محتويات المقال
1 مفهوم المنهج المقارن

مفهوم المنهج المقارن

مفهوم المنهج المقارن

المنهج المقارن هو أحد أنواع المنهج الوصفي الأساسية والرئيسية، يُستخدم في مجالات متعددة، وتفرع عنه مجموعة من الفروع التي تُستخدم في عدة مجالات، ومن أهم فروعه المنهج المقارن في البحث العلمي والمنهج المقارن في علم النفس. من خلال المنهج المقارن يقوم الباحث بعقد المقارنات بين الظواهر والاستنتاجات وأوجه التشابه والاختلاف بينها، ويتميز المنهج الوصفي المقارن بإمكانية استخدامه في عدد كبير من العلوم الاجتماعية، نظراً لامتلاكه مجموعة من الغايات والأهداف التي يسعى لتحقيقها.

ما هو مفهوم المنهج المقارن؟

من خلال اسم المنهج أو وصفه بالمقارن يمكن أن نتبين وظيفته التي يؤديها في البحث، حيث إنها مقارنة تُعقد بين طرفين، وغالباً ما تنصرف الدلالة عند استعمال هذا المنهج إلى طرفين محددين هما لغتان تنتميان إلى فصيلة لغوية واحدة، للوصول إلى الخصائص المشتركة بينهما.

ومن الممكن أن يكون طرفا هذا المنهج عصرين أو مرحلتين في لغة واحدة، أو ظاهرة واحدة في كتابين أو أكثر أو غيرها من الممارسات المقارنة، كالمقارنة بين المدارس المعجمية من حيث الترتيب الخارجي، أو طرق شروح الألفاظ، أو وسائل ضبط الكلمات وغيرها من أوجه المقارنة.

نشأة المنهج المقارن

يمكن إرجاع هذا المنهج إلى اكتشاف اللغة السنسكريتية في نهاية القرن الثامن عشر، حيث إن هذا الاكتشاف فتح الباب واسعاً أمام مقارنات علماء أوروبا بين لغتهم اللاتينية واليونانية وهذا اللغة المكتشفة، ووجدوا نقاط تشابه بينها جميعاً، وقد أنتجت هذه المقارنات عدة استنتاجات اعتُبرت فتحاً جديداً في الدراسات اللغوية التاريخية، فمن خلال استخدام هذا المنهج تمكّن العلماء من تقسيم اللغات المختلفة إلى أسرات أو فصائل بمقارنة هذه اللغات واكتشاف أوجه التشابه بينها من الجوانب الصوتية والنحوية والمعجمية.

جوانب شبه أساسية بين عدد من اللغات

ووجود جوانب شبه أساسية بين عدد من اللغات معناه أنها انحدرت من أصل واحد مشترك أي من اللغة الأولى التي خرجت عنها هذه اللغات على مر التاريخ، ووجد العلماء اللغات العربية والعبرية والفينيقية والأكادية والحبشية تحمل بعض الخصائص الأساسية المشتركة فاستنتج العلماء أنها لغات تشكّل أسرة لغوية واحدة، وأنها انحدرت من أصل واحد أطلقوا عليه اللغات السامية الأولى، وذلك بعد أن أدت هذه المقارنات على اللغات التي تتوزع بين الهند وأوروبا إلى عزل اللغات المنتمية إلى العائلة الهندية الأوربية عن غيرها من اللغات التي ظهر فيما بعد أنها تشكّل بذاتها عائلات لغوية أخرى.

ما هي أهداف المنهج المقارن؟

    • تحديد أوجه الشبه والاختلاف: من السمات الأساسية للمنهج المقارن المطبق في العلوم القانونية أنه يساعدنا على معرفة أوجه الشبه والاختلاف بين النماذج الاجتماعية والنظم القانونية ويسمح بتحديد مستوى الاحتكاك والانتفاع الحضاري.
    • تحديد المحاسن والعيوب: يسمح المنهج المقارن بمعرفة الإيجابيات والسلبيات في الظواهر والنماذج المدروسة، وهو ما يسمح بوضع البرامج العلمية المركزة لسد الثغرات وإثراء الجوانب الإيجابية ومحاسن الظواهر والنماذج.
    • معرفة أسباب التطور: إن الدراسات العلمية التي توظف المنهج المقارن تمكننا من معرفة قواعد تطور المجتمعات وانتقالها من مراحل بدائية إلى مراحل متقدمة في مجال تنظيم العلاقات الاجتماعية والقانونية وهو ما يسمح بمعرفة أسباب التطور والعمل من أجل تحسين المستوى الحضاري للدول والشعوب.

يعوض التجريب المباشر في العلوم التجريبية:

رغم أنه يتميز بالنسبية، حيث تنعدم فيه صفة الإطلاق، إلا أنه يحل محل التجربة في العلوم التجريبية.

ما هي خطوات المنهج المقارن؟

تحديد موضوع ومشكلة البحث العلمي:

يجب أن يقوم الباحث بتحديد موضوع البحث العلمي الذي ينوي القيام به، وأن يحرص على اختيار موضوع جديد وغير مستهلك، وله مصادر ومراجع كافية، وأهدافه قابلة للتحقيق.

صياغة فرضيات مشكلة البحث العلمي:

يقوم الباحث بصياغة الفرضيات التي تساعده على حل المشكلة، وذلك من خلال اختيار أسئلة واضحة وسهلة تساعد الباحث على شرح مشكلة البحث العلمي وحلها.

اختيار عينة الدراسة:

يجب على الباحث أن يقوم باختيار عينة الدراسة بدقة كبيرة، وذلك لكي تكون قادرة على تقديم معلومات مميزة حول موضوع مشكلة الدراسة وتساعد على حلها، ويجب أن يحرص اختيار عينة دراسة تملك خبرة كبيرة في موضوع البحث العلمي، وذلك لكي تقدم معلومات صحيحة حوله.

جمع المعلومات حول موضوع البحث:

يقوم الباحث بجمع مجموعة من المعلومات المتعلقة بموضوع الدراسة، والتي تساعده على كتابة بحثه العلمي بطريقة صحيحة وسليمة.

اختيار أداة الدراسة المناسبة:

يجب على الباحث أن يقوم باختيار إحدى أدوات الدراسة المناسبة التي تتناسب مع البحث العلمي الذي يقوم به، كالاستبانة، الملاحظة، القياس، وغيرها من أدوات الدراسة، وحتى يكون الباحث قادراً على اختيار أداة الدراسة المناسبة يجب أن يكون لديه اطلاع على كل أدوات الدراسة ومعرفة عيوب وميزات كل منها.

تحديد العوامل التي تؤثر في الظاهرة المدروسة: يجب أن يقوم الباحث بتحديد العوامل وتحليلها وتفسيرها.

المنهج التاريخي ؟اعداد منهجية الدراسة موقع Master Theses

كتابة نتائج البحث:

يقوم الباحث بكتابة خاتمة البحث التي تتضمن النتائج التي توصّل إليها والتوصيات التي تساعد الباحثين على إكمال البحث العلمي.

ما علاقة المنهج المقارن بالمنهجين التاريخي والوصفي؟

توجد علاقة وثيقة بين المنهجين التاريخي والوصفي، كون الثاني أساساً تتم من خلاله عملية الدراسة التاريخية. العلاقة بين المنهجين التاريخي والمقارن واضحة من خلال اعتماد علماء اللغة التاريخيون على الأخير في دراسة اللغات وخصائصها من منظور تاريخي تركيبي يعمل على بناء المتشابهات للوصول إلى أقدم مرحلة تاريخية تمثلها اللغة الأم، كما أنه قد يُعتمد عليه في المقارنة بين مرحلتين تاريخيتين.

أمّا العلاقة بين الوصفي والمقارن فتتأتى من أن المنهج الوصفي هو سيد المناهج، فهو أساس لها لا تتم إلا به
فكيف سنعقد مقارنة بين عناصر لغوية معينة إلا بوصف كل عنصر منها وصفاً دقيقاً قائماً على التحليل والاستنتاج
ثم وصف العنصر نفسه في الطرف الآخر ثم عقد مقارنة بين هذين الوصفين للوصول إلى نقاط الاختلاف والاتفاق بينهما.

ما هي صعوبات البحث في المنهج المقارن؟

فيما يلي سنستعرض بعض الصعوبات التي تواجه الباحث في المنهج الوصفي وخاصة في مجال الأبحاث التربوية:

  • اعتمادها على الحقائق المتصلة بنظام التعليم في البلاد موضوع الدراسة، وخاصة الإحصائيات التي قد لا تكون متوفرة خاصة في البلاد المتخلفة.
  • هذه الإحصائيات تكون أحياناً بقصد الدعاية، ولذلك تعتمد على المبالغة ومن ثم فهي تقوم بتزييف الواقع
    لا سيّما أن الإحصائيات المتوفرة تصدرها المؤسسات الرسمية وهناك جهد ضئيل للمنظمات غير الحكومية.
  • تواجه الباحث عدة صعوبات في سبيل تفسير تلك الإحصائيات والبيانات، منها يتعلق بالنظام السياسي والاقتصادي والقانوني في بلد الباحث
    فمثلاً ينبغي أن يتنبه الباحث إلى خداع الأرقام خاصة فيما يتعلق بالميزانية، حيث تميل الحكومات عادة إلى تلميع صورتها
    وهنا يأتي دور الباحث بنباهته ليبحث عن القيمة الشرائية مقارناً بين الميزانيتين بالأسعار الثابتة
    وليس بالأسعار الجارية كما يعرفه أرباب اقتصاديات التعليم.
  • اختلاف المصطلحات المستخدمة في مجال التربية من بلد لآخر، خاصة فيما يتعلق بالمراحل التعليمية ونظم الإدارة التعليمية.
  • الدراسة المقارنة لنظم التعليم تتطلب الإلمام بعلوم كثيرة تربوية وغير تربوية
    فهي تتطلب معرفة واسعة بالفكر التربوي وأصول التربية واقتصاديات التعليم والمناهج وطرق التدريس
    إضافة إلى معرفة بالاقتصاد والسياسة والاجتماع والجغرافيا وعلم الإنسان والفلسفة.
  • تتطلب معرفة كبيرة باللغات الأجنبية ليستطيع الباحث القراءة عن البلاد التي يقوم بدراستها بلغاتها، فيكون أقدر على فهم نظام تعليمها وما يتعلق به.
  • مناهج البحث في التربية المقارنة لا تزال موضع جدل بين المشتغلين بها حتى الآن
    مما يشكّل مشكلة كبرى في الدراسة المقارنة لنظم التعليم ومشكلاته، لكن الأخطر هو الخطأ في منهج علم
    بعينه لأنه يتضاعف كلما اُستخدم هذا المنهج وتصحيحه يصبح أصعب بكثير.
خاتمة

يسهم المنهج المقارن في صنع القرارات المتعلقة بالقضايا الحيوية، ونشر المعلومات التربوية
والمساهمة الفعّالة في برامج التطوير والإصلاح التربوي في مختلف دول العالمويؤكد على إمكانية نقل الأفكار التربوية
من دولة لأخرى فتكون نماذج عامة للتعليم في الدول المختلفة
ونقل النظم التعليمية مع ضمان نجاحها بالمواءمة والتكيف، بالإضافة إلى تحديد القوى التي تحكم مسار التغيير في النظم التعليمية وتوجيه مستقبلها.

اقرأ ايضا

: للطلب أو للاستفسار قم بتواصل معنا

 [email protected]

00962786468632

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments