كيف تكتب رسالة دكتوراه؟ رسالة الدكتوراه، أو الأُطروحة، عبارة عن مُعالجة لمشكلة في مجال تخصص مُعيَّن، ويتراوح حجم الرسالة بين 100-450 صفحة، ويقدمها الباحث إلى لجنة تقييم، وفي حالة اجتياز مرحلة المناقشة يحصل الباحث على درجة الدكتوراه، وتختلف الدرجة التي يحصل عليها الباحث من جهة دراسة لأخرى، فهناك بعض الجامعات التي تقدم مقياسًا بين 100: 110، ويُعرف ذلك بالنظام الايطالي، وأخرى تتعامل وفقًا لمقاييس مُغايرة، وتتطلب فترة دراسة الدكتوراه بين سنة وثلاث سنوات كحد أقصى، وسنوضح في مقالنا طريقة كتابة رسالة دكتوراه.
كيف تكتب رسالة دكتوراه؟
اختيار موضوع رسالة الدكتوراه:
اختيار موضوع رسالة الدكتوراه يتوقف على عديد من المحددات،
ومن بينها: أن يكون الموضوع في نفس دائرة اهتمام الباحث، وذا صلة وطيدة بالتخصص، وأن تتوافر مصادر ومراجع للطرح،
وأن يكون الموضوع حديثًا وغير مُكرَّر، إلا في حالة تناول الموضوع من باب التجديد، وكذا يجب أن يختار الباحث المشرف المناسب،
ويمكن تحري ذلك من خلال سؤال الزملاء ممن حصلوا على الدكتوراه مُسبقًا في نفس جهة الدراسات العُليا،
وكثير من الخبراء ينصحون باختيار موضوع أطروحة الدكتوراه؛ من خلال التوافق مع المشرف.
الحصول على مصادر ومراجع رسالة الدكتوراه:
وتُعَدُّ تلك الخطوة من أهم الخطوات عند الحديث عن موضوع كيف تكتب رسالة دكتوراه؟ ، ويجب على الباحث أن يختار ما يناسب موضوع الرسالة من مصادر ومراجع، وبالقدر الذي يسمح بتفصيل المشكلة،
وفي تلك الفترة لم يعُد الأمر مرتبطًا بالكتب والمؤلفات الورقية فقط، حيث ظهر كثير من المجلات العلمية المحكمة،
التي يمكن أن يقتبس منها الباحث ما يراه مُناسبًا، وكذلك الموسوعات والقواميس ودوائر المعارف الموثوق منها.
عنوان رسالة الدكتوراه:
يصاغ عنوان رسالة الدكتوراه إما في هيئة وصفية تحتوي على متغير مستقل،مثل: الحياة الاجتماعية في دولة الأندلس،
أو في صورة علاقة بين متغيرين بحثيين، مثل: تأثير الإدارة الاستراتيجية على فاعلية وكفاءة العاملين في قطاع الاتصالات السعودي، أو تأثير الإشراف التربوي في المدارس الابتدائية بمملكة البحرين.
الإهداء والشكر والعرفان:
وهما جزآن يتلوان صفحة العنوان، وفي جزء الإهداء يشكر البحث أو الباحثة الأهل والأصدقاء،
أما جزء الشكر والعرفان فهو مخصص لشكر المشرفين والأساتذة الجامعيين، وكل من أسدى نصائح للباحث في سبيل تنفيذ رسالة الدكتوراه.
المستخلص البحثي:
وهو عبارة عن جزء يتضمن ملخصًا لما تشمله رسالة الدكتوراه، ويُدوَّن باللغة العربية والإنجليزية معًا.
المقدمة:
وتتضمن المقدمة مجموعة من العناصر، وتتمثل في:
جُمل توضح طبيعة الرسالة بشكل مجمل:
يستهل الباحث مقدمة رسالة الدكتوراه بجُمل عامة حول موضوع البحث.
إشكالية البحث:
وهي تتضمن فقرات مُوجزة يشرح فيها الباحث جوانب المشكلة، التي يتتبَّعها الباحث في رسالة الدكتوراه.
تساؤلات البحث أو الفرضيات:
وصياغة الباحث لأي من التساؤلات البحثية أو الفرضيات أو الاثنتين معًا يتوقف على موضوع البحث،
ففي حالة عدم وضوح المتغيرات التابعة، يفضل أن يصوغ الباحث مشكلة البحث في صورة سؤال رئيسي، وأسئلة أخرى فرعية،
وفي حالة وجود متغيرات مستقلة وتابعة بشكل واضح؛ فيمكن أن يصوغها الباحث في صورة فرضيات،
وقد يلجأ الباحث صياغة تساؤلات وفرضيات في الوقت ذاته.
أهداف البحث:
ويوضح الباحث في ذلك الجزء ما يسعى لتحقيقه من أهداف تطبيقية وعملية.
أهمية البحث:
ويُعبِّر ذلك الجزء من أجزاء رسالة الدكتوراه عن المبررات التي حفَّزت الباحث نحو تناول مشكلة الدراسة.
منهج البحث المستخدم:
المنهج العلمي عبارة عن طُرُق يتبعها الباحث لتحليل مشكلة معينة؛ كي يصل للنتائج المرجوة، ويجب أن يحدد الباحث ما يتبعه من منهج أو أكثر،
ومن أبرز مناهج البحث المستخدمة كل من: المنهج الاستنباطي، والمنهج الاستقرائي، والمنهج الوصفي، والمنهج التجريبي، ومنهج دراسة الحالة، والمنهج التاريخي.
مصطلحات البحث:
وهي عبارة عن الكلمات الرئيسية والمُكرَّرة في البحث، ويقوم الباحث بتعريف تلك المصطلحات لغويًّا باستخدام القواميس اللغوية الشهيرة،
وكذلك تعريفًا إجرائيًّا من خلال توضيح ما المقصد من تلك المصطلحات في رسالة الدكتوراه ووفقًا لنوعية الموضوع.
حدود البحث:
توجد مجموعة من الحدود البحثية التي تجعل الباحث يسلط الضوء على جوانب معينة فقط برسالة الدكتوراه،
وتتمثل في: حدود المكان، وحدود الزمان، وحدود الموضوع ذاته.
عيِّنة البحث:
في حالة تتطلب رسالة الدكتوراه لعيِّنة تمثل جمهور البحث أو مجتمع البحث، فينبغي أن يوضح الباحث ذلك كعُنصر من عناصر المقدمة،
حيث يتم تحديد عدد أفراد العيِّنة، مع تأكيد الباحث على أن ذلك كافٍ لتفحُّص الموضوع، وكذا وجب توضيح طريقة الاختيار؛، سواء بطرق العيِّنة الاحتمالية، أو طرق العيِّنة اللا احتمالية.
أدوات البحث العلمي:
جمع المعلومات من الأفراد المبحوثين يتطلب استخدام أدوات بحث علمي،
ومن بينها الاستبيان، وبطاقة الملاحظة، والمقابلة، وعلى الباحث أن يحدد ذلك، مع تبرير استخدام أداة دون غيرها.
الإطار النظري:
ويشمل الإطار النظري في رسالة الدكتوراه ما يلي:
الأبواب والفصول:
وتقسيم محتوى رسالة الدكتوراه يتوقَّف على متطلبات الموضوع محل الدراسة، وحاجة الباحث للتوسع من عدمه،
وللمشرف على الرسالة دور في ذلك، ففي الغالب يقدم النصح للباحث في طريقة عرض المحتوى، ووفقًا لأدلة الجامعات،
وبوجه عام يجب على الباحث أن ينظم المحتوى بشكل جيد يقنع المُطالعين، مع أهمية الابتعاد عن التكرار الحشو،
بالإضافة إلى أهمية التناسق في حجم الأبواب والفصول، وليس من الإيجابي أن يصوغ الباحث باب في 60 صفحة، وآخر في 25، وبالمثل الفصول أو ما يتفرع منها من مباحث أو فروع.
الدراسات السابقة:
وذلك الجزء يكتبه الباحث في الغالب بعد أبواب وفصول رسالة الدكتوراه، والدراسات السابقة عبارة عن موضوعات بحثية سابقة،
ولها صلة بموضوع الدراسة، ويصوغه الباحث من أجل توضيح ما فصَّله السابقون والفرق بينه وبين ما قدَّمه في رسالة الدكتوراه الخاصة به، ومن المفضل أن يختار الباحث الدراسات السابقة الحديثة،
وهناك أكثر من طريقة لعرض تلك الدراسات، ومن أكثرها استخدامًا طريقة annotated bibliography
وفيها يقوم الباحث بترتيب تلك الدراسات حسب ارتباطها وصلتها بموضوع الرسالة؛ بمعنى الأكثر صلة، ويليه الأقل.. وهكذا،
وهناك طريقة أخرى تتمثل في عرض الدراسات تاريخيًّا، بمعنى الأقدم ثم الأحدث، أو عن طريق تصنيفها حسب منهجها العلمي،
ومن المهم أن يعلق الباحث على نتائج تلك الدراسات، ويصف ما فيها من إيجابيات أو سلبيات (نقد بنَّاء).
الخاتمة:
يختلف جُزء الخاتمة من رسالة دكتوراه لأخرى؛ فهناك البعض ممن يضعون بابًا أو فصلًا كاملًا للخاتمة،
و يضمنون باستنتاجات البحث، والمقترحات، والتوصيات، وفي النهاية يضعون مجموعة جُمل ختامية.
مراجع الرسالة:
يتم توثيق المراجع في متن البحث الداخلية، وذلك وفقًا لعديد من الطرق ومن بينها harvard، و apa، و mla،
وفي نهاية رسالة الدكتوراه يضع الباحث قائمة شاملة لجميع توثيقات البحث.
مرفقات الرسالة:
وتتضمَّن المرفقات المتعلقة برسالة الدكتوراه الصور ونماذج الاستبيان أو أي مرفقات أخرى.
تأتي الأهمية البحثية في مقدمة أوجُه أهمية الحصول على درجة الدكتوراه، حيث يقدم الباحث فائدة للقطاع العلمي والمجتمعي؛ من خلال دراسة تُعالج مشكلة أو سلبية، وبما يحقق طفرة حسب جودة الموضوع محل الدراسة.
الأهمية المعنوية:
الحصول على درجة الدكتوراه له قيمة معنوية بالنسبة للباحث، حيث يصبح محل تقدير من جانب الزملاء، والمُحيطين من الأهل والمعارف.
الأهمية الوظيفية:
في حالة حصول الباحث على الدكتوراه فإن ذلك سيُساعده في الترقي الوظيفي بالجامعة، أو الحصول على وظيفة خارجية بمُرتَّب مُرتفع.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات مهمة وضحنا من خلالها موضوع كيف تكتب رسالة دكتوراه؟
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم