موقع اعداد رسائل الماجستير و الدكتوراة
مُشكلة البحث العلمي هي التي تدعو الباحث لتناول موضوع معين، وتجعله يُشمِّر عن ساعده، ويستدعي قُدراته العقلية، ويُفكِّر بعُمق، ويستخدم ما تعلَّمه من منهجية في سبيل تفصيل تلك المشكلة، وإجلاء الغموض عن جوانبها، وَمِنْ ثَمَّ الوصول لنتائج مقبولة، وتختلف الطرائق المستخدمة في حل مشكلات البحث العلمي على حسب طبيعة المشكلة ذاتها؛ فهناك مشكلات ترتبط بالعلوم الاجتماعية، ويلزمها المنهج الوصفي وتصنيفاته في المقام الأول، وأخرى ترتبط بالعلوم الطبيعية، ويلزمها المنهج التجريبي كمنهج أساسي، وما يرتبط به من أدوات وتقنيات، وسنوضح في مقالنا معايير اختيار مشكلة البحث مع أطروحات أخرى ذات صلة.
مشكلة البحث العلمي عبارة عن أمر استعصى فهمه، ويتَّسم بالغموض، وهو خارج عن المألوف،
ويُسبب سلبيات ينبغي التصدي لها، وعلى سبيل المثال:
أما في حالة تسرُّبهم وابتعادهم عن الحضور لفترة أو فترات؛ فإن هناك مشكلة يُمكن أن نُطلق عليها التسرب الدراسي،
وينبغي التصدي لها وعلاجها.
فإن ذلك مشكلة إدارية واضحة، يمكن أن تؤدي إلى تضاؤُل حجم الإنتاج، والتأثير على استمرارية النشاط في المنشأة مستقبلًا.
فإن ذلك إحدى الإشكاليات التي تستوجب الدراسة والتقصِّي.
فيما يلي سنُفنِّد معايير اختيار مشكلة البحث التي أقرَّها خبراء المنهجية العلمية:
من المهم أن تقع مشكلة البحث في نطاق تخصص الباحث العلمي؛
فالأطبَّاء هم الأقدر على مُعالجة الإشكاليات المُرتبطة بالأمراض على اختلاف أنواعها،
وبالطبع يمكن أن نتشعَّب بصورة أكبر ونقول إن أطبَّاء القلب والأوعية الدموية هم المنوط بهم تبني الإشكاليات المُرتبطة بتخصصهم،
وبالمثل أطبَّاء العظام، وأطبَّاء الجلدية والتناسلية، وأطبَّاء الأسنان،
ولكل مقام مقال، وعلى المنوال ذاته نجد باحثي العلوم التربوية، والعلوم الاجتماعية، وعلم النفس، والعلوم القانونية…. إلخ؛ هم الأقدر على تبني الإشكاليات في تخصُّصهم.
ينبغي على الباحث أن يتصدَّى لمشكلة ذات أهمية، وتهم قطاعًا كبيرًا من الجمهور، مع الابتعاد عن المشكلات السطحية التي لا طائل منها،
وعلى سبيل المثال في حالة تناول باحث مشكلة إدمان المخدرات عند طلاب الثانوية العامة؛
فإن تلك المشكلة لها أهمية كبيرة؛ فهي تمس فئة شبابية يُعوِّل عليها المجتمع كثيرًا في المستقبل،
أما بالنسبة لتناول مشكلة تتعلق بانتشار بيع الورد التالف في محلات الزينة، فإن الأخيرة سطحية، ولا تُغني ولا تُسمن من جوع.
تُعتبر قُدرة الباحث على التصدي للمشكلة من بين معايير اختيار مشكلة البحث العلمي الأساسية،
وفي هذا السياق يجب أن يسأل الباحث نفسه وبكل مصداقية؛ هل أستطيع دراسة تلك المشكلة والخروج باستنتاجات منطقية؟،
وفي ضوء ذلك يمكن السير والمُضي قُدُمًا في تنفيذ البحث أو الرسالة العلمية.
إن القيمة البحثية تتمثَّل في تناول الباحثين مشكلات بحث علمي فريدة، ولم يسبق لأحد أن تناولها من قبل،
أو تم تناولها من قبل، ويرى الباحث أنها جديرة بالدراسة، والهدف هو التوصل لنتائج جديدة لم يتسنَّ للسابقين بلوغها،
وذلك من بين معايير اختيار مشكلة البحث الهامَّة.
إن رغبة الباحث في تناوله مشكلة معينة في طليعة معايير اختيار مشكلة البحث،
ولكل باحث ميوله، ونجد في ذلك كثير من طلاب الدراسات العُليا ممن يدور في مُخيِّلتهم موضوعات معينة،
وذلك قبل الانتظام في المراحل التحضيرية.
من بين معايير اختيار مشكلة البحث المحورية أن يتناسب ذلك مع ما يمتلكه الباحث من أموال،
أو ما تُقرُّه جهات الدراسة من اعتمادات مالية للباحثين.
ينبغي أن يتوافر للمشكلة التي يختارها الباحث مصادر ومراجع ودراسات سابقة؛ حيث تُعتبر المصادر والمراجع بمثابة أوعية مهمة للحصول على المعلومات والبيانات،
وبالنسبة للدراسات السابقة؛ فيسوقها الباحث بقصد نقدها، وتوضيح الإيجابيات والسلبيات وبشكل موضوعي،
مع توضيح الفارق بينها وبين ما صاغه من بحث أو رسالة علمية.
أن يتوقع الباحث مناسبة المشكلة لحجم البحث المطلوب:
يُطلب من الباحثين حجم معين، سواء في بحوث الجامعة أو الماجستير أو الدكتوراه،
وَمِنْ ثَمَّ يجب أن يكون الاختيار مُتوافقًا مع ذلك المعيار؛ حتى لا يتفاجأ الباحث بأن البحث قصير في محتواه،
أو ينبغي أن يطول للإلمام بمختلف جوانبه.
إمكانية الاعتماد على المبحوثين في الحصول على المعلومات:
يُوجد بعض أنواع البحوث التطبيقية، والتي تتطلب اختيار الباحث عينة تُعبِّر عن مجتمع الدراسة،
وفي ذلك يجب أن يتأكد الباحث من مدى استعداد المبحوثين (أفراد العيِّنة) للإدلاء بمعلومات تساعد الباحث في تفصيل مشكلة البحث،
وفي حالة عدم توافر ذلك؛ فينبغي العدول عن اختيار تلك المشكلة، وذلك من معايير اختيار مشكلة البحث في صنف البحوث بالعينة.
مناسبة مشكلة البحث للوقت المتوافر لدى الباحث:
ينبغي أن يقوم الباحث بإنجاز البحث أو الرسالة العلمية في وقت زمني محدد،
لذا فإن من معايير اختيار مشكلة البحث مناسبتها للفترة الزمنية المُتاحة أمام الباحث.
أن تتوافق المشكلة البحثية مع ما تقره الشرائع السماوية:
من المهم أن يختار الباحث مشكلة علمية في ضوء أُسُس وتعاليم الشرائع السماوية،
ولا ينبغي اختيار موضوعات تُثير بلبلة أو قلقًا داخل جنبات المجتمع لمجرد الرغبة في الشهرة، أو الجنوح بشكل شاذ،
فتلك النوعية من الإشكاليات تثير فتنة وأضرارها أكثر من نفعها.
في طليعة السمات الواجب توافرها في مشكلة البحث العلمي أن تكون متكررة من حيث الحدوث،
وليست مجرد أمر عابر، والهدف من ذلك هو التعمق في دراستها وفهمها.
من المهم أن تكون مشكلة البحث العلمي واضحة من حيث الجوانب، ومرئية من جانب المتخصصين على الأقل.
من المهم أن تكون مشكلة البحث العلمي قابلة للدراسة،
وعلى سبيل المثال في حالة كون المشكلة متعلقة بوجود حياة على كوكب المريخ من عدمها؛
فإن ذلك يتطلَّب تقنيات وتكلفة باهظة، ويمكن تبني تلك المشكلة من جانب الكيانات العلمية الكبيرة،
ولن يستطيع باحث أو مجموعة من الباحثين القيام بها بمفردهم.
يوجد عديد من المصادر التي يمكن أن يستقي منها الباحث مشكلته البحثية، مثل:
من بين المصادر المهمة لاختيار المشكلة ما يُجريه الباحثون من نقاشات أو مُجادلات مع أصحاب التخصص،
وقد ينتج عن ذلك مشكلة يمكن دراستها، وذلك ما كان يحدث لدى الفلاسفة في القدم؛
فنجد تصورات أرسطو، والجدل الأفلاطوني.
إن الموروث الثقافي البشري بحر لا حدود له، ومن بين المصادر المهمة التي يمكن أن يستشفَّ منها الباحث مشكلة البحث العلمي ما يطَّلع عليه من كتب،
وَمِنْ ثَمَّ قد يُلاقي أحد الموضوعات الهامَّة، ويدفعه الشغف العلمي لتبنِّيها.
تُعتبر المواقف الحياتية من بين مصادر اختيار مشكلة البحث، ولنا فيما حدث لنيوتن عند سقوط التفاحة خير دليل؛
حيث استتبع ذلك اكتشاف قوانين الحركة، والتي ما زالت تُدرس حتى الآن كإحدى النظريات الفيزيائية الهامَّة.
ويتمثَّل ذلك في الخواطر التي تأتي للإنسان على حين غرَّة؛ فقد يتفتَّق ذهن أحد الباحثين عن مشكلة أو موضوع أو فكرة،
وَمِنْ ثَمَّ يسعى حثيثًا لسبر أغوارها بما يتوافر لديه من معلومات أولية.
موضع جزء مشكلة البحث بعد المقدمة الأولية، ويشرح الباحث الجوانب المتعلقة بالمشكلة فيما لا يزيد على صفحة،
وقد يتضمَّن ذلك الجزء طرح الباحث مجموعة من التساؤلات البحثية،
غير أن غالبية الباحثين يضمون التساؤلات جنبًا إلى جنب مع الفرضيات وفي جزء مستقل قبل الضلوع في كتابة الإطار النظري.
تعرف على كيفية صياغة مشكلة البحث العلمي من هنا
إن ما تم سرده في الفقرات السابقة هي معايير اختيار مشكلة البحث في هيئتها النموذجية الأكاديمية،
ولكن قد يفرض الواقع التطبيقي محددات مُغايرة:
نجد بعض الجهات الجامعية تُلزم الطلاب بتبنِّي مشكلات معينة،
وذلك فيما يخص بحوث التخرج الجامعي؛ حيث يتم إسناد مشكلة بحث علمي محددة لطالب أو أكثر،
والهدف من تلك النوعية من البحوث هو التعرف على مدى استفادة الطلاب من الدراسة الجامعية في تخصص معين، وكذلك تدريب الطلاب على طريقة البحث العلمي، وبما يساعدهم في وظائفهم المستقبلية،
أو كتمهيد مفيد في حالة رغبة الطلاب باستكمال الدراسات العُليا.
نجد تدخلًا مباشرًا في بعض الأحيان من جانب المشرفين على دراسات الماجستير على وجه الخصوص،
وقد يُوجِّهون الباحثين نحو تبنِّي أحد الموضوعات بعينها دون غيرها.
تعليق: قد يكون سبب اختيار مشكلة البحث العلمي بصورة مُوجَّهة من جانب الجهات المعنية، هو الرغبة في منع التكرار والتشابه، مع ضمان اختيار موضوع تنجم عنه استفادة، سواء أكان ذلك على الجانب العلمي أو المجتمعي، ولتلك الجهات الحق في ذلك؛ وتلك غيرة محمودة على البحث العلمي، ورغبة في الخروج بأبحاث رصينة يمكن الاستعانة بها في تطبيق حلول على أرض الواقع، وبما يحل إشكاليات وسلبيات متنوعة.
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة
أول موقع عربي يقوم باعداد رسائل الماجستير والدكتوراة من الألف إلى الياء بطريقة أكاديمية ممنهجة وباحترافية عالية لتحقيق أفضل النتائج للطلبة من كافة الدول حول العالم ومن معظم الجامعات العربية وغير العربية من مختلف التخصصات العلمية، تم البدء بهذا الموقع كخطوة ريادية وبالتعاون من أهل الخبرة والاختصاص بحيث نقوم بخدمة طلبة الدراسات العليا من خلال اعداد رسائل الماجستير واعداد الأبحاث والأوراق العلمية وتحكيمها ونشرها.