نموذج خطة البحث
- أكتوبر 10, 2018
- البحث العلمي
نشأت الحاجة إلى الأبحاث العلمية والدراسات الجامعية بالتوافق مع الثورة العلمية والتقنية الحاصلة في العالم، إذ تُعتبر الأبحاث العلمية وجودتها دليلاً على التقدم والتطور الذي تشهده المجتمعات، وذلك لأثرها الجلي في رفع المستوى العلمي، والاجتماعي، والاقتصادي للأفراد والمجتمعات على حد سواء، ومن هذا المنطلق زاد اهتمام الدول المتقدمة والجامعات العالمية بموضوع البحث العلمي، وكيفية تهيئة الطلاب والباحثين العلميين وتزويدهم بأفضل الطرق لإعداد البحوث العلمية، والدراسات الجامعية بشكل ناجح، حيث يمر الإعداد الناجح للأبحاث العلمية بعدة خطوات تشكّل الصورة النهائية للبحث المحدد، ومن ضمن أهم خطوات كتابة الأبحاث العلمية إعداد نموذج خطة البحث، وفي هذا المقال نعرض أهم المعلومات التي قد تساعد الكثير من الباحثين لإعداد نموذج خطة البحث العلمي الخاص بهم.
نموذج خطة البحث
يمكن تعريف نموذج خطة البحث على أنه الخطة التي يتم تقديمها قبل البدء بالأبحاث العلمية أو رسائل الدراسات الجامعية كرسائل الدكتوراه، والماجستير، والتي تُقدّم فيما بعد إلى القسم المحدد والمختص، بهدف رفعها إلى عمادة الدراسات العليا في الجامعات المختلفة، وقد يلزم إعداد نموذج خطة البحث في الرسائل الجامعية أخذ المشورة المختصة من قبل المرشد الأكاديمي، من أجل المساعدة على اختيار موضوع المشكلة البحثية، وتحديد المطالب النظرية، والتطبيقية، والتي ترتبط بدراسة الموضوع المحدد، بالإضافة إلى تحديد المصادر الخاصة بالبحث، ومناقشة الموضوع مع الطالب لتوضيح مناهج البحث المناسبة، وبعد إتمام ذلك كله وكتابة نموذج خطة البحث، والموافقة عليها يتم مناقشة الدراسة بحضور بعض أعضاء هيئة التدريس.
الهدف من إعداد نموذج خطة البحث
يكمن الهدف الأساسي من إعداد نموذج خطة البحث في ضمان إقناع الطالب للمختصين بالعديد من الأمور ومنها ما يأتي:
*ضمان إقناع اللجنة بأن البحث العلمي أو الدراسة الجامعية تسدّ حاجةً مهمة في مجال التخصص النظري أو العملي، أو أنها تحسم الجدال حول قضية ما، والتي تمت العديد من المناظرات فيها، أو أنها تساعد على تعديل أمر ما، أو أنها تساهم في إعادة البناء لما تم تأسيسه، وذلك بناءً على المعطيات العلمية السابقة.
* ضمان إقناع اللجنة بواقعية موضوع البحث ومنطقه، من حيث أن الموضوع يمكن إنجازه بالإمكانات النظرية، والعلمية المتوفرة، كما أنه يمكن الإشراف عليه من قبل المختصين في الجامعة المحددة.
*عرض المهارات التي يمتلكها الطالب أمام المختصين، والمعارف التي يحيط بها، والتي تلزمه للقيام بالدراسة أو البحث على أكمل وجه.
*إبراز الاعتبارات الأخلاقية والقضايا التي تتصل بالدراسة، والتي يهتم بها الطالب، وبيان الموافقات الضرورية التي حصل عليها لإكمال بحثه.
*بيان تحديد، ودقة، وتخطيط الباحث أو الطالب لكامل الدراسة، لإظهار أنّه قادر على البدء في العمل بشكل فوري عند تسجيل موضوع الدراسة.
عناصر نموذج خطة البحث
تتضمن كتابة نموذج خطة البحث العديد من العناصر، حيث تتطلب كتابته تحديد الموضوع الخاص بالبحث، أو الدراسة، والأهمية المتعلقة به، والأهداف، والفروض، والحدود، والمصطلحات، والخطوات، والمنهج الخاص بالدراسة، وفما يأتي تفصيل لعناصر البحث:
1.عنوان البحث: يتسم عنوان البحث الناجح بالعديد من المواصفات الخاصة، كالوضوح؛ لتمكين القارئ من فهم العنوان، وإدراك مضمونه دون حاجته إلى أي استفسار، بالإضافة إلى أن يكون العنوان موجزاً دون التوسع في التفصيلات.
2.المقدمة: يتم توضيح مجال البحث ودلالة موضوع العنوان في المقدمة، بالإضافة إلى أهمية موضوع الدراسة باختصار، وللوصول إلى الدقة في تحديد الموضوع يجب مراعاة العديد من القواعد، ومنها ما يأتي:
*إبراز ما لم يتم شرحه أو توضيحه في الخطة.
*تمحيص المعلومات السابقة في موضوع الدراسة.
*نقد التناقض أو نقاط الاختلافات في المعلومات السابقة.
*تجنب الانفعال وسط العناوين أو الشعارات البراقة في الجانب التربوي والتعليمي عند تحديد موضوع الدراسة.
*توضيح المتغيرات التي تتصل بمشكلة موضوع الدراسة.
*الاعتماد على التفكير الخاص، والطريقة الشخصية جنباً إلى جنب مع نتائج الأبحاث والمؤتمرات ومقترحاتها.
3.تحديد مشكلة البحث: يمكن اعتبار مشكلة البحث على أنها الوسيلة التي يتم فيها الشك في موضوع محدد أو ظاهرة ما، لإظهار الحاجة والهدف من البحث في هذه المشكلة، إذ تعد المشكلة التساؤل الذي يقف الشخص أمامه إلى أن يتم التوصل إلى حله، وتجدر الإشارة إلى أهمية أن يحدد الباحث المشكلات الفرعية المحيطة بموضوع البحث أو الدراسة.
4.أهمية البحث: يعتبر هذا الجزء من الأجزاء الحساسة التي قد يقع الباحث أو الطالب في خطأ التفريق بينه وبين أهداف البحث، إذ تعني أهمية البحث تركيز الطالب على الفوائد العلمية والعملية المنشودة في المجال المحدد بعد إنجاز أهداف البحث أو الدراسة.
5.أهداف البحث: يقوم الطالب في هذه الجزئية بتحديد أهداف موضوع الدراسة، بحيث تترابط المحتويات بشكل وثيق بمشكلة الدراسة، والمبررات الخاصة بها، مع الإشارة إلى أهمية وضوح الأهداف ومنطقها، وقابليتها للتحقيق.
6.الأسئلة الخاصة بنموذج البحث: يقوم الباحث بصياغة المشكلة الخاصة بنموذج البحث، بحيث تتمثل هذه الدراسة على شكل أسئلة ترتبط بأهداف البحث وأهميته، ولأسئلة المشكلة المتعلقة بالبحث العديد من الشروط، ومنها ما يأتي:
*ضرورة صياغة المشكلة على هيئة أسئلة.
*الربط بين الأهداف المختلفة.
*عدم التوسع في الأسئلة، والتفرع فيها.
*تحديد الأسئلة بشكل دقيق، والتمييز بينها.
*استخدام اللغة العلمية الدقيقة.
عناصر نموذج خطة البحث
7.الدراسات السابقة: من الواجب على الباحث العلمي أو طالب العلم الاهتمام بعرض الدراسات السابقة على شكل تسلسل تاريخي من القديم إلى الحديث، والتركيز والوقوف على الأهداف الخاصة بكل دراسة، والإجراءات المنهجية، مثل نوع الدراسة، ونوع العينة، وحجمها، والأدوات المستخدمة في كل بحث أو دراسة.
8.مسلمات البحث: وتعني هذه النقطة المفاهيم النظرية التي ينبني عليها البحث، للمساعدة على برهنة باقي القضايا.
9.نوع البحث وطبيعته: يتم تحديد الطبيعة الخاصة بالبحث أو الدراسة، ونوعها.
10.حدود البحث: يجب على الباحث توضيح المتغيرات الموضوعية والمكانية والزمانية الخاصة بالبحث العلمي.
11.خطوات البحث ومنهجه: يتم تحديد عينة البحث، ومجتمعه بالاعتماد على أهم المعلومات الإحصائية الدقيقة، ثم ذكر الخطوات التي سيتم اتباعها في البحث العلمي بشكل مفصل.
12.التصور الكلي لفصول الدراسة: على الباحث وضع التصور العام للفصول الدراسية في مشكلة البحث العلمي.
13.قائمة المراجع: من الواجب على الباحث إضافة قائمة المراجع والمصادر التي تم ذكرها في الخطة.
14.الملاحق: ويتم في هذه النقطة توضيح أدوات جمع البيانات، وبعض الوثائق والخطابات التي لم يتم ذكرها في متن نموذج الخطة.
15.ملخصات باللغة العربية واللغة الإنجليزية: ويتم خلال هذه النقطة ذكر النبذة المختصرة عن موضوع البحث، ومنهجه الخاص، ونتائجه.
أهم الأخطاء الشائعة لكتابة نموذج خطة البحث
يتعرض الباحثين العلميين، وطلاب الدراسات العلمية للوقوع بالعديد من الأخطاء عند كتابة نموذج خطة البحث، ومن تلك الأخطاء ما يأتي:
*عدم ترابط العنوان الخاص بالبحث، ومحتوى الدراسة.
*قلة الإدراك والوعي الخاص بالباحث، خاصةً في موضوع المتغيرات التي توجد في الدراسة.
*ضعف مهارات الباحث الخاصة بالترجمة، والكتابة، مما يشكل ضعفاً في مبنى الدراسة بشكل عام.
*عدم الجدية في كتابة المقدمة، والاستهانة بأهميتها، وعدم مقدرة الباحث على تحديد المشكلة.
*قلة الوعي الخاص بالباحثين بما يخص القيام في الدراسات التجريبية قبل الدراسات الحقيقية.
*تكرار الدراسة عن موضوع محدد تمت دراسته كثيراً في المصادر السابقة.
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة