مميزات البحث العلمي ومفهومه

البحث العلمي يتمثَّل في طريقة منهجية تبدأ من اختيار مشكلة الدراسة، وتنتهي بالحصول على نتائج مُبرهنة، ويختلف الهدف من البحث العلمي؛ فقد يكون المُستهدف وضع نظرية أو قانون، وهو ما يُعرف بالبحوث النظرية، أو مُعالجة سلبيات في بعض الجوانب الميدانية المُرتبطة بمجال علمي معين. وهو ما يُطلق عليه البحوث التطبيقية، والمُتتبِّع للحراك البحثي يجده على أشُدِّه لدى جميع الدول، وخاصة المتقدمة منها، والتي تُوفِّر مليارات الدولار في سبيل اكتشاف الجديد، وبلوغ آفاق لم يبلغها أحد، وهو حق مشروع ومكفول للجميع، وبداية سنستعرض مفهوم البحث العلمي، ويلي ذلك مميزات البحث العلمي بالتفصيل.

مفهوم البحث العلمي:

  • البحث العلمي عبارة عن جُهود مُقنَّنة يبذلها الباحث؛ للتعرف على ما لم يسبق معرفته من قبل.
  • البحث العلمي تَقَصٍّ بصورة دقيقة، وتتبُّع يلزمه وعي كامل، ومن خلال خطة مدروسة للوصول لأهداف موضوعية.
  • البحث العلمي يوضح العلاقة بين المُقترحات الفرضية التي يُبديها الباحث بصورة مُؤقَّتة، ومِن ثَمَّ استجلاؤها وفقًا لقرائن صحيحة.
  • البحث العلمي إضافة في ضوء معلومات جديدة، أو تصحيح لآراء مغلوطة، ووفقًا لقواعد راسخة.
  • البحث العلمي مُعالجة لإشكاليات اجتماعية تُؤرِّق جنبات المجتمع، وتقديم مجموعة من التوصيات التي تعكس الحلول العملية.
  • البحث العلمي دراسة للموجود، ومِن ثَمَّ استقراء ما هو غامض.
  • البحث العلمي خروج من الدائرة مغلقة، وإعمال للعقل والذهن، والخروج بنتائج فريدة لم يبلغها أحد.

مميزات البحث العلمي :

المـــــوضـــوعية:

تُعوِّل الأمم على الباحثين كثيرًا في سبيل بلوغ التطور والتقدم، ومن أبرز مميزات البحث العلمي الموضوعية في الطرح،

ويرتبط ذلك بمفهومين، المفهوم الأول يتمثَّل في تجرُّد الباحث وابتعاده عن آرائه الشخصية،

والمفهوم الثاني يتمثَّل في أهمية تدعيم البحث بالقرائن والشواهد التي تجعله مقبولًا من الناحية العلمية.

المنهجية العلمية:

  • المنهج العلمي أو الطريقة العلمية تتمثَّل في مبادئ قنَّنها الفلاسفة والعلماء، وآتت ثمارها وفقًا للتجربة، أو الملاحظة،

وكذا المنطق، وعلى الباحثين الجُدُد أن يقتفوا أو يتبعوا منهجًا واحدًا أو أكثر من تلك المناهج؛ بهدف بناء البحوث بطريقة سليمة،

ومِن ثَمَّ دقة النتائج التي يتوصل إليها الباحث، وذلك من أهم مميزات البحث العلمي.

  • من أشهر مناهج العلوم الحديثة كل من: المنهج الكيفي (الوصفي)، والذي تتبعه مناهج أخرى فرعية،

مثل: منهج المسوح، ومنهج دراسة العلاقات، والمنهج التتبُّعي، ويتفرع من المناهج السابقة ما يلي: منهج البحث الاجتماعي، والمنهج المدرسي، ومنهج تحليل العمل، والمنهج الوثائقي، ومنهج تحليل النصوص، والمنهج المونوجرافي (دراسة الحالة)، ومنهج دراسة النمو، والمنهج السببي،

وهناك مناهج علمية أخرى أصيلة، مثل: المنهج التاريخي، والمنهج التجريبي بفروعه.

  • يصعب استخدام الباحث منهجًا علميًّا واحدًا على أرض الواقع، سواء أكان ذلك في الدراسات النظرية، أو التطبيقية،

والراجح هو استخدام أكثر من منهج في الوقت نفسه، والمتحكم في ذلك طبيعة أو نوعية البحث العلمي؛

فنجد على سبيل المثال الباحث في مجال الخدمة الاجتماعية يلزمه أكثر من منهج مما يلي: المنهج الوصفي، والمنهج التاريخي، والمنهج التحليلي، ومنهج دراسة الحالة،

وبالمثل مختلف أنماط البحوث العلمية الأخرى.

  • ظهر التأصيل للقواعد العلمية التي تُنظِّم استخدام المناهج العلمية بداية من القرن السابع،

وكان ذلك سببًا مباشرًا في تخلُّص الدول الأوروبية وتحرُّرها وتقدُّمها،

ومن أبرز من قنَّنوا لذلك كل من: برنست برنهام، وجون ستيورات ميل، ومورينو، وفرانسيس بيكون، وكلود برنارد، وكانط، وغيرهم.

السبب والنتيجة:

  • من أبرز مميزات البحث العلمي اعتماده على عناصر يُحدِّدها الباحث، وبدقَّة، ويُعرف ذلك باسم المتغيرات أو العوامل الأساسية،

والمتغير أو العامل عبارة عن صفة، أو خاصية، تتناقص أو تتزايد حسب طبيعة الظاهرة، والمتغير إما مستقل، وإما تابع، وإما مُتداخل،

وعلى الباحث أن يربط بين المتغيرات المستقلة والتابعة، والمتغير المستقل (السبب) يُعرف باسم العامل المُؤثِّر،

أما المتغير التابع (النتيجة) فيُعرف باسم العامل المُؤثَّر عليه، أما المتغير المُتداخل فيكتشفه الباحث من خلال الدراسة.

  • وعلى سبيل المثال في حالة وضع الباحث فرضية تتمثَّل في: “إذا عَزَفَ مرضى السرطان عن تناوُل العلاج فسيُؤدِّي ذلك إلى تأخُّر حالتهم الصحية”،

وعند دراسة الباحث تلك الفرضية اكتشف أن هناك متغيرًا مُتداخلًا يُسبِّب تأخُّر الحالة الصحية، وهو وجود قصور وسلبيات في بعض أنواع العلاج،

وبما يُسبِّب تدهور الحالة الصحية هو الآخر، ومِن ثَمَّ يُصبح ذلك متغيرًا مُتداخلًا،

وقد تتضمَّن الدراسة البحثية متغيرات عدَّة، ويصوغها الباحث في صورة فرضيات، ويسعى سعيًا حثيثًا لتبيان العلاقة فيما بينها.

البنــــاء المعرفي:

إن المُتتبِّع للبحوث العلمية يرى أن مُعظمها يتطلَّب نظريات، أو قوانين سابقة، وذلك فيما يُعرَف بالاستنباط الذي يتخذه كثير من الباحثين وسيلة مهمة لإثبات وجهات نظرهم بالدلائل والقرائن الحقيقية،

بالإضافة إلى المعارف الأخرى التراكُمية التي تلزم كثيرًا من الباحثين عند قيامهم بإجراء البحوث،

ويرى بعض الفلاسفة أن المعرفة وقتية، وقد يحدث تطوير وتغيير بمرور الوقت في ظل تقنيات وأدوات وآليات جديدة.

الثبات في النتائج:

بعد أن يقوم الباحث بوضع الفرضيات المُقترحة يشرع في إجراء اختبار؛ للتأكد من مدى صحَّتها، ومِن ثَمَّ الاعتداد بها من عدمه،

ومن المهم أن يكون هناك ثبات في النتائج، وذلك من أبرز مميزات البحث العلمي، بمعنى في حالة قيام باحث آخر بتبنِّي القضية نفسها،

فينبغي أن يصل للاستنتاجات ذاتها، وعلى وجه الخصوص في البحوث ذات العلاقة بالعلوم الطبيعية.

مميزات البحث العلمي موقع اعداد رسائل الماجستير والدكتوراه

التعــــــــــــــــميم:

في حالة إجراء الباحث دراسة حول موضوع علمي معين، فقد يتطلَّب الأمر توفيرًا للوقت والجُهد؛ نظرًا لكبر حجم مجتمع البحث،

وفي هذه الحالة يلجأ الباحث لاختيار عيِّنة فقط، ويكون ذلك الاختيار بأسلوب عشوائي، ومن بين أنماط تلك الطريقة: (العيِّنة المُنتظمة، والعيِّنة المُزدوجة، والعيِّنة الجُغرافية، والعيِّنة العنقودية، والعيِّنة الطبقية)،

ويكون لجميع مفردات أو وحدات العيِّنة وفقًا للطريقة العشوائية نفس فُرصة الظهور، وكذلك قد يستخدم الباحث أسلوبًا غير عشوائي في اختيار العيِّنة،

مثل: (طريقة العيِّنة الحصصية، وطريقة العيِّنة القصدية)، وتلك الطريقة تستلزم خبرة الباحث للاختيار العمدي،

ويستطيع الباحث أن يخلص بنتائج عند تحليل البيانات والمعلومات التي تتعلق بسمات، أو خصائص مُعيَّنة،

ومِن ثَمَّ يتم تعميمها على باقي أفراد مجتمع البحث، ويُعد ذلك من بين مميزات البحث العلمي المحورية.

التــنبؤ المستقبلي:

يُعتبر التَّنبُّؤ المُستقبلي من بين مميزات البحث العلمي في بعض الدراسات الوصفية، أو التجريبية،

فعلى سبيل المثال في حالة إجراء دراسة مسحية لعدد السكان في جمهورية مصر العربية بأحد الأعوام،

وتتبُّع نسب الزيادة في خمس سنوات ماضية على تاريخ البحث؛ يُمكن من خلال ذلك التعرف على العدد في سنوات مُستقبلية،

وذلك الأمر مهم في تحاشي حدوث سلبيات في المستقبل، ومُعالجة الأوضاع في الفترة الراهنة.

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments