صياغة مقدمة البحث العلمي بالتفصيل
- فبراير 27, 2020
- البحث العلمي
يُطلَق على الباب الأول من البحث أو الرسالة العلمية مُسمَّى المقدمة، أو بتعبير آخر الإطار العام للدراسة، وذلك على فرضية أن البحث يتألَّف من ثلاثة أجزاء عامَّة، وهي: المقدمة، والمتن، والخاتمة، ويتضمَّن كل جُزء من السابق ذكرها شُعَبًا أخرى، والمقدمة توضح المبادئ التي يستند عليها الباحث في سبيل تفصيل الموضوع، أما المتن أو بمسمى آخر جزء الإطار النظري والدراسات السابقة فإنه يمثل الجزء الشارح، أما الخاتمة فهي تتضمَّن الخلاصة والنتائج والتفسير لمحاور البحث، وكذلك تتضمَّن المصادر والمراجع والجداول وجميع المُلحقات الأخرى، وسنُلقي الضوء في مقالنا على طريقة صياغة مقدمة البحث.
ما العناصر التي تسبق صياغة مقدمة البحث ؟
يسبق صياغة مقدمة البحث عدَّة عناصر، وسنوضحها فيما يلي:
صفحة العنوان:
وتحتوي على البيانات المتعلقة بالجامعة وجهة الدراسات العُليا وتخصص الباحث،
ويتبع ذلك عنوان البحث أو الرسالة، ثم اسم الطالب والمشرفين على الرسالة، وفي النهاية تاريخ تنفيذ الرسالة.
إهــــداء البحث:
وهو أحد العناصر الهامة التي تسبق صياغة مقدمة البحث العلمي، ويُعد الإهداء من أدبيات البحث العلمي،
ويتضمَّن جُملًا إنشائية بديعة يمدح فيها الباحث من كان لهم دور في حياته بشكل عام،
وعلى وجه الخصوص ذوي النسب من الدرجة الأولى؛ مثل: الأم والأب والزوجة والإخوة والأخوات والأبناء.
الشـكر والتقدير:
وذلك الجزء يحتوي على شكر وتقدير خاص للمشرفين الذين أمدُّوا الطالب بالخبرات التي تلزم لتنفيذ البحث،
أو شكر وتقدير للمبحوثين الذين أمدُّوا البحث بمعلومات ساعدت في تفسير المشكلة،
أو شكر وتقدير لبعض الجهات التي وفَّرت الوقت للباحث.
ملخص البحث:
وهو عبارة عن تلخيص عام للمحتويات الداخلية فيما لا يزيد على صفحة، ويُكتب باللغة العربية والإنجليزية،
مع التركيز على طبيعة المشكلة، وأهم الأبواب والفصول، وأبرز النتائج والتوصيات.
ما طريقة صياغة مقدمة البحث ؟
يتألف جزء المقدمة كما يُطلق عليه من جانب الباحثين من مجموعة عناصر، وسنوضح طبيعة كل عنصر ومحتوياته فيما يلي:
جُمل الافتتاح:
ويمكن أن نُطلق على ذلك الجزء مسمى المقدمة الصغيرة أو المدخل، ويحتوي على طرح عام للمشكلة،
ويُكتب ذلك بطريقة سردية دون فقرات، ولا ينبغي أن يتناول الباحث في ذلك الجزء أي تفصيلات،
ويمكن تضمين آيات قرآنية، أو قبسات من السنة النبوية المُطهرة، وينبغي أن يستعين الباحث بما يناسب موضوع الدراسة،
ويُطلق على ذلك اسم قرائن يقينية، وهي تُضفي طابعًا روحانيًا على البحث.
مشكلة البحث:
المشكلة البحثية تتمثَّل في صعوبة الفهم أو بمعنى آخر قضية شائكة، والبحث برُمَّته وضع لمعالجة تلك المشكلة،
ويجب أن يضع الباحث جزءًا عند صياغة مقدمة البحث ، ويقوم فيه برسم الخطوط العريضة أو الجوانب التي تمس المشكلة،
ومن الممكن أن يتبع ذلك بطرح تساؤلات البحث، أو يؤجل تلك التساؤلات لتضمينها مع الفرضيات في بند آخر.
أهـــمية البحث:
ويُسمَّى ذلك الجزء أيضًا مبررات الدراسة، وهو عنصر أصيل عند صياغة مقدمة البحث ، وتنقسم تلك الأهمية إلى:
- أهمــية نظرية: بمعنى المعلومات العلمية التي سيضيفها البحث، وبما يُثري التخصص برُمَّته،
وتلك الأهمية تتمثَّل في تطرُّق الباحث لدراسة لم يتم تفصيلها من قبل، أو لم يتم تناولها بصورة موسعة،
أو لم يُلقَ الضوء عليها بهيئة واضحة، وعبارات من هذا القبيل.
- أهمية تطبيقية: وتلك الأهمية ترتبط بالجوانب التنفيذية، ومن بين ذلك إمكانية الحد من مشكلة معينة،
أو القضاء عليها من خلال إجراءات تنفيذية على أرض الواقع.
مصطلحات البحث العلمي:
مصطلحات أو مفاهيم البحث تتمثَّل في الألفاظ الأكثر تكرارًا في البحث، أو بمعنى أدق متغيرات البحث،
سواء المستقلة، أو التابعة، ويُضيف إليها الباحث ما يراه من مصطلحات أخرى يحتاج القارئ لفهمها؛ حتى تظل الأمور واضحة لحين بلوغ الباحث للنتائج،
ويقوم الباحث بتعريف تلك المصطلحات من الناحية الإجرائية؛ بمعنى المقصد منها في الموضوع البحثي على وجه التحديد،
ويمكن أن يُعرف الباحث المصطلحات من الناحية اللغوية، والأخير يشيع في رسائل الدكتوراه بصورة أكبر من الماجستير،
على اعتبار حاجتها للتعمق والتفصيل، وجزء مصطلحات البحث العلمي محوري عند صياغة مقدمة البحث .
أهداف البحث:
الأهداف من الناحية اللغوية تعني المقاصد، وأهداف البحث تُعبِّر عما يرجو الباحث تحقيقه، والأهداف هي ذاتها الفرضيات،
ولكن تُكتب بصورة إنشائية مُغايرة، وعلى الرغم من ذلك التشابه بين الأهداف والفرضيات،
فإن خبراء البحوث يعتبرون ذلك الجزء رئيسيًا عند صياغة مقدمة البحث .
يُشترط عند تدوين الأهداف أن تكون مُصاغة بأسلوب واضح وبسيط، مع منطقيتها، بمعنى إمكانية دراستها،
وكذلك قياسها عند إتمام البحث.
منهج البحث العلمي:
يُعرف المنهج العلمي “method”، وباللغة اللاتينية “methodus” على أنه طريقة أو خطوات مُرتَّبة يسير الباحث على دربها؛ بُغية الدراسة والتفصيل وبلوغ النتائج،
أما علم المناهج methodology؛ فهو العلم المعني بتوفير الطرائق البحثية، والتأكد من مصداقيتها،
ولقد بدأ التأصيل للمناهج كعلم من خلال العالم ستيوارت ميل في عام 1898م، وتطوَّر ذلك العالم على يد كوكبة من العلماء مثل ناجل، وكلود برنارد.
من أشهر مناهج البحث العلمي التي يستخدمها الباحثون والباحثات عند تفصيل أبحاثهم كل من: المنهج الوصفي بجميع شُعبه، والمنهج التاريخي، والمنهج التجريبي، والمنهج الاستقرائي، والمنهج الاستنباطي، والمنهج الجدلي.
تطبيق منهج علمي في البحث العلمي يخضع لكثير من المحددات، ومن بينها نوعية الدراسة، ومقاصد الباحث،
ويمكن اللجوء لأكثر من طريقة أو منهج علمي في الوقت نفسه.
من المهم أن يخصص البحث بندًا عند صياغة مقدمة البحث العلمي، ويوضح فيه ما يستخدمه من مناهج،
وكذا يجب أن يذكر سبب الاختيار، ومعظم الباحثين يعللون الاختيار بجُملة أن ذلك هو الأنسب بالنسبة للإشكالية المُثارة.
عينة الدراسة:
ليست جميع البحوث العلمية في حاجة لعينة الدراسة، وإنما البحوث التي يحتاج فيها الباحث لدراسة ميدانية،
لاستطلاع رأي عيِّنة من الأفراد يختار بطريقة احتمالية، أو عمدية، ويختار الباحث عيِّنة محدودة في حالة وجود انسجام بين مفردات مجتمع البحث،
ويتوسع في العيِّنة في حالة عدم وجود انسجام في الخصائص والسمات التي يبحث عنها.
تُعتبر عيِّنة الدراسة من العناصر الأساسية عند صياغة مقدمة البحث، ويجب أن يوضح الباحث حجم هذه العينة،
وكونها مُعبِّرة عن المجتمع الكلي، وكذلك أنها يمكن أن تستخدم في التعميم.
اقرأ أكثر عن عينة الدراسة وشروط اختيارها من هنا
أدوات البحث العلمي:
إن اختيار الباحث لعينة من المفحوصين يتبعه استخدام أدوات أو تقنيات بحث علمي لجمع المعلومات،
ومن أشهر هذه الأدوات كل من: الاستبيان، وهو عبارة عن أسئلة للاستدلال على خصائص وسمات ترتبط بموضوع البحث،
والمقابلة، وهي مواجهة بين الباحث والمستجيبين ويطرح فيها الأول أسئلة ويقوم بتسجيل إجاباتها،
وهناك كذلك الملاحظة، وفيها يستخدم الباحث حواسه مثل السمع واللمس والنظر،
ويُدوِّن المعلومات في بطاقة الملاحظة، وكذلك هناك طرق الإسقاط، وتُستخدم في بحوث علم النفس.
ينبغي أن يخصص الباحث فقرة عند صياغة مقدمة البحث، ويوضح فيها أدوات البحث التي سيستخدمها في جمع المعلومات.
تساؤلات وفرضيات البحث:
يُعتبر جزء تساؤلات وفرضيات البحث من أهم العناصر الواجب تضمينها عند صياغة مقدمة البحث،
وهما يُعبِّران عن حلول مُحتملة يصوغها الباحث، ويحاول أن يجيب عن الأسئلة، أو يوضح العلاقة بين المتغيرات التي تتضمَّنها الفرضيات.
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة