كما تظهر من خلال أن الدول المتقدمة أو الساعية للنمو تقدم الحوافز والدعم الكبير لنجاح المؤتمرات العلمية، من تقديم أحدث الأدوات والوسائل اللازمة، ومن توفير التسهيلات بالتنقل والإقامة للباحثين القادمين من خارج البلد وغيرها من حوافز ودعم مالي او معنوي.

مفهوم المؤتمرات العلمية.

إن المؤتمر العلمي هو حدث ينتمي لأحد التخصصات العلمية، تتم الدعوة للمشاركة إليه للباحثين العلميين والعلماء وأهم

المتخصصين، وذلك في زمن محدد تماماً، وفي مكان معين بدقة، مع تحديد الموضوع الذي يتناوله المؤتمر وهو ما يظهر من عنوان المؤتمر العلمي.

إن الدعوة إلى المؤتمرات العلمية تقوم من قبل الجامعات أو الجهات العلمية المتخصصة، ومن خلال الدعوات يحدد مستوى المؤتمر،

فهل هو من المؤتمرات المحلية الوطنية التي تقتصر المشاركة فيها على الباحثين العلميين والمتخصصين من نفس الدولة التي ينتمي إليه المؤتمر.

أو قد يكون المؤتمر على المستوى الإقليمي كأن بكون لدول الشرق الأوسط مثلاً، أما المستوى الأعلى فهو المؤتمر العلمي الدولي الذي يمكن المشاركة فيه لجميع الباحثين العلميين من كافة الدول ومناطق العالم والذين يحققون شروط المشاركة بالمؤتمر العلمي.

تخضع الدراسات البحثية لعملية تحكيم سريعة لكنها دقيقة للغاية، ويتم الموافقة على أهم وأعلى الدراسات البحثية المنتمية إلى تخصص وموضوع البحث العلمي.

وعند انعقاد المؤتمر العلمي تعرض البحوث العلمية التي تمت الموافقة عليها وتتم مناقشتها، والبحث بأهم المستجدات العلمية، كما يشهد المؤتمر الاحتكاك وتبادل المعارف والخبرات بين مختلف الحاضرين وبالخصوص الاستفادة من العلماء والاساتذة الجامعيين وأهم الباحثين العلميين، وهو ما يظهر أحد فوائد حضور المؤتمرات العلمية.

ولأن العديد من الأشخاص لا يلتفتون إلى الفارق بين المؤتمر العلمي والندوة العلمية، فإننا نشير إلى أن المؤتمر العلمي يكون بحجم أكبر من الندوة العلمية، وهو يتناول أحد الموضوعات العلمية المحددة بعنوان المؤتمر، في حين أن الندوة قد تتناول موضوع معين كما انها قد تتناول عدة مواضيع تنتمي إلى المجال العلمي ذاته.

وبذلك نجد أن المؤتمرات العلمية من أهم وسائل التطور والنشر العلمي، وباتت من عصب رئيسي في التقدم العلمي، ومن أهم الملاجئ لمعظم الباحثين وطلاب العلم.

علماً أن الجهات الداعية للمؤتمرات العلمية قد تكون هي جامعة أو هيئة علمية معينة، كما أنها قد تكون نتيجة تعاون أكثر من جامعة أو العديد من الهيئات العلمية.

اقرأ ايضاً: المؤتمرات العلمية في السعودية

أهداف تنظيم المؤتمرات العلمية:

إن فوائد حضور المؤتمرات العلمية هي من الأهداف التي يسعى لتحقيقها الباحثين العلميين والعلماء وطلاب الدراسات العليا، أما الاهداف الرئيسية لتنظيم المؤتمرات العلمية فهي:

دعم مشاركة الباحثين العلميين والعلماء وأعضاء الهيئة التدريسية وطلاب الدراسات العليا بالمؤتمرات العلمية، وهو ما يزيد من انتاجية العلوم وتطويرها، والوصول إلى الاكتشافات والأفكار المبتكرة.
تشجيع البرامج العلمية والدراسات البحثية في الجامعات والهيئات العلمية المتنوعة.
نشر المعارف والتقنيات والأساليب والطرق الحديثة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، واحتكاك أهم المتخصصين والباحثين العلميين مما يساعد على التبادل المعرفي والخبرات، والاطلاع على الأفكار الإبداعية الجديدة.
تسمح لأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات والمؤسسات العلمية أن يقفوا على منابر علمية مهمة، يتمكنون من خلالها نشر أفكارهم الإبداعية، وتبادل الأفكار مع أهم الباحثين والعلماء حول العالم المنتمين إلى تخصصهم العلمي، وهذا الاحتكاك مع مثل هؤلاء الخبراء العالميين لا يمكن الوصول إليه دون حضور المؤتمرات العلمية.
تساهم المؤتمرات العلمية في إثراء الخبرات والمعارف التي يمتلكها الطلاب وأعضاء الهيئات التدريسية المشاركين أو الحاضرين للمؤتمرات العلمية.
تسمح المؤتمرات العلمية الدولية لأعضاء الهيئة التدريسية تمثيل جامعاتهم في أهم المؤتمرات العلمية، وأن يتصلوا ويتفاعلوا علمياً واجتماعياً مع المشاركين بالمؤتمر العلمي، وهو ما يزيد من خبراتهم ومعارفهم في مجالهم العلمي، وأن يطلعوا على أهم المستجدات فيها، وهو ما ينعكس إيجاباً عليهم بشكل خاص، وعلى الجامعات والجهات التي ينتمون إليها، وبالخصوص لناحية ارتفاع التصنيف الدولي للجامعات المنظمة او المشاركة.
يسمح المؤتمر العلمي بالالتقاء والتعاون بين الباحثين وأعضاء الهيئات التدريسية، وهو ما يسمح لهم بالتعاون المستقبلي بما يحقق الفوائد للعلوم التي يتخصصون بها، وللمجتمعات التي ينتمون إليها.

أهمية تنظيم المؤتمرات العلمية.

إن الحصول على فوائد حضور المؤتمرات العلمية يعتبر أحد جوانب أهمية تنظيم المؤتمرات العلمية، فهذه المؤتمرات تعتبر من الرموز والوسائل المعتمدة في الارتقاء بالتطور العلمي والمجتمعي والوصول به إلى أعلى المستويات.

ومن خلال المؤتمر العلمي الدولي مثلاً يلتقي العلماء والمتخصصون والباحثون العلميون من مختلف البلدان حول العالم، ويعرضون أهم ما توصلوا اليه من دراسات بحثية، ويتبادلون المعارف والخبرات البحثية والعلمية والمهنية.

وهو ما سيشكّل إضافة كبيرة للتخصص العلمي للباحث، وهذا ما يساهم في التطوير للمسار العلمي والبحثي والوظيفي، ولكن ما هي أبرز الجوانب التي تبرز أهمية تنظيم المؤتمرات العلمية:

الاكتشافات الجديدة والحلول الابداعية.

تعتبر المؤتمرات العلمية من الأحداث العلمية ذات القيمة والأهمية الكبيرة، وبالخصوص من خلال مساهمتها في الوصول الى المعارف والاكتشافات الجديدة التي تساهم في تطور العلوم والمجتمعات.

أو بالوصول إلى الحلول الإبداعية للمشكلات المجتمعية، وهو ما يساهم بارتقاء العلوم والمجتمعات من مختلف المجالات، مع انتاج المعارف الحديثة التي لها دور كبير في تسارع عجلة التقدم العلمي.

وبالخصوص أن المؤتمر العلمي يساهم في الانتشار الواسع والسريع للبحوث العلمية الإبداعية التي تتضمنها هذه المؤتمرات العلمية.

إظهار الإبداع الفكري بأبهى صوره.

إن المؤتمرات العلمية تتضمن أرقى الدراسات الإبداعية، فهي لا تقبل الدراسات إن لم تصل إلى مستوى معين، وإن لم تكن نسبة الابتكار وتقديم الجديد فيها نسبة عالية.

وهو ما يساعد على إظهار وتطوير الحرية الفكرية التي لها دور كبير بالتطور والتجدد والإبداع، حيث يعمل الباحث العلمي على تحرير فكره العقلي وبذل الكثير من الجهود، وقضاء وقت طويل بالعمل البحثي، وهو ما ينعكس على إمكانيات الباحث وقدرته على تحقيق رسالته الأسمى بتحقيق التطور والرقي للعلم والمجتمع والأفراد.

ولذلك نجد أن الجامعات العالمية تعمل بكل جد على دعم أعضاء الهيئة التدريسية للمشاركة او الحضور في أهم المؤتمرات العلمية، لما يتيحه ذلك الامر من فوائد كبيرة جداً من ضمنها الفوائد التي ترتبط بالجامعة وتحقيق الرقي بالتصنيف العلمي للجامعات العالمية.

ولأن المشاركين يحتكون بأهم الباحثين العلميين، وهو ما يساعدهم على أن يكسبون المعارف والخبرات التي يمكن الاستفادة منها ونقلها إلى الطلاب ورفع مستواهم العلمي والبحثي.

مشاركة القطاعات المجتمعية.

إن أهمية المؤتمرات العلمية في عالمنا الحالي لا تقتصر على الجانب العلمي، بل هي تمتد إلى مختلف القطاعات وخصوصاً المجتمعية منها، بحيث تتم مشاركة هذه القطاعات للمؤتمرات بفعالياته المختلفة.

وتظهر الفوائد لهذه المؤتمرات العلمية من خلالها فتحها للعديد من خطوط الاتصال بين المؤسسات العلمية والجامعات فيما بينها، وذلك وفقاً لمستوى المؤتمر فالمؤتمرات الدولية توفر خطوط اتصال بين مختلف الجامعات والمؤسسات المحلية والعالمية.

يظهر دور المجتمع من خلال قدرته على دعم المؤتمرات العلمية، وهو ما يظهر من خلال خدمة المؤتمرات للقطاعات المجتمعية.

أهم فوائد حضور المؤتمرات العلمية.

تتعدد الفوائد التي يمكن للباحث العلمي أو أعضاء الهيئة التدريسية أو طلاب الدراسات العليا الحصول عليها من الحضور أو المشاركة في المؤتمرات العلمية، وهو ما يدفعهم الى المشاركة بالمؤتمرات العلمية.

هذا ويمكننا اختصار أهم فوائد حضور المؤتمرات العلمية بما يلي:

1. تساعد المؤتمرات العلمية وبالخصوص الدولية منها وبالكثير من الحالات على كسر حاجز اللغة والاستفادة من الدراسات البحثية المكتوبة بلغات أخرى.

2. إن حضور طلاب الدراسات العليا والباحثين العلميين خصوصاً الجدد منهم للمؤتمرات العلمية يساعدهم على تطوير ما يمتلكونه من خبرات ومهارات في الكتابة الأكاديمية، وخصوصاً مع احتكاكهم بأهم العلماء والباحثين العلميين المنتمين إلى تخصصهم العلمي.

3. تساعد المؤتمرات العلمية الحاضرين المتخصصين على الوصول إلى أفكار جديدة ومهمة تصلح لأن تكون مواضيع لدراسات بحثية أصيلة ومهمة.

4. تساعد الباحثين العلميين أو الطلاب على تطوير ما يمتلكونه من مهارات في العروض التقديمية، وتقوي من إمكانياتهم على الإلقاء العلمي السليم أمام جمهور من الباحثين والمتخصصين في المجال العلمي الذي ينتمي إليه الباحث، وهو ما ينمي الثقة بالنفس وبالإمكانيات والمهارات التي يمتلكها.

5. يمكننا أن نضم إلى فوائد حضور المؤتمرات العلمية الاستفادة مما يصاحب المؤتمر العلمي من أنشطة مختلفة ومنها المعارض، أو المحاضرات، أو ورش العمل.

6. يعتبر الحضور للمؤتمرات العلمية بما يتضمنه من انشطة مصاحبة من عوامل الاستمتاع بالمجال العلمي الذي ينتمي إليه الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا.

7. إن المؤتمرات العلمية تتناول أحدث وأعلى الدراسات البحثية، وبالتالي فإن المشاركة أو الحضور فيها يساعد الباحث العلمي على أن يزيد من اطلاعه على أحدث المستجدات التي تنتمي إلى مجاله العلمي.

8. إن الباحث العلمي الذي يتمكن من المشاركة في المؤتمر العلمي بدراسته البحثية سيظهر كأحد أهم المتخصصين في مجاله البحثي، وهو عامل يرفع من مكانته العلمية وتزداد شهرته في المجال العلمي الذي ينتمي إليه.

9. إن الأمور التي يمكن تعلمها من حضور المؤتمرات العلمية نظرية وعملية ومهمة للغاية، وهي في معظم الأحيان يصعب تعلمها من وسائل أخرى كقراءة بحث منشور بمجلة علمية مثلاً.

من أهم الفوائد لحضور المؤتمرات العلمية، نذكر ايضاً:

10. إن تجاوز مراحل التحكيم في المؤتمرات العلمية تحتاج الوصول إلى بحث عالي الجودة، وأن يكون الالتزام فيه كامل بجميع معايير الكتابة الأكاديمية، وهو ما يدفع الباحث العلمي لتوسيع قاعدته المعرفية والاطلاع على الكثير من البحوث والملاحظات التي تساعده على الوصول إلى بحث علمي متكامل يمكن أن يشترك بالمؤتمر العلمي.

11. إن ملاحظات لجان التحكيم المؤلفة من أجدر وأهم المتخصصين بالمجال العلمي تتميز بدقتها وأهميتها، وهو ما يجعلنا نضيف الاطلاع على هذه الملاحظات والأخذ بها من اهم فوائد حضور المؤتمرات العلمية.

12. يمكن من خلال المؤتمر العلمي أن يلتقي طلاب العلم بشكل مباشر مع العلماء والباحثين العلميين أصحاب المعرفة والحبرة، ومع الاساتذة أعضاء الهيئة التدريسية مع يحققه هذا الاحتكاك من فوائد جمة.

13. إن الاشتراك أو الحضور في المؤتمرات العلمية يسمح للباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا أن يتعرف على الكيفية التي يعتمدها الباحثون الآخرون في إجراء بحوثهم العلمية.

كما أن ذلك يسمح له التعرف على كيفية اختيار المنهجية العلمية الملائمة لموضوع البحث العلمي، وكيفية جمع البيانات والمعلومات وتنظيمها وعرضها ومناقشتها وتحليلها بما يسمح الوصول إلى النتائج المنطقية المثبتة بالبراهين والأدلة، وهو ما يرسخ من إمكانيات ومعارف ومهارات وخبرات الباحث العلمي في العمل الدراسي البحثي.

14. من أهم فوائد حضور المؤتمرات العلمية بالنسبة للطلاب في مراحل الدراسات العليا المشاركين بأحد دراساتهم البحثية بالمؤتمر العلمي، تكمن بمنحهم الاولوية في القبول عند توزيع الجامعات لمقاعد الدراسات العليا سواء بمرحلة الماجستير أو الدكتوراه.

ومن جهة اخرى قد تكون المشاركة بالمؤتمرات العلمية أو النشر بالمجلات العلمية المحكمة المعتمدة من شروط الحصول على بعض الدرجات العلمية في تخصصات ومجالات محددة.

15. إن المؤتمرات العلمية تشهد عادةً مشاركة اهم وأشهر الباحثين العلميين والعلماء في تخصص علمي معين، وهو ما يسمح لهؤلاء الأشخاص المتخصصين أن يتبادلون أهم وأحدث المعلومات والبيانات والأفكار مما يساهم في تطور العلوم والمجتمعات.

ومن جهة أخرى فإن الناشرين العلميين يجدون بالمؤتمرات العلمية المكان الأمثل للالتقاء والعمل على تطوير أعمالهم، وهو ما سيكون له انعكاس إيجابي على تسارع وتوسيع عمليات نشر محتوى المؤتمر الأكاديمي.

16. تعمل الجامعات والهيئات البحثية لتنظيم المؤتمرات العلمية، كما أنها تدعم الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية وتحثهم على المشاركة بالمؤتمرات العلمية، وهنا سيكون من فوائد حضور المؤتمرات العلمية رفع الثقة بالجامعة او الجهة العلمية.

كما أن ذلك يساهم في زيادة شهرتها والاقبال عليها، وبالخصوص مع ان تنظيم المؤتمرات العلمية والمشاركة فيها يساهم في زيادة تصنيف الجامعة او الجهة العلمية.

وبعد اطلاعنا على فوائد حضور المؤتمرات العلمية فإننا ننصح الباحثين العلميين وبالخصوص طلاب الدراسات العليا أن يحرصوا على حضور المؤتمرات العلمية والمشاركة بها.

الملخص.

وبذلك نكون قد تعرفنا على مفهوم المؤتمرات العلمية، وما هي أبرز أهداف تنظيم المؤتمرات العلمية؟ وما هي أهمية تنظيم المؤتمر العلمي سواء المحلي أو الإقليمي أو الدولي.

وبالإضافة إلى كل ذلك فإننا ألقينا الضوء بشكل موسع على أهم فوائد حضور المؤتمرات العلمية، سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في تقديم كل ما هو مفيد للباحثين العلميين وطلاب الدراسات العليا الأعزاء.

المصادر:

11 فائدة لحضور المؤتمرات العلمية، 2015، مركز التعلم الفعال

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

تعرف علينا أكثر