بكونه عملية تجميع وتصنيف وتبويب وتحليل للبيانات والمعلومات، التي يتحصَّل عليها الباحث أو الباحث من جماعة المبحوثين،

وهو من أساليب البحث العلمي المحورية، وخاصة فيما يمسُّ التعامل مع الإشكاليات التي لها بُعد ميداني أو تطبيقي،

ويتضمن التحليل الإحصائي على سبيل المثال لا الحصر: معادلات التشتت؛ مثل: المدى والانحراف المعياري،

ومعادلات النزعة المركزية؛ مثل: الوسط والوسيط والمنوال، ومعاملات الارتباط والانحدار، وجداول التوزيع التكراري.

أساليب البحث العلمي المرتبطة بكتابة البحث:

لا يمكن أن ينظم الباحث دراسة أو رسالة دون تمكُّنه من الكتابة بأسلوب مُنضبط،

فلا معنى لوجود العلم والمعرفة بذهن الباحث، واتباعه المنهج العلمي المناسب،

واختياره الأدوات المتوافقة مع موضوع البحث؛ دون أن يخط أو يكتب ذلك بصورة سليمة،

وسنوضح فيما الإجراءات المتبعة لكتابة البحث، وتتمثل في:

عنوان البحث – الإهداء – الشكر والعرفان – المقدمة – إشكالية الدراسة (مشكلة البحث) – أهمية الدراسة (المبررات النظرية والعملية) – أهداف الدراسة – مصطلحات البحث (التعريفات الإجرائية) – عينة وأدوات البحث – التساؤلات والفرضيات – الإطار النظري – التعليق على الدراسات السابقة – النتائج وتفسيرها – التوصيات والمقترحات البحثية – الخاتمة والمراجع – الملحقات.

وفي خاتمة موضوعنا الشارح لأساليب البحث العلمي ندعوكم جميًعا للصَّلاة على خير البشر سيِّدنا محمد – صلَّى الله عليه وسلَّم، ونتمنَّى لكم التوفيق في مختلف المراحل الدراسية.

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

تعرف علينا أكثر