ما هو مفهوم المنهج في الفلسفة

ما هو مفهوم المنهج في الفلسفة

المنهج في الفلسفة : المنهج في الفلسفة و  الأبحاث العلمية غير منفصلة عن أي علم، على العكس تماما فهي بحالة تطور شامل، توظف لديها كل ما يمكن من أدوات لترفع من أهميتها وقيمتها .
الفلسفة ليست بعلم حديث على الإطلاق، على العكس تماما حيث تعتبر الفلسفة من العلوم القديمة والتي عرفت عند أقدم الشعوب وبرز فيها عدد كبير من العلماء والفلاسفة.
لقد تم توظيف الفلسفة في المنهج العلمي نظرا للعقلانية والنظرة التجريدية التي تستخدمها الفلسفة عند حل الكثير من القضايا والمشكلات.
وفيما يلي سنقوم بعرض عدة أفكار حول مفهوم المنهج في الفلسفة.

مفهوم المنهج في الفلسفة

سأقوم أولا بطرح بعض الأسئلة التي لربما تدور في ذهنك عزيزي القارئ حول مفهوم المنهج لنقوم بالإجابة عليها لاحقا.
– هل المنهج العلمي هو أسلوب وطريقة من الضروري أن يكون الباحث على اطلاع عليها ودراية كبيرة في استخدامها؟ أم أن المنهج العلمي هو قضية للنقاش وتبادل الأفكار؟
– هل المنهج العلمي الذي يتم استخدام في دراسة الأبحاث العلمية المتعلقة بالعلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية، نفسه الذي يتبع في دراسة الأبحاث العلمية التطبيقية كعلوم الفيزياء والرياضيات والكيمياء وغيرها؟
– إن مفهوم المنهج في الفلسفة يعرف بأن المنهج هو عبارة وعي منطقي يسعى للوصول إلى غاية معينة ومحددة بشكل مسبق، ومن ثم يتم اعتماد المنهج المحدد بمجموعة قواعد وضوابط خارجية.

لمعرفة مفهوم المنهج في الفلسفة

– المنهج الفلسفي ليس بمنهج جديد أو حديث بل تم استخدامه قدميا من قبل فلاسفة الشعوب القديمة كاليونانيين اللذين من قبل الفيلسوف العظيم سقراط.
– المنهج هو قالب خارجي أو إطار عام يتم من خلاله ممارسة الفلسفة ضمن نمط جيد، مع مراعاة جميع الفروض والقواعد والمذاهب التي من خلالها تم توضيح مفهوم المنهج في الفلسفة.
– الفلسفة كمفهوم منفصلة على المنهج، الفلسفة هي عبارة عن النظر إلى الأشياء بتجرد وبعقلانية، كما تعرف بأنها حب المعرفة الحكمية.
– المنهج الفلسفي يعمل على إيجاد الأجوبة لجميع التساؤلات المتعلقة بحياة الإنسان.
– وهناك الكثير من الفلاسفة التي برزت أسمائهم في استخدام هذا المنهج كأرسطو وأفلاطون وغيرهم.
– ومع التقدم العلمي والمعرفي أصبح للمنهج الفلسفي عدة أقسام وأفرع ومنها المنهج الفلسفة الوجودية – الفلسفة التحليلية- الفلسفة التأويلية وغيرها.

اقرأ ايضاً: عناوين رسائل دكتوراه في الفلسفة

أبرز طرق المناهج الفلسفية

هناك عدة طرق لاستخدام المناهج الفلسفية، والتي هي

1- طريقة الشك

– وتعتبر طريقة الشك من أقدم طرق المنهج الفلسفي، وهذا ما أكده الفيلسوف العظيم أفلاطون حيث قال “الفلسفة تبدأ بكل من الدهشة والشك والتعجب”.
– وقال الفيلسوف الكبير أرسطو بأن الشكل والدهشة هي التي تجعل العقل الإنساني يذهب إلى التفكير.
– أي إن الشك أهم ركائز التفكير المنهجي الفلسفي، حيث تعمل الفلسفة على إثارة الشكل حول الكثير من القضايا التي اعتاد عليها المجتمع وتقبلها.
– ومن الأكثر القضايا الداعمة للشكل هي عدم القدرة الإنسان إلى يومنا هذا من تبرير وتفسير الكثير من الظواهر الموجودة في الكون والعالم وعلى صعيد مختلف المجالات العلمية.

2- اكتشاف الحلول

– المنهج الفلسفي لا يقتصر عمله على إثارة الشكوك حول ظاهرة معينة، وإنما يقوم الفيلسوف بإيجاد الحلول المنطقية والعقلانية.
– حيث يتم تحليل المشكلة وتفسيرها من أجل إيجاد الحلول المناسبة لها مستندة على الحجج والبراهين المنطقية التي تؤكدها وتسندها الكثير من النظريات.
– يجب أن تكون الحلول المكتشفة حلول شاملة لكل المشكلة، إلا بعض الحالات الخاصة التي تكون فيها الحلول جزئية متعلقة بمشكلة محددة.

3- صياغة الأسئلة

– إن طرح الأسئلة يعتبر من أساسيات تفكير المنهج الفلسفي، حيث يتم صياغة الأسئلة المتعلقة بالمشكلة المطروحة والتي عن طريقها يستدل الباحث إلى الحلول.
– فمن الطبيعي عند تحديد المشكلة وتحديد الأسئلة المتعلقة بها سيساعد الباحث إلى الوصول لحلولها، وهنالك الكثير من الفلاسفة من يفضلون أخذ وقت كافي في صياغة الأسئلة المتعلقة بمشاكل بحثهم.

4- النقد الفلسفي

– والذي يعتبر من أهم المناهج في الفلسفة، ويقصد بالنقد الفلسفي بأنه الاختلافات والانتقادات التي تدور بين الفلاسفة حول المشاكل الجوهرية كالقضايا الكونية.
– حيث نجد الكثير من الأحيان إجابات وحلول مطروحة من قبل فلاسفة حول قضية معينة
ليتم الرد عليها من قبل علماء أخرون بحلول وحجج معاكسة، وهذا ما يسمى بالفلسفة الجدال الديكارتي.

5- المبررات والحجج المنطقية

– بداية يقصد بالحجج المنطقية بأنها عبارة عن مجموعة من الأفكار المنظمة والمرتبة التي تبدأ من خلال التساؤلات والفرضيات وتنتهي أخيرا بالحلول والنتائج.
– وهنا نلاحظ أنه من الضروري أن يكون هناك روابط قوية بين كل من الفرضيات والحلول.
– حيث تعتبر البراهين والحجج والمبررات من أساسيات المنهج الفلسفي
وبرأي الفلاسفة الغربيين أنه من غير المنطق وجود الفلسفة من دون مبررات وحجج منطقية.
– كما تقوم الحجج المنطقية على التفكير السليم الذي يناقش ويحلل جمع الشكوك حول القضية المدروسة.

6- المحفزات والدوافع

– كما يتميز المنهج الفلسفي بالمحفزات والدوافع التي تجعل الإنسان يتبنى الكثير من الأفكار والمعتقدات والتي من الممكن أن تكون غير واضحة له بشكل كامل.
– وبالأخص فيما يتعلق بالأمور العقلانية أو الوجدانية كالأخلاق والزمن وما إلى ذلك.

أهمية المنهج الفلسفي بالنسبة للباحثين

– أهمية الفلسفة للأبحاث العلمية كبيرة جدا والذي لا يمكن أن نراه بشكل واضح ونفهمه إلا عندما نقرأ النتائج ونحللها والتي لها تأثير مباشر عليها.
– كما تحتوي الفلسفة على مفاهيم أساسية لها تأثير واضح في القرارات الهامة التي تخص الأبحاث كمفهوم الأنطولوجيا، ومفهوم الأبستمولوجيا.
– كما يتميز المنهج الفلسفي بقدرة كبيرة على توفير أساسيات الفكر المجرد
فيتكون للباحث العلمي القدرة على التفكير الذاتي والوعي الكافي تجاه تصميم التجربة وفهمها وتحليل نتائجها.

محددات التفكير المنهجي

– إن مدى فعالة المناهج الفلسفية يقاس من خلال الاقتراب الذي تحققه هذه المناهج بين العلوم المتنوعة.
وهناك عدد من الفلاسفة من وضع محددات للتفكير المنهجي وذلك وفق ما يلي:

1- الثورة الديكارتية
وهي الثورة نسبت للعالم ديكارت، والتي يقصد بها عدم التسليم قبل التأكد من وضوح المعاني ويقينها وتحكيمها حكم عقلاني
فمن أهم محددات هذا المنهج هي وضوح المعاني المستخدمة وتميزها.
2- يجب أن يبتعد الباحث عن الخيال والتصور ويذهب إلى الأمور التي لها واقع حقيقي ومادي
ومن ثم يتم تنظيم جميع المعلومات والأفكار.
3- القضايا الفلسفية تتألف من خاصيتين وهما:
أ- خاصية اللامنهجية والتي يقصد بها أن لكل تفكير هو وعي
وهذا الوعي هادف وله غاية محددة.
ب- خاصية المنهجية وهي الطريقة التي يتم استخدامها في الأبحاث العلمية والفكرية التي تستند على المنطق والرياضيات.

نستنتج مما سبق:

– الفلسفة من العلوم التي منهجها هام جدا للأبحاث العلمية، فمن خلالها يتمكن الباحث من التفكير بشكل منظم وعقلاني أكبر.
– للمنهج الفلسفي عدة طرق يستطيع الباحث من خلال اتباعها أن يحفز أفكاره وينظم معلوماته ليصل أخيرا لغايته.

للمزيد من المقالات :

مقدمة عن مناهج البحث العلمي

أفضل المجلات العلمية لنشر الأبحاث