تعتبر الأبحاث العلمية، والدراسات الجامعية كرسائل الماجستير والدكتوراه، والإنجازات الفكرية، والأدبية، والعلمية حقاً لأصحابها الذين بذلوا قصارى جهدهم، وسهروا الليالي، وعملوا طويلاً، وعزموا على فهم كافة الجوانب التي تفيد في إتمام إنجازاتهم، ونظراً لتضخم وزيادة هذه الأعمال في العالم أجمع فقد دعت الحاجة إلى ضرورة وضع القوانين التي تضمن لأصحاب هذه الإنجازات أن يتم نسبها إليهم، وأن لا يتم سرقة هذه الحقوق الفكرية من قبل أي شخص في العالم، كما تمّ ابتكار العديد من الوسائل التي تُساعد على كشف السرقات الفكرية والأدبية مثل برامج فحص نسبة الانتحال ، فما هي هذه البرامج؟، وما الدور الذي تؤديه تماماً؟، وما أبرز المعلومات التي تتعلق بمفهوم الانتحال والسرقة الأدبية؟، كل هذا وأكثر سنتطرق إليه في مقالنا هذا.

تعريف الانتحال العلمي

يمكن تعريف الانتحال في الأعمال الفكرية والأدبية والعلمية على أنه الإدعاء الذي يقوم فيه الفرد بنسب الأعمال إليه صراحةً، أو

ضمنياً عن طريق كتابة مادة تعود لشخص آخر، أو نقل ما تم إنجازه من أشخاص آخرين بشكل كلي أو جزئي دون استخدام

وسائل نسب المعلومات لأصحابها كالاقتباس، ويعرف الانتحال بأنه عملية التزوير التي يقوم بها الشخص لنسب الإنجازات إلى

نفسه، والتملك غير الشرعي المتعلق بنشر اللغة والعبارات والأفكار الخاصة بمؤلفيها، وتعدّ السرقة الأدبية أو الانتحال العلمي

غشاً أكاديمياً، وخرقاً لأخلاقيات الحقوق الفكرية، والأمانة العلمية، والتي قد تصل إلى حد انتهاك حقوق النشر والتأليف التي يعاقب عليها القانون.

وقد تم تعريف الانتحال والسرقة الأدبية في المجتمع الأكاديمي من قبل Bela Gipp على أنها استخدام المفاهيم، أو الأفكار، أو

التراكيب دون الاستشهاد، أو الاعتراف بمصدرها بشكل واضح، ويعدّ هذا التعريف اختصاراً للتعريف الذي تمّ وضعه من قبل Teddi

Fishman،

والذي بيّن فيه العناصر المميزة للسرقات الأدبية كما يأتي:

استخدام الأفكار، أو الكلمات، أو المنتجات الخاصة بشخص آخر.
عدم نسب الأفكار والمعلومات والكلمات إلى المصدر الذي تم الحصول عليها منه.
عندما يُطلب من الشخص تأليف عمل شخصي أصلي، وعدم الأخذ من غيره، ولا يفعل.
عندما يسعى الشخص إلى الحصول على منعة ما دون التحقق من إنشاء عمل أصلي.

ووفقاً لجامعة إلينوي في شيكاغو، فقد حدد قسم المعلومات الصحية فيها أشكال رئيسية للسرقة الأدبية التي يقع فيها بعض الطلاب كما يأتي:

تسليم الأعمال العائدة لأشخاص آخرين على أنها إنجاز من الطالب نفسه.
نسخ بعض المقاطع من أعمال سابقة دون إضافة أي مرجع.
إعادة الكتابة لأي عمل دون ذكر المرجع أو المصدر.
استخدام الاقتباس دون إضافة المرجع.
دمج الأعمال المختلفة من أكثر من مصدر مع بعضها البعض دون ذكر هذه المصادر.
ذكر مصادر فقرات معينة دون ذكر كل المصادر التي يتطلبها العمل.
خلط الأعمال التي تم نسبها إلى مصادرها مع الأعمال غير المنسوبة إلى مرجع محدد في نفس الفقرة.
الاعتماد الواضح والكبير على الأعمال المقدمة من الأشخاص الآخرين دون تقديم محتوىً جديد.

برامج فحص نسبة الانتحال

يعدّ الانتحال العلمي، والسرقات الأدبية إحدى المخالفات والجرائم التي تمس بالأمانة العلمية، وفي حال السرقات والانتحال في

الأبحاث العلمية أو الدراسات الجامعية كرسائل الماجستير أو الدكتوراه يكون الأمر بالغ الخطورة، فقد يؤدي في بعض الأحيان إلى

إلغاء بعض المواد أو رفض اللجنة المحكمة للرسائل الجامعية، كما قد يصل إلى حد الطرد النهائي من الجامعة أيضاً، أو منع الطالب

من الدخول ضمن قائمة طلاب الدراسات العليا في الجامعة مرةً أخرى، وبسبب خطورة هذا الأمر، ومساسه بقوانين الحقوق

الفكرية فقد دعت الحاجة إلى تطوير العديد من البرامج الخاصة بالتحقق من أصالة المادة العلمية في الأبحاث، ولأن هذه البرامج

عالية التكلفة، وقد تقتصر على الجامعات عادةً، فإنّ ذلك قد يضيق الأمر ليجعله حكراً على المحكمين أو الدكاترة، لهذا فقد تمّ

إنشاء العديد من المواقع و برامج فحص نسبة الانتحال التي تقدّم نفس الخدمة تقريباً، والتي يمكن تسميتها بأدوات اكتشاف نسبة الانتحال أو ما يعرف بالبلاجياريزم.

وفيما يأتي أهم برامج فحص نسبة الانتحال العلمي:

checkforplagiarism:

يعتبر هذا الموقع من المواقع المهمة في كشف الانتحال، وتتم آلية ذلك بتحميل المستند الذي يرغب الشخص بالتأكد من أنه

أصلي، وتزويد الموقع بكافة البيانات كالبريد الإلكتروني لإرسال التقرير الخاص بفحص نسبة الانتحال إلى البريد، ويكون هذا التقرير

مجانياً، كما يبين النسبة المئوية المتعلقة بأصالة مادة المستند.

*plagiarisma:

يعدّ هذا الموقع أحد أفضل أدوات فحص نسبة الانتحال، والذي يوفر 190 لغة عالمية، وتكون آلية ذلك من خلال لصق النصوص في

المربع المخصص للتحقق من الانتحال، أو رفع المستند، أو كتابة الرابط في مكانه المحدد.

Plagiarism detect:

يعتبر هذا الموقع المجاني وسيلةً أخرى لكشف نسبة الانتحال العلمي، والذي أثبت فعاليته، ونتائجه الممتازة، ودقته على الرغم

من بطء ظهور تقرير الانتحال، كما يمكن من خلال هذا الموقع التحقق من أصالة المادة الموجودة في أحد المواقع الإلكترونية.

plagtracker:

تعد هذه الأداة من الأدوات الجيدة نوعاً ما، والتي يتم من خلالها اكتشاف الانتحال العلمي، ويتميز هذا الموقع بواجهة أنيقة

وجذابة، ولا يمكن التحقق فيه من النصوص التي تتعدى 5000 كلمة.

dupli checker:

تعمل هذه الأداة بطريقة تقسيم النص إلى عدة جمل، والتي يتم مقارنتها بنتائج محركات البحث، وفي النسخة المجانية يمكن

الاستفادة من فرصة التحقق من النصوص التي لا يتجاوز عدد الكلمات فيها عن ألف كلمة، ويكون ذلك باللصق المباشر للنصوص

في المكان المحدد، أو عن طريق رفع المستند.

plagscan:

يمكن التسجيل في هذه الأداة للتحقق من نسبة الانتحال، حيث تصل الوحدات المجانية الواصلة بها إلى إمكانية التحقق من

النصوص التي يصل عدد الكلمات فيها إلى 2000 كلمة.

نظام Turnitin:

يعرف هذا النظام على أنه النظام الإلكتروني على شبكة الإنترنت، والذي يفيد في كشف الانتحال، وسرقة المحتوى الإلكتروني،

وقد تمّ إنتاج هذا النظام في شركة iParadiagms، ويتمّ شراء رخصة الاستخدام الخاصة بهذا النظام عن طريق المؤسسات

التعليمية، والمعاهد؛ وذلك بغرض التأكد والكشف عن مصداقية الأبحاث العلمية، والواجبات المكتوبة، كما يمكن استخدامه من قبل

الطلاب لتدقيق البحث أو الواجب قبل تسليمه للجنة المحكمة، وقد تم اعتماد 31 لغة في هذا النظام عام 2008م غير اللغة

الإنجليزية، ويتم استخدام هذا النظام في أكثر من 10,000 معهد ومؤسسة تعليمية في كافة أنحاء العالم، كما يصل عدد

المستخدمين فيه إلى ما يقارب مليون مدرس وأكاديمي.

تتلخص طريقة عمل نظام Turnitin في قيامه بالعديد من العمليات كما يأتي:

تخزين البحث العلمي أو الواجب الدراسي في القاعدة المركزية للبيانات الخاصة بهذا النظام.
إجراء المقارنة بين الأبحاث العلمية، أو الواجبات مع جميع محتويات قاعدة بيانات النظام.
يتم أخيراً إنشاء التقرير الديناميكي، والذي يعطي الطالب والأستاذ فرصة قراءة، ومراجعة هذه التقارير في أي وقت كان.

خطوات تقليل احتمالية وجود الانتحال العلمي

لضمان خلو البحث العلمي من احتمالية وجود الانتحال العلمي في الأبحاث، يتوجب على الطالب إتباع الخطوات الآتية:

1- وضع المخطط الجيد للبحث العلمي.

2- الاستفادة من التلخيص الجيد.

3- التأكد من ذكر المصادر.

4- التمكن من إعادة الصياغة بصورة احترافية.

اقرأ أيضاً:

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

تعرف علينا أكثر