مميزات وعيوب المنهج المقارن
للإعداد الأبحاث العلمية يوجد هناك الكثير من المناهج العلمية المختلفة، ويعتمد اختيار الباحث على أي منها بحسب موضوع البحث ومتطلباته، فالمنهج المقارن لا يقل أهمية عن المناهج الأخرى، حيث يتم اختياره لدراسة الأبحاث التي تتطلب تطبيق المقارنات المختلفة بهدف التعرف عليها وتفسيرها، ولتحديد القواسم المشتركة فيما بينها والصفات المختلفة، في هذه المقالة سنعرف لك عزيز القارئ المنهج المقارن ومن ثم سنوضح مميزاته وعيوبه.
تعريف المنهج المقارن :
▪ يعرف المنهج المقارن بأنه أحد المناهج العلمية الهامة الذي يتم استخدامه في مجالات البحث العلمي، والمبدأ الأساسي لعمل المنهج المقارن هو تطبيق المقارنات وعقدها ما بين الظواهر والحوادث المختلفة بهدف تحديد ما هي نقاط الالتقاء فيما بينها وما هي نقاط الاختلاف .
▪ من خلال المنهج المقارن يستطيع الباحث كشف الكثير من الأمور الغير واضحة والغامضة حول الكثير من الظواهر، بهدف التوصل إلى الحلول والنتائج الدقيقة والصادقة .
▪ يعتبر المنهج المقارن من المناهج التي يتم الاعتماد عليها في كثير من الدراسات والأبحاث نظرا لتقدم العلمي الهام جدا والجوهري الذي أحدثه من خلال تقسيم وتبويب البشرية إلى عدة مجموعات وعقليات وفئات وذلك على أساس المقارنة بينها .
وبرزت أهمية هذا المنهج في الكثير من العلوم وأشهرها علم السياسة وعلم القانون وعلم الاجتماع وغيرها.
▪ وبعد ما تم تعريف المنهج المقارن سنلقي الضوء على كل من مميزات وعيوب هذا المنهج فيما يلي :
ما هي مميزات المنهج المقارن ؟
يتمتع المنهج المقارن بميزات متعددة ومن أهم هذه الميزات نذكر :
▪ الميزة الأولى :
يعتبر من المناهج العلمية المناسبة جدا لدراسة المشكلات والقضايا التي لا يمكن تطبيق التجارب عليها، وبالأخص الظواهر السلوكية .
▪ الميزة الثانية :
ومن أهم مميزات المنهج المقارن إمكانية دراسة العلاقة ما بين عدة أسباب تجاه نتيجة واحدة، أي إمكانية دراسة العلاقة لأكثر من متغير مستقل .
▪ الميزة الثالثة :
إن تطبيق المنهج المقترن يساعد الباحث على التعرف على أجزاء المشكلة التي يقوم بدراستها والذي بدوره يمكن الباحث ويرفع من قدراته تجاه تحليل الظاهرة وتفسيرها، وإيجاد الحلول المناسبة والدقيقة لها .
▪ الميزة الرابعة :
يتميز هذا المنهج بسهولة دراسته للمشكلة وذلك لاعتماده على تجزئتها وتبسيطها، إضافة لتجزئة أسبابها ونتائجها والذي بدوره يلعب دور كبير في تبسيط فهمها وإدراكها .
▪ الميزة الخامسة :
يقوم هذه المنهج بدراسة تفصيلية لعينة الدراسة، حيث يقوم بدراسة جميع جوانبها وتداعياتها وحيثياتها .
▪ الميزة السادسة :
ومن الميزات الهامة للمنهج المقارن أنه يعتبر بديل مناسب وهام لكثير من العلوم التجريبية والتطبيقية .
▪ الميزة السابعة :
كما يتميز المنهج المقارن أيضا بقدرته على وضع الإيجابيات والسلبيات لكل ظاهرة اجتماعية يقوم بدراستها، ولكل حدث أيضا .
▪ الميزة الثامنة :
كان للمنهج المقارن دور كبير في دراسة بعض العلوم، وذلك يعتبر من أبرز ميزاتها، وهذه العلوم هي :
1- علم الاجتماع :
حيث يعتبر المنهج المقارن هو المنهج الأفضل في دراسة الظواهر والقوانين الاجتماعية لقدرته على دراستها والبحث فيها ضمن أزمنة وأمكنة مختلفة وتطبيق المقارنات عليها، كم يقوم بدراسة نسبة تأثير ظاهرة على ظاهرة أخرى .
2- العلوم السياسية :
كان للمنهج المقارن دور كبير في تطور العلوم السياسية ، حيث تم تقسيم النظام السياسي إلى عدة أنظمة كالنظام الملكي والنظام الاستبدادي والنظام الجمهوري، وتم تصنيف العمليات داخل الأنظمة إلى أنظمة تعتمد على المنهجية الديمقراطية، وأنظمة تعتمد على المنهجية الرأسمالية .
3- العلوم القانونية :
وتعتبر علاقة المنهج المقارن مع العلوم القانونية من العلاقات القديمة المثمرة، حيث تميز المنهج المقارن في المجال القانوني من خلال تطبيق المقارنات ما بين قوانين الدول المختلفة وعلى صعيد العالم .
ما هي عيوب المنهج المقارن ؟
برغم من ميزات المنهج المقارن التي تم ذكرها سابقا والاطلاع عليها إلا أن يوجد بعض العيوب لهذا المنهج، وسنذكر أبرزها :
1- العيب الأول :
من أبرز عيوب المنهج المقارن أنه لا يصل إلى مستوى البحوث التطبيقية التجريبية من ناحية البحث السببي .
2- العيب الثاني :
ومن عيوب هذا المنهج المقارن أنه يعتمد على النتائج بدراسة الظاهرة، وكثير من النتائج التي نحصل عليها تحدث بمحض الصدفة .
3- العيب الثالث :
في بعض الأحيان قد يصادف الباحث عدم وجود نقاط مشتركة ما بين العوامل التي يطبق المنهج المقارن عليها مما يزيد من صعوبة العمل وبالأخص في الحالات المتداخلة .
4- العيب الرابع :
الاختلاف الزمني ما بين الظواهر المدروسة، والذي يؤثر سلبا على دقة النتائج المدروسة والتي يتم تطبيق المقارنات عليها .
5- العيب الخامس :
هناك الكثير من الأبحاث التي من الصعب تجريدها وعزلها عن المجتمع، وذلك يسبب صعوبة أيضا في تطبيق المقارنات.
6- العيب السادس :
يجد المنهج المقارن صعوبة تعميم النتائج لبعض الظواهر التي تتسم بصفات عامة.
7- العيب السابع :
وفي بعض الأحيان يجب المنهج المقارن صعوبة في تحديد وحدة الدولة أو غيرها من الوحدات الطبيعية التي يتم مقارنتها .
ما هي خطوات المنهج المقارن ؟
ولابد من أن نتطرق إلى خطوات إعداد المنهج المقارن حتى تكتمل لديك عزيزي القارئ حيثيات وأفكار هذا المنهج جميعها، للمنهج المقارن عدة خطوات واليتي هي :
▪ الخطوة الأولى : تحديد موضوع المقارنة :
يجب على الباحث كخطوة أولى من خطوات المنهج المقارن أن يقوم بتحديد موضوع البحث الذي يريد تطبيق المقارنات عليه، ويجب أن يختار موضوع علمي مهم .
▪ الخطوة الثانية : تحديد الفرضيات والمفاهيم :
كما يجب على الباحث كخطوة ثانية أن يحدد ويوضح المفاهيم والمصطلحات العلمية التي تتضمن الصفات المشتركة والمختلفة تبعا لمنظور معين يتم اختياره من قبل الباحث والتي تكون عادة عبارة عن عادة من عادات المجتمع أو حدث معين أو غيرها، ومن ثم يتم وضع فرضيات البحث بشكل دقيق والتي هي عبارة عن تصورات الباحث لحلول مشكلة البحث .
▪ الخطوة الثالثة : تحديد مجتمع الدراسة :
في هذه الخطوة يقوم الباحث بتحديد المجتمع المستهدف والذي سيختار منه عينة الدراسة ويطبق عليها البحث .
▪ الخطوة الرابعة : جمع المعلومات :
يقوم الباحث بعملية جمع المعلومات والبيانات حول موضوع البحث المختار من خلال المراجع العلمية المختلفة من كتب وحقائق ومقالات ومجلات علمية ومواقع إلكترونية وغيرها .
▪ الخطوة السادسة : تفسير بيانات موضوع المقارنة :
وتعتبر من الخطوات الهامة، حيث يجب على الباحث في هذه الخطوة فهم ما تم التوصل له من معلومات عند تطبيق المقارنات، والتي ستساعده أخيرا في وضع الخطوات النهائية للبحث.
▪ الخطوة السابعة: نتائج المقارنة:
وتعتبر أهم خطوة حيث يحصل الباحث أخير على النتائج بعد تطبيق المقارنات على الموضوع المختار، وهذه النتائج هي التي يتم نشرها لتدرس لباحثين أخرين.
نستنتج مما سبق :
يجب على الباحث الاطلاع على مميزات وعيوب المنهج المقارن ليكون قادر على رسم جميع اتجاهات البحث ومستعد لجميع التحديات والصعوبات التي قد تعترض طريقه .