مفهوم مناهج البحث العلمي

مفهوم مناهج البحث العلمي

مفهوم مناهج البحث العلمي

تعتبر القدرات العقلية الثروة الحقيقية لكافة شعوب العالم بلا استثناء، والتي تتوزع بشكل متساوٍ بين الأمم والشعوب المختلفة في هذا العالم، وقد يعتقد البعض بأن هذه القدرات تتفاوت بشكل غير عادل بين الشعوب، وذلك بناءً على النتائج الظاهرة، ولكن هذا الأمر غير صحيح، إذ إنّ الزيادة في نسبة المبدعين وعددهم عند شعب ما يعود بشكل أساسي إلى النظام التعليمي المتبع عند هذا الشعب، حيث تُساعد النظم التعليمية الفريدة، وغير التقليدية بتحفيز الإبداع لدى الأفراد، وتطوير قدراتهم العقلية بشكل فعّال، وحث الطلاب على اتخاذ التفكير، والإبداع، والبحث عن الحقيقة والمعرفة الخالصة منهجاً يترافق مع نظام التعليم الأساسي، ولتحقيق هذا الأمر بأعلى المعايير لا بدّ من تطوير قدرات الأفراد البحثية، وضمان إلمامهم الشامل بكافة مفاهيم مناهج البحث العلمي، وأدواته، وأساليبه ضمن القواعد والخطوات المتعارف عليها دولياً، وفي هذا المقال شرح لبعض المفاهيم الخاصة بمناهج البحث العلمي، وتعريفاتها.

مفهوم مناهج البحث العلمي ، التعريف:

قبل الخوض في تفاصيل المناهج البحثية المختلفة لا بدّ من الوقوف على مفهوم مناهج البحث العلمي، إذ يمكن تعريفه على أنه

مجمل الخطوات، والإجراءات، والأساليب المستخدمة في جمع البيانات، وتحليلها، وتصنيفها، وتفسيرها بكل ما انطوت عليه من

أسئلة محورية، أو مسلمات نظرية بطريقة علمية، ثم الكشف عن الأسس المنطقية، والمبادئ الرئيسية لحل المشكلات بعد

معرفة ودراسة العلاقات المتناسقة، والمتداخلة بين الظواهر المختلفة، والاستقصاء الدقيق والمنظم للوصول إلى الحقائق والقواعد العامة.

خدمة اعداد منهجية الدراسة

مفهوم مناهج البحث العلمي

أنواع مناهج البحث العلمي

هناك عدّة أنواع من مناهج البحث العلمي، ومنها ما يأتي:

المنهج التاريخي:

يمثل المنهج التاريخي واحداً من أهم أنواع مناهج البحث العلمي، والذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعلم التاريخ، لذلك لا بدّ من تعريف

علم التاريخ أولاً قبل الدخول في تفاصيل هذا المنهج، ويمكن تعريف هذا العلم على أنه العلم الذي يسجّل الإنجازات التفصيلية

للإنسان، والمجتمعات على مر التاريخ في مراحل زمنية مختلفة، كما أنه العلم الذي يوضح الصلة بين الأحداث التاريخية لتفسيرها

وربطها مع حركة تطور المجتمعات، ومن هنا يمكن تعريف المنهج التاريخي على أنه المنهج الذي يتبع وصف الأحداث والوقائع،

وتحليلها، وتفسيرها وفقاً لقواعد علمية واضحة للوصول إلى التعميمات والتفسيرات التي تساعد على فهم الماضي، وتفسير الحاضر، والتنبؤ بأحداث المستقبل.

الخصائص الرئيسية للمنهج التاريخي:

يمتلك منهج البحث التاريخي العديد من الخصائص المميزة له، ومن أهم تلك الخصائص ما يأتي:

1. يعتبر الوصول إلى التفسير المنطقي للأحداث التاريخية، وربطها بالعوامل الأخرى للتوصل إلى المعرفة العميقة

والحقيقة الشاملة الهدف الأساسي من اتباع هذا المنهج.

2. تعتبر طبيعة البيانات، والمعلومات الخاصة بالأحداث التاريخية الأكثر تعقيداً، والأصعب نسبياً مقارنةً بالمادة العلمية اللازمة

لإعداد البحث العلمي في العلوم الطبيعية، وذلك بسبب البعد الزماني، وصعوبة التسجيل لتفاصيل هذه الأحداث.

3. تعدّ الوثائق والمراجع التي تعرض تفاصيل الوقائع السابقة المصدر الأساسي لتفسير المعلومات وتحليلها، بالإضافة إلى أنها

الأداة الرئيسية التي يعتمد عليها الباحث للتوصل إلى الاستنتاجات المحايدة، والفهم العميق والصحيح، بعيداً عن الآراء الشخصية له.

4. يتطلب اتباع هذا المنهج التعامل مع الأحداث وفقاً لفترات زمنية مختلفة، لذلك لا بدّ من وضع خطة واضحة تعتمد على

اتباع خطوات علمية دقيقة.

5. يجب على الباحث إدراك أن البيانات والمعلومات التي يجمعها من الأحداث التاريخية تعتبر وسيلة للوصول إلى الاستنتاج

والتفسير الصحيح، ولا يمكن اعتبار هذا العمل غايةً بحد ذاته.

6. يعتبر تفسير الأحداث، والظواهر التاريخية استناداً إلى وجود سبب واحد فقط من الأمور الخاطئة التي قد يقع فيها الباحث،

إذ يستلزم الحكم على معلومة ما الاعتماد على دراسة أسباب مختلفة، ومتنوعة لتفسير الحدث التاريخي.

7. يعتبر المنهج التاريخي في البحث العلمي منهجاً له أهمية كبيرة إذ توفر فيه ركنان أساسيان، وهما: وجود المصادر الأولية

الأصلية، والمصادر الثانوية، والركن الثاني هو امتلاك الباحث العلمي المهارات البحثية، والقدرة على النقد البناء للمراجع والوثائق المختلفة.

المنهج الوصفي:

يُعرف منهج البحث الوصفي على أنه منهج البحث الذي يقوم على وصف الأحداث، والظواهر المعاصرة، والذي يتم من خلاله تقديم

البيانات والمعلومات حول خصائص محددة في الواقع بعيداً عن الخوض في العلاقات السببية بين أي متغيرات، ويُعتبر المنهج

الوصفي منهجاً مهماً لتوفير البيانات المختلفة خاصة تلكً البيانات التي يتمّ جمعها من الميدان للمرة الأولى.

أنواع البحوث الوصفية:

البحوث المسحية:

يستهدف هذا النوع من البحوث الوصف التفصيلي للخصائص التي يهتم بها الباحث، ومدى توافرها، وظهورها، وطريقة توزيعها في

مجتمع البحث المحدد، كما تُستخدم هذه البحوث بهدف الكشف عن العلاقة التي تربط بين مختلف المتغيرات، وتتفرع البحوث

المسحية إلى عدة أنواع، وهي: المسح التربوي، والمسح الاجتماعي، ودراسة الرأي العام، والمسح الثقافي.

تحليل المحتوى:

يمكن تعريف هذا النوع من البحوث على أنه الأسلوب الكمي، والموضوعي، والمنهجي الذي يضمن تحليل، ووصف محتوى

الاتصال، ويمكن استعمال هذا النوع من البحوث في العديد من المجالات المختلفة، مثل مجالات القانون، والإعلام، والاجتماع،

والتربية، بالإضافة إلى العديد من مجالات العلوم الاجتماعية، والإنسانية المتنوعة.

تحليل العمل:

يتضمن هذا النوع من البحوث معرفة التوافق بين خصائص العمل، والعامل، حيث يتم جمع المعلومات بشكل دقيق، وشامل حول

المهمات التي يؤديها العامل، والظروف البيئية التي تحيط بجو العمل، بالإضافة إلى النظر في المؤهلات العقلية، والبدنية التي قد

يحتاجها العامل لأداء واجباته الوظيفية، والعلاقة التي تربط العامل بالآخرين كعلاقته مع الزملاء أو الرؤساء.

دراسة الحالة:

ويُعرف هذا النوع من البحوث على أنه البحث الذي يعتمد على جمع البيانات، والمعلومات الشاملة حول حدث معين، أو شخص ما،

أو جماعة محددة، أو إحدى المؤسسات، ويمكن استخدام هذا المنهج عند البحث عن أحد المواضيع الضيقة أو المحددة كدراسة

الحياة الاجتماعية الخاصة بطفل مريض.

الدراسات العليا المقارنة:

يختلف هذا النوع من البحوث الوصفية عن البحوث الوصفية سالفة الذكر، إذ يبحث هذا النوع في العلاقات السببية بين المتغيرات

المختلفة، ويطلق البعض على هذا النوع مصطلح بحوث أو دراسات ما بعد الحدوث.

المنهج التجريبي:

تتعدد التعريفات الخاصة بهذا المنهج وفقاً لوجهات النظر المختلفة، ومع هذا يُمكن تعريف منهج البحث التجريبي على أنه المنهج

الذي يعتمد على القيام بالتجربة العلمية للكشف عن العلاقات السببية بين مختلف المتغيرات بعد ثبات باقي العوامل المؤثرة في

المتغيرات ذاتها، وتتميز أنشطة البحث الدقيقة باستخدام المنهج التجريبي على نطاق واسع، سواءً كان ذلك بالعمل على التجارب الميدانية، أو المخبرية.

خدمة نشر الابحاث

مفهوم مناهج البحث العلمي

خصائص المنهج التجريبي:

1. التكافؤ الإحصائي بين أفراد المجموعات البحثية، حيث يفيد ذلك في ضمان التفسير الخاص بالفروق بين الأفراد في المجموعات البحثية التجريبية.

2. مقارنة مجموعتين من الأفراد أو أكثر.

3. معالجة المتغيرات المستقلة، وهذا يعني قيام الباحث بتحديد القيم أو المستويات الخاصة بالقيم للمتغيرات المستقلة ليتم اعتبار هذا المنهج منهجاً تجريبياً.

4. قياس المتغير التابع، ويمكن ذلك عن طريق إعطاء هذا المتغير قيماً رقمية لضمان اعتبار هذا المنهج منهجاً تجريبياً.

5. استخدام الإحصاء الاستدلالي أو الاستنتاجي، بهدف التعميم على المجموعات المتشابهة أو مجتمع ما.

6. ضبط المتغيرات الدخيلة أو الخارجية، وضمان عدم تأثيرها المباشر على المتغير المستقل.

 

وفي الختام نرجو أن نكون وفقنا في تقديم معلومات وضحنا من خلالها كافة الأمور المتعلقة بموضوع مفهوم مناهج البحث العلمي.

اقرأ المزيد:

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments