مفهوم البحث العلمي
تعد الأبحاث العلمية أهم ما قدمه الإنسان ليطور حياته ومجتمعه، وليكشف أسرار الكون. حيث استطاع الباحثين العلميين من وضع تفسيرات منطقية وموضوعية للكثير من الظواهر وتحديد أسباب ظهورها. كما تمكنوا من تقديم حلول لمختلف المشاكل العلمية.
في هذا المقال سنوضح “مفهوم البحث العلمي”.
مفهوم البحث العلمي:
– تعد الأبحاث العلمية من أهم الإنجازات العلمية على مر القرون، نظرا لما حققت هذه الأبحاث من تقدم علمي ومعرفي كبير وهام.
– يعرف البحث العلمي كأبسط تعريف له بأنه الوسيلة التي يلجأ لها الباحث من أجل حل مشكلة علمية معينة مستخدما العديد من الإجراءات المنظمة.
– كما يعرف البحث العلمي بأنه وثيقة يقوم بإعدادها الباحث العلمي وليس أي شخص، فالباحث العلمي هو شخص علمي من الممكن أن يكون طالب دراسات عليا أو عالم أو أستاذ جامعي.
من أجل الحصول على المعلومات والبيانات اللازمة للبحث بشكل صحيح
– للبحث العلمي مناهج علمية محددة، وخطوات معينة ومنظمة، يجب على الباحث العلمي الالتزام بها من أجل الحصول على المعلومات والبيانات اللازمة للبحث بشكل صحيح.
– تم شرح مفهوم البحث العلمي من قبل الكثير من العلماء والباحثين، حيث نجد لمفهوم البحث العلمي الكثير من التعاريف إلا أن جميعها تلتقي بعدة نقاط والتي هي:
1- البحث العلمي لا يعتمد إلا على الطرق والأساليب العلمية فلديه مناهج علمية منظمة وواضحة يجب اتباع إحداها.
2- إن البحث العلمي يتميز بالقدرة على التكيف مع مختلف البيئات التي يتم دراستها حتى يتمكن من السيطرة عليها، فالهدف الأول للبحث العلمي هو توسيع علوم ومعارف الإنسان.
3- البحث العلمي لا يعتمد معلومة دون التأكد من صحتها وصدقها، والتي قد يحتاج بعضها إلى إجراء التجارب، أي أن البحث العلمي لا ينشر معلومة أو يعلن عنها قبل أن يتم إثباتها تجريبيا.
4- الأبحاث العلمية لا تختص ضمن مجال علمي محدد وإنما تشمل جميع التخصصات كالعلوم الاجتماعية والعلوم القانونية والعلوم الطبيعية والهندسة والطب والأدب والفنون وغيرها.
أهداف البحث العلمي:
للبحث العلمي أهداف عديدة، والتي هي:
1- الوصف:
▪ يعتبر الوصف من أهم أهداف البحث العلمي فهو عبارة عن مجموعة من الممارسات التي يقوم بها الباحث بهدف جمع المعلومات والبيانات حول مشكلة علمية محددة.
▪ فمن خلال الوصف يتمكن الباحث من إثبات صحة فرضياته، ووضع التفسير الصحيح لمختف الظواهر.
2- التنبؤ:
▪ ويقصد بالتنبؤ بأنه مجموعة من التوقعات المستقبلة التي يضعها الباحث حول ظاهرة معينة من خلال خبرته وما لديه من معلومات.
▪ وهذه التنبؤات تكون مؤقته تصاغ على شكل فرضيات، حتى يتم أخيرا إما إثبات صحتها أو نفيها.
3- التفسير:
▪ يقوم الباحث بشرح الظاهرة المدروسة شرحا مفصلا ووافيا، مبينا وموضحا جمع الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه الظاهرة.
▪ ويتألف التفسير في الأبحاث العلمية من:
أ- أبحاث تفسيرية بحتة: من خلال هذه الأبحاث يستطيع الباحث تطوير العلم وتحقيق تقدم مهم له.
ب- أبحاث تفسيرية تطبيقية: يقدم الباحث من خلال هذه الأبحاث حلول علمية لكثير من القضايا التي تخص المجتمع.
4- التقويم:
▪ يعتبر التقويم من أبرز أهداف البحث العلمي حيث يسعى إلى تقويم وتصحيح الظواهر.
▪ حيث أن في كثير من الأحيان يصل الباحث بعد عملية البحث إلى نتائج غير متوقعة أو مقصودة، وهنا يجب على الباحث الاهتمام بهذه النتائج وتحليلها بغض النظر عن أنها محبذة أو غير محبذة.
5- الدحض والتنفيذ:
▪ حيث يهدف البحث العلمي إلى إجراء التجارب حول الكثير من الظواهر لكي يتم من خلال نتائجها اثبات صحة النظريات وقبولها أو اثبات عدم صحتها وضحلها.
6- التثبيت:
▪ يقوم الباحث العلمي بالعودة إلى أبحاث علمية ودراسات سابقة، من أجل إعادة إجراء التجارب والتأكد من صحتها.
▪ حيث يقوم الباحث بإجراء التجربة التي تم اجراءها سابقا على عينة بحث مختلفة لمجتمع مختلف عن السابق ، وضمن ظروف مختلفة أيضا.
▪ وفي حال تم التوصل إلى نفس النتائج السابقة يؤكد حينها البحث، أما في حال تم التوصل إلى نتائج مختلفة يقوم الباحث هنا بنفي البحث أو الدراسة السابقة.
7- إيجاد معارف عصرية:
▪ يجب على الباحث أن يكون مواكب لجميع العلوم العصرية وعلى اطلاع وإلمام بها، حتى يتمكن من خلال بحثه إحداث تقدم وتطور للمجتمع، والذي بدور يعكس إيجابا على مكانة الباحث العلمية.
8- التحكم والضبط:
▪ ومن خلال إعداد الأبحاث العلمية يستطيع الباحث التحكم بالظاهرة المدروسة والسيطرة عليها، وذلك من خلال استخدامه لأدوات البحث التي تمكنه من ضبط الظاهرة.
أهمية كتابة الأبحاث العلمية:
يتم القيام بإعداد الأبحاث العلمية لأسباب عددية، والتي أبرزها:
▪ أهمية الأبحاث العليمة بالنسبة للباحث:
تعود أهمية كتابة الأبحاث العلمية على الباحث بما يلي:
1- إن إعداد الأبحاث العلمية تزيد من ثقافة الباحث وخبرته العلمية.
2- كما تتمثل أهمية البحث بقدرة الباحث على اثبات شكوكه حول موضوع معين عن طريق جمع كل المعلومات التي تثبت صحته.
3- كما تكمن أهمية البحث بزيادة قدرات الباحث على الإدراك والاستيعاب الصحيح للبحث من أجل التعمق به الغوص في تفاصيله.
4- كما تكمن أهمية البحث العلمي في تحديد المجال العلمي الأنسب للباحث، فمن خلال البحث يحدد الباحث ما يرغبه ويناسبه من مواضيع للدراسة.
5- كما يصبح الباحث قادر على العمل بشكل إفرادي أو العمل ضمن مجموعات وفرق البحث.
▪ أهمية الأبحاث العلمية بالنسبة للمجتمع:
تعود أهمية كتابة الأبحاث العلمية على المجتمع بما يلي:
1- تكمن أهمية البحث العلمي في تحقيق تصور للمستقل وتطوره ضمن المجالات المعرفية المتعددة.
2- كما تكمن أهمية البحوث العلمية في مساعدة الإنسان على فهم المجتمع والكون.
3- كما كان للأبحاث العلمية دور كبير في إنجاح الأنشطة التجارية.
4- للأبحاث إنجازات كبيرة على الصعيد التقني والتكنولوجي.
5- كما استطاعت البحوث العلمية من غرس التفكر العميق في أذهان الباحثين.
6- وللبحث العلمي أهمية في التأكيد على دور العقل في حل القضايا وكشف الأمور الغامضة.
7- كما يشجع إعداد الأبحاث على تطوير الأدوات والمنهجيات البحثية.
8- برز دور الأبحاث في حل القضايا الاجتماعية، ونمو اقتصاد الدول، وتطور الطب والهندسة وغيرها.
أنواع الأبحاث العلمية:
وللأبحاث العلمية عدة أنواع وهي:
1- الأبحاث الأساسية أو النظرية ويطلق عليها الأبحاث البحتة أيضا.
2- الأبحاث التطبيقية.
كما يمكن تقسيم الأبحاث تبعا لنوع المنهج العلمي المستخدم إلى:
1- بحوث تاريخية.
2- بحوث وصفية.
3- بحوث تجريبية.
4- بحوث تحليلية.
5- بحوث وثائقية.
6- بحوث ميدانية.
كما تنقسم من جهة التنفيذ إلى:
1- البحوث الأكاديمية.
2- بحوث الدراسات العليا.
3- بحوث التدريسيين.
4- البحوث غير الأكاديمية.
نستنتج مما سبق:
– إن مفهوم البحث العلمي دقيق ويجب على فهمه وإدراكه، فهو ليس موضوع جمع بيانات في ونقلها إلى الورق.
– إن إعداد البحث العلمي يحتاج الكثير من المعرفة والاطلاع والبحث حول الموضوع المختار حتى يتمكن البحث من تحقيق أهدافه جميعها.
