بعد أن يُنهي بعض الطلاب أو الطالبات مرحلة الدراسة الجامعية في إحدى الكليات التي تُدرِّس علم النفس، فقد يطمحون في التواصل العلمي، والحصول على مزيد من المعارف، ومن ثم الالتحاق بمرحلة الماجستير، وتكون هذه الدراسة في سبيل الحصول على درجة الماجستير في علم النفس، والتي قد تتطلب ما بين عامين وثلاثة أعوام، وذلك على حسب طبيعة جهة الدراسية العليا، التي يلتحق بها الطلاب أو الطالبات في الخارج أو الداخل، ويلزم ذلك تقديم رسالة أو مشروع بحثي يتضمن دراسة لأحد الموضوعات في مجال علم النفس، وسنتعرف على مجموعة من المعارف المرتبطة بذلك التخصص من خلال أطروحات متعددة، وفي النهاية سنسوق أمثلة متنوعة لعناوين رسائل ماجستير في علم النفس .
ما مفهوم علم النفس؟
- مصطلح علم النفس باللغة الإنجليزية يعني “Psychelogos”، والترجمة الحرفية لـPsyche””: الروح أو الحياة، أما “logos” فهي تعني: الدراسة، أو العلم.
- عُرِّف مفهوم علم النفس بأكثر من تعريف: حيث يرى السلوكيون التجريبيون أن علم النفس عبارة عن دراسة لسلوك الكائنات الحياة، وبالأخص الإنسان،
أما الفلاسفة فقد عرَّفوا علم النفس بكونه دراسة للعقل، أما علماء النفس التحليليون فقد عرَّفوا علم النفس بأنه الحياة العقلية للكائنات الحية، سواء الشعورية، أو غير الشعورية.
- من خلال التعريفات السابقة يتضح أن علم النفس يتمثل في: “دراسة السلوكيات والأفكار والتصرفات والعواطف،
والهدف هو المساعدة الذاتية، وعلاج الصحة العقلية، ودعم الأداء، وتتناول دراسات علم النفس الشخصيات والمواقف الاجتماعية والتطورات والحوافز”.
كـــــــيف نشأ علم النفس؟
نشأة علم النفس كتاريخ:
تاريخ علم النفس ممتد لفترات زمنية قديمة، والمؤصل منها بداية من العصر الإغريقي،
ومن أبرز العلماء الذين اهتموا بمجال علم النفس سقراط وأرسطو وأفلاطون، والعلاقة بين علم النفس والأحياء وطيدة،
ويظهر من ذلك أن البداية كانت فلسفية، حيث إن كثيرًا من الخبراء يشيرون إلى أن كل العلوم كانت بدايتها رُؤى ميتافيزيقية (فلسفية)، وتطورت في مراحل لاحقة.
نشأة علم النفس كنظريات:
- التأصيل لنظريات علم النفس ظهر منذ القرن الثامن عشر، وبدأت التجارب في عام 1879م عن طريق العالم الألماني “فيلهايم فونت”،
والذي وضع أسسًا لنظريات التأمل الذاتي أو الاستنباط لعلاج المشكلات النفسية، وهو ما عُرف باسم “المدرسة البنائية”،
وبعد ذلك ظهر كثير من أوجه النقد لتلك المدرسة، ومن بين ذلك خضوع الدراسات النفسية للفكر الذاتي، وعدم إمكانية التعميم على الحالات المثيلة،
ومن بين المدارس الأخرى التي ظهرت في ميدان علم النفس كل من: المدرسة الإنسانية، والمدرسة السلوكية، والمدرسة المعرفية، والمدرسة التحليلية، والمدرسة الوظيفية.
- التوجهات الحديثة في مجال علم النفس تنصبُّ على استخدام أكثر من طريقة لدراسة السلوك والإدراك والتوجهات عند الإنسان،
ويمكن استخدام علم النفس النظري في سبيل إجراء الدراسات البحثية النظرية، وكذا علم النفس المعملي،
والذي يتضمن قيام الباحث بصياغة فرضيات وإجراء التجارب المعملية؛ من خلال عملية الملاحظة الدقيقة.
ما ابرز تصنيفات علم النفس؟
يوجد كثير من أنواع أو تصنيفات الدراسة في مجال علم النفس، ومن بين ذلك:
علم النفس الاجتماعي:
ويستهدف ذلك الصنف من تصنيفات علم النفس دراسة التفاعلات الاجتماعية والتأثيرات المُتبادلة، والسلوكيات، والمؤثرات.
علم النفس المدرسي:
ويهتم ذلك النوع بالنظم الدراسية، ومدى تحقيقها للأهداف، والغاية هي مساعدة الطلاب والطالبات في المراحل الدراسية، ومعالجتهم من الجانب النفسي.
علم النفس الصناعي:
ويهتم ذلك النوع من أنواع علم النفس بسلوكيات الموظفين والعمال، والمؤثرات التي تحيط بهم، والهدف هو الوصول لأعلى معدلات أدائية.
علم النفس الشخصي:
وينصبُّ ذلك النوع على دراسة السلوكيات الفردية للأشخاص، وكيف تكونت؟ ويستخدم في ذلك عديد من النظريات العلمية، ومن أشهرها ما وضعه “سيجموند فرويد” من مبادئ.
علم النفس الإدراكي:
ويتناول ذلك الصنف دراسة طريقة الإدراك، والتفكير عند بني البشر، وينصب ذلك على طريقة الفهم، والتحدث اللغوي، والذاكرة، والقدرة على اتخاذ القرارات.
علم النفس الرياضي:
وهو نمط حديث من أنماط علم النفس، وظهرت الحاجة إليه بالنسبة للرياضيين، وكيفية التعامل معهم من الناحية السيكولوجية، وإزالة كل السلبيات المتعلقة بهم، في سبيل الارتقاء، وتحقيق الأهداف الرياضية.
علم النفس النمائي:
ويستهدف ذلك العمل دراسة الجانب النمائي للأطفال، وتطورات السلوك والإدراك عبر فترات زمنية متتالية، ويستخدم في ذلك الدراسات العرضية، والطولية على حسب رؤية الباحث.
علم نفس الشواذ:
ويدرس ذلك العلم السلوكيات البشرية الشاذة، وأسباب نشأتها، والعلاقة بين المتغيرات، ومن ثم التوصل للعلاج.
علم النفس السريري:
ويستخدم ذلك في الميدان الطبي؛ من أجل علاج الاضطرابات النفسية والعصبية، والتحليل المتعمق لتلك الحالات.
علم النفس الشرعي:
وينصبُّ ذلك على استخدام مبادئ علم النفس في النظم القانونية والشرعية، وتقييم مدى عدالة تلك النظم وتأثيرها بالإيجاب أو السلب على الأفراد والمجتمع.
علم النفس البيولوجي:
ويتناول ذلك ما يرتبط بالتأثير البيولوجي على الحالة العقلية والنفسية، ويستخدم في ذلك كثير من التقنيات الطبية.
علم النفس المقارن:
ويتناول ذلك الصنف من علم النفس دراسة سلوكيات الحيوانات، وبما يسعد في فهم السلوك البشري.
ما المناهج العلمية المستخدمة في رسائل ماجستير علم النفس ؟
يوجد أكثر من منهج علمي يمكن أن يستخدمه الباحثون والباحثات في تنفيذ رسائل ماجستير في علم النفس ، ويتوقف ذلك على طبيعة المشكلة، وصنف التخصص الذي يدرسه الباحث، ومن أبرزها:
المنهج الوصفي:
والمنهج الوصفي في مقدمة المناهج، التي يمكن أن يستخدمها الباحثون والباحثات في رسائل ماجستير في علم النفس،
وعن طريق ذلك المنهج يمكن توصيف موضوع الدراسة بشكل دقيق، ومن ثم وضع التساؤلات أو الفرضيات المُزمع توضيحها.
المنهج التجريبي:
ويُعتبر المنهج التجريبي من بين المناهج المهمة في كثير من تصنيفات علم النفس، ويستهدف ذلك تحديد المشكلة،
ووضع فرضيات البحث التي تتضمن المتغيرات، ومن ثم الملاحظة الدقيقة، وإجراء التجارب سواء المعملية أو غير المعملية.
المنهج التاريخي:
قد تتطلب الدراسة في رسائل ماجستير في علم النفس حاجة الباحث لمراجعة بعض من المعلومات والبيانات في المصادر والمراجع التاريخية، واستخدام النصوص التي تلزم الباحث لتدعم من النتائج النهائية.
منهج دراسات التطور والنمو:
وهو أحد التصنيفات التي تندرج تحت المنهج الوصفي، ويستخدم في دراسة التوجهات والسلوكيات وجوانب النمو الفسيولوجي بتصنيفاتها، وينصبُّ ذلك على المراحل الأولى في عُمر الإنسان.
المنهج المقارن:
ويستخدم ذلك المنهج بكثرة في صنف علم النفس الاجتماعي، بهدف التَّعرُّف على سلوك الفرد مع الجماعة، والتأثير المتبادل.
مناهج أخرى:
يمكن أن يستخدم الباحث نوعيات أخرى من مناهج البحث العلمي لتفصيل محتوى رسائل ماجستير في علم النفس ،
ومن بين ذلك منهج دراسة الحالة الواحدة، والمنهج الارتباطي، والمنهج المدرسي، والمنهج الاستقرائي… وغيره،
وليس بالضرورة أن يُستخدم منهج واحد فقط، ويمكن أن يختار الباحث أكثر من ذلك على حسب الحاجة.
ما أهم أدوات البحث العلمي المستخدمة في تنفيذ رسائل ماجستير في علم النفس ؟
تُوجد أدوات علمية متعددة يمكن أن تستخدم في جمع البيانات من عيِّنات الدراسة (المستجيبين) عند تنفيذ رسائل ماجستير في علم النفس ، ومن بين ذلك:
الملاحظة:
تأتي الملاحظة في طليعة ما يمكن أن يستخدمها باحث أو باحثة علم النفس من أدوات،
وتُعَدُّ الملاحظة مهمة في كثير من الحالات؛ نظرًا لتعرف الباحث أو الباحث على سلوكيات وخصائص وسمات المفحوصين على مقربة، وذلك ما لا توفره أدوات بحثية أخرى.
التجارب العملية وغير المعملية:
وتساهم هذه التجارب في التأكد من جودة الفرضيات التي يصوغها الباحث في بداية تنفيذ رسائل ماجستير في علم النفسة،
ويمكن التحكم في المتغيرات التابعة؛ بمعنى عزل متغير تابع، أو الإضافة على المتغير التابع، ومن ثم إدراك العلاقة الارتباطية مع المتغير المستقل.
ويُعَدُّ الاستبيان من بين الأدوات البحثية الشهيرة المستخدمة في رسائل ماجستير علم النفس،
وهو عبارة عن أسئلة تُصاغ حسب الحاجة، وتوضع في نماذج، وتطرح على عيِّنة الدراسة (المستجيبين) من أجل الإجابة عنها، ويم تحليل ما يتم جمعه من معلومات عن طريق التحليل الإحصائي.
المقابلة:
وهي تتمثل في لقاء يتم بين الباحث والمبحوثين، ويلقي فيه الباحث أسئلة بطريقة شفهية، ويقوم بتدوينها، والمقابلة تتم بشكل فردي أو جماعي.
الاختبارات:
تُعَدُّ الاختبارات الموجهة سواء الشفهية أو التحريرية، والتي يجريها الباحثون والباحثات إحدى الأدوات القوية في معرفة سلوكيات الأفراد،
ويشيع استخدامها برسائل ماجستير في علم النفس ، ومن بين ذلك اختبارات الذكاء، والاختبارات السلوكية.
كيف يمكن صياغة العنوان في بحوث علم النفس؟
تُوجد طريقتان أساسيتان يمكن من خلالهما أن يصوغ الباحث العنوان في بحوث أو رسائل علم النفس:
الطـــريقة الوصفية للعنوان:
وفي ذلك يستخدم الباحث متغيرًا واحدًا فقط، ويطلق عليه المتغير المستقل للبحث،
مثل: السمات الشخصية للأطفال قبل سن الخامسة، أو تفسير نموذج سيجموند فرويد البنيوي، أو أشكال عنف الزوجات ضد أزواجهن.
طريقة العلاقة بين متغيرين:
وهي الطريقة الأكثر استخدامًا وشيوًعا في مجال بحوث علم النفس، وفيها يستخدم الباحث أو الباحثة متغيرين (تابع + مستقل)
مثل: فاعلية برنامج إرشادي لإنماء مهارات أمهات الأطفال من ذوي الإعاقة البصرية، أو تأثير العلاقة الوليدية في التحصيل الدراسي عند طلاب المرحلة الابتدائية.
أمثلة رسائل ماجستير في علم النفس :
- أثر طلاق الوالدين في المتغيرات الصحية النفسية عند طالبات المرحلة الابتدائية في دولة البحرين.
- دراسة لقياس مستوى الدافعية الأكاديمية عند طلاب جامعة الملك فيصل بالمملكة.
- قياس الدوافع المعرفية عند طلاب جامعة الملك فهد بالمملكة. فاعلية برنامج إرشادي في التعليم الذاتي المنظم لطلاب الثانوية في جمهورية مصر العربية.
- تأثير صدمة الاغتصاب على سلوكيات المرأة.
- فاعلية الاتصال التنظيمي في تحفيز العمال والموظفين.
- العلاقة بين الضغط النفسي والعنف المدرسي لدى طلاب المرحلة المتوسطة.
- العلاقة بين ضغوط العمل والرضا الوظيفي.
- العلاقة بين القلق والتحصيل الدراسي لدى طلاب المرحلة الثانوية في دولة الكويت.
- أنماط الإساءة الوالدية وتأثيرها في سلوك البناء دون سن العاشرة.
- فاعلية برنامج حاسوبي في إنماء المهارات الإبداعية عند طلاب الصف الرابع الابتدائي بدولة الأردن.
- العلاقة بين النرجسية والتفكير الإبداعي عند طالبات جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية.
- فاعلية برنامج إرشادي في تنمية مهارات الأطفال لتجنُّب ضغوط الدراسة.
- الضغوط النفسية لدى لاعبي كرة القدم في المملكة الأردنية الهاشمية.
- تأثير التعليم المبرمج على التحصيل الدراسي لطلاب الصف السادس الابتدائي في جمهورية مصر العربية.
وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم موضوع رسائل ماجستير في علم النفس لنساعدكم على إنجاز رسائلكم وأبحاثكم العلمية.