مناهج البحث العلمي

مناهج البحث العلمي

ليقوم الباحث العلمي بإعداد البحث يجب في البداية أن يختار المنهج العلمي الذي سيعتمد عليه أثناء البحث والدراسة، كما يمكن للباحث استخدام أكثر من منهج علمي في البحث وذلك تبعا لحاجة ومتطلبات البحث العلمي.

تعريف مناهج البحث العلمي:

– تعرف مناهج البحث العلمي بأنها الطريقة أو الأسلوب الذي يتبعه الباحث حتى يتمكن من إجراء البحث العلمي، وتحقيق الغاية والهدف منه.
– فالمنهج العلمي هو الإجراء الذي من خلاله يتناول الباحث مشكلة معينة، ليقوم بدراستها.
– حيث يساعد المنهج العلمي الباحث على ترتيب المعلومات وتجميع الأفكار وتفسيرها، حتى يتمكن أخيرا من الوصول إلى النتائج المرجوة.
– كما تندرج المناهج العلمية تحت ما يسمى بالأنظمة السلوكية، وتعتبر الغاية الأساسية من هذه الأنظمة تنمية الإدراك وتعزيزه عند الإنسان، إضافة لتنمية القدرات بحيث يتم اتقان كيفية الاستفادة من معلومات وبيانات التي تم جمعها، والذي يؤدي ذلك أخير إلى تأسيس وبناء حياة اجتماعية حضارية للإنسان.

أنواع المناهج العلمية:

هناك أنواع عدة للمناهج العلمية والتي هي:

1- المنهج الوصفي:

– يعتبر المنهج الوصفي من أهم المناهج العلمية، ويستخدم هذه المنهج في الدراسات والأبحاث التي تتطلب الكثير من الوصف، أو بمعنى أخر يستخدم في الأبحاث التي يتم جمع معلوماتها وبياناتها بطريقة أو أسلوب غير عددي.
– ويستخدم هذا المنهج بكثرة في الأبحاث والدراسات الاجتماعية والإنسانية، حيث تتم عملية الوصف وفق منهجيتين:
▪ الوصف الكمي: يتمثل بالأرقام التي لها صلة بالظواهر.
▪ الوصف الكيفي: ويتمثل بالسلوك الخارجي التي تسلكه الظواهر.
– ومن أهم ما يميز المنهج الوصفي الطريقة العملية والواقعية التي يتعامل بها مع مشكلة البحث، وذلك نظرا لتواجد الباحث العلمي في المكان الذي تجري به الدراسة.
– لا يقبل المنهج الوصفي التأويلات، فهو يعتمد على الموضوعية، أي ما يتم ملاحظته للعيان.
– وكمثال على أبحاث المناهج الوصفية الأبحاث التي تتعلق بمواضيع الطلاق أو الزواج وغيرها، حيث يقوم المنهج الوصفي بدراسة حالة الطلاق مثلا في أكثر من منطقة ومقارنة النتائج.

2- المنهج التاريخي(الاستدلالي):

– يعد المنهج التاريخي المنهج الذي يشارك المناهج العلمية الأخرى، كالمنهج التجريبي والمنهج الوصفي، ويعتبر من أقدم المناهج حيث يتميز بشهرة واسعة.
– ويعرف المنهج التاريخي بأنه تجميع لكثير من البراهين والأدلة التي حدثت في الماضي، حتى يتم ترتيبها وتنسيقها وتصنيفها، لكي يتم نقدها للوصول إلى الحقائق المؤكدة أخيرا.
– ويأتي مبدأ عمل المنهج التاريخي بأن الإنسان لا يستطيع العيش منعزلا عن الأحداث التي حدث في الماضي، والتي بدورها ترشده إلى أخطائه، حتى يتمكن من تجنب الوقوع بها مستقبلا.
– وتكمن أهمية هذا المنهج في قدرته على حل المشكلات الحالية معتمدا على المعلومات والبيانات السابقة لهذه المشكلات، كما يتميز هذا المنهج بقدرته على توقع المستقبل في ظل الأحداث المتغيرة والمتلاحقة.
– ويتطلب الأبحاث التي تعتمد المنهج التاريخي في دراستها عودة الباحث إلى الحقائق والسجلات التي تم تدوينها في الماضي وفي فترات مختلفة.

3- المنهج التجريبي:

– يعتبر هذا المنهج من أهم مناهج البحث العلمي التي يتم استخدامها في المجال العملي والتطبيقي، حيث يعتمد المنهج التجريبي بشكل أساسي على التجربة ودقة الملاحظة والمشاهدة، والقدرة على الوصول إلى النتائج والنظريات.
– إن أهم ما يميز هذا المنهج الدقة الكبيرة التي تحققها نتائجه، والتي تعد من أهم مميزات هذا المنهج، إضافة لموضوعية الدراسة بحيث يتناول الباحث الأبحاث بعيدا عن أي تحيز شخصي.
– ومن عيوب هذا المنهج:
▪ عدم قدرة الباحث على تعميم النتائج حيث غالبا ما يتم إجراء البحث على عينة واحدة.
▪ وهناك الكثير من الأبحاث التي لا يستطيعوا العلماء القيام بها، وذلك لدواعي أخلاقية، وكمثال على ذلك، الأبحاث التي تعارض مواضيعها التوصيات الدينية.
▪ كما يعاني الباحثون الذي يستخدمون المنهج التجريبي من عدم تجاوب أفراد العينة بالصورة المطلوبة، فقد يغير البعض منهم من سلوكه أو ميوله، والذي بدور ينعكس سلبا على نتائج البحث ودقته.

4- المنهج التحليلي:

– يعرف المنهج التحليلي بأنه المنهج العلمي الذي يعتمد على تحليل وتقسيم المشكلة أو الظاهرة المدروسة وذلك بهدف تسهيل دراستها، ومعرفة أسباب ظهورها.
– حيث يشمل المنهج التحليلي ثلاث محاور أساسية والتي هي:
▪ محور التفكيك: يعتمد الباحث في هذا المحور على وضع شرح موسع ومفصل للمشكلة المدروسة، لتعرف على جميع أسبابها والعناصر الرئيسية لها.
▪ محور التقويم: ويعتبر هذا المحور مهم في حال كان للبحث دراسات سابقة مرتبطة بموضوعه بشكل كبير، حتى يتم نقدها وتقويمها بطريقة علمية، مستندا على المعايير الصحيحة.
▪ محور التركيب: وفي هذا المحور يقوم الباحث بتركيب ما توصل له من نتائج ومعلومات ومفاهيم
حتى يتمكن أخيرا من التوصل إلى التعميم المطلوب.

5- المنهج الفلسفي:

– يعتبر المنهج الفلسفي من مناهج البحث العلمي الهامة أيضا، وهو على خلاف المنهج التجريبي تماما
فهو يهدف لدراسة المشكلة بجميع مضامينها وفحواها.
– يقوم الباحث في المنهج الفلسفي بالتعجب ووضع شكوكه، ومن ثم يقوم بصياغة فرضياته، وأخيرا يقوم بوضع الاستنتاجات.
– وأهم ما يميز هذا المنهج العلمي القدرة على تفسير الظواهر الغير قابلة للدراسة من الناحية الكمية.
– وأبرز ما يعيب هذا المنهج أن جميع استنتاجاته ونتائجه قابلة للجدل بسبب عدم وجود دلائل وقرائن لها.

6- منهج المسح الاجتماعي:

– ويعتبر من المناهج العلمية الوصفية، ويستخدم هذا المنهج بشكل أساسي في الأبحاث العلمية التي تتطلب مسح شامل لمجتمع عينة البحث.
– وأبرز استخدامات هذا المنهج تكمن في الأغراض التي لها طابع قومي، وعلى الصعيد العام
ومن أبرز أمثلته الأبحاث التي ترصد عدد الولادات، أو عدد الوفيات، ونسب الزواج والطلاق وغيرها.

7- المنهج الاستقرائي:

– يعرف المنهج الاستقرائي بأنه أحد أبرز مناهج البحث العلمي، حيث يعتمد على قراءة المجريات
والأحداث اليومية بطريقة حضارية وثقافية، فهو يتنقل من الجزيئات إلى العام .
– يقوم المنهج الاستقرائي على المنطق والتحليل والتفسير العقلاني ومشاهدة الظاهرة لجمع أكبر قدر من المعلومات والبيانات حولها.
– يعتمد على هذا المنهج في كثير من الأبحاث وأبرزها العلوم الطبيعية ومن ثم أبحاث العلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية.

8- المنهج الاستنباطي:

– ويعتبر من مناهج البحث العلمي التقليدية، ويتنقل هذا المنهج من دراسة الكل إلى دراسة الجزئيات
حيث يقوم بدراسة القواعد العامة ومن ثم تجزئتها إلى الجزء الذي سيقوم الباحث بدراسته.
– يستخدم هذا المنهج في الأبحاث التي تختص في مجال التربية، وفي أبحاث الموارد البشرية.
– ويتألف هذا المنهج من ثلاث أنواع:
المنهج الصوري- المنهج التحليلي- المنهج الرياضي.

نستنتج مما سبق:

– هناك مناهج متعددة للبحث العلمي، ولكل من هذه المناهج أسلوب وطريقة تختلف بها عن بعضها البعض
ويعود اختيار الباحث للمنهج تبعا لتخصص البحث العلمي والهدف منه.
– في هذه المقالة تم توضيح أنواع مناهج البحث العلمي وما يميز ويعيب كل منها.

اقرأ ايضا 

• تصنيف المجلات العلمية
• كيفية عمل بحث مدرسي بطريقة سهلة