كيفية اعداد منهجية البحث العلمي

اهمية إعداد منهجية البحث العلمي

ترجع أهمية  إعداد مرجعية  البحث العلمي إلى أن اي بحث علمي  يحتاج إلى أسلوب دقيق ومنظم  في اعداده وكتابتها وذلك لما  للبحث العلمي من أهمية بالغة في كل المجتمعات  العالمية، فهو ليس مقال صحفي أو إخباري أو حتى أدبي انه عمل يعتمد عليه البشر في تحديد مصائرهم بل وحياتهم،  ومن هنا جاء اهتمام العلماء بوضع منهجية علمية لأي بحث علمي  بحيث يتطلب على كل باحث الالتزام  بهذه المرجعية العلمية أثناء  اعداده لبحثه  وليس معنى ذلك أن يقوم  الباحث  بالتقليد والنقل العمى للأبحاث السابقة بكل ما تتضمنه في البحث الخاص به، بل يكون الالتزام في الخطوط العريضة لترتيب البحث وتنسيقها مع مراعاة أن يكون البحث متميزاً منفرداً في مجاله من حيث المادة العلمية التي يعتمد عليها الباحث فلا يجب أن تكون مشابه لأي بحث آخر.

تعريف منهجية البحث العلمي

تعريف منهجية البحث العلمي على أنها سلسلة أو مجموعة من المراحل والخطوات المرتبة والمنظمة التي يتم بواسطتها دراسة موضوع البحث أو الظاهرة أو المشكلة  محل الدراسة والبحث  والوصول  إلى تحقيق أهداف  البحث  وبالتالي  الوصول إلى النتائج المطلوبة وتكون تلك النتائج قابلة للتطبيق على أرض الواقع.

 المراحل  السابقة  للمنهجية البحث العلمي في  الكتابة البحثية

قبل البدء في مرحلة كتابة  منهجية البحث العلمي  على الباحث القيام  بعدة خطوات أو مراحل سابقة  لمنهجية  البحث العلمي

تحديد موضوع البحث العلمي  وربطه بالمشكلة البحثية، ويجب أن تكون  المشكلة البحثية  مرتبطة  بموضوع  البحث العلمي الذي يقوم الباحث بإعداده وتنفيذه ودراسته  حتى لا تتنافر جزئيات  البحث العلمي  الواحد وتكون النتائج  التي سيتم  التوصل اليها فيما بعد دقيقة ويمكن تطبيقها على أرض الواقع، وكذلك يجب أن يلتزم الباحث في مجال تخصصه ،فلا يجوز أن يكون الباحث مختص في مجال معين ويقوم بإجراء البحث في مجال اخر، فمثلا ً لا يصح أن يكون الباحث متخصص في علوم الطب ويقوم بإجراء بحوث في مجال التربية أو الهندسة، وذلك كي لا يتولد التنافر الذي قد ينشأ  في هذه الحالة بين جزيئات المادة العلمية في متن البحث العلمي الواحد.

كيفية اختيار المشكلة البحثية أو موضوع البحث العلمي

يمكن للباحث من تحديد مشكلة بحثه واختياره من خلال المصادر الآتية

الاطلاع على الدراسات السابقة ، تعد الدراسات السابقة بالنسبة للباحث مجال خصب وغني باختيار وتحديد مشكلة بحثه لمعالجتها ودراستها ، حيث أن الدراسة والبحث ونتائجه  يختلف من عصر إلى آخر ومن مرحلة إلى أخرى  نظراً للتطور والتغيير الهائل  الذي تتعرض له المجتمعات يومياً.

بمعنى أن المشكلة  قد تكون استخدمت في بحث سابق لكن النتائج التي تم التوصل اليها من خلال هذا البحث غير مناسبة أو لا يمكن تطبيقها في الوقت الحالي، ومن هنا يمكن الباحث اخذ هذه المشكلة ودراستها ومعالجتها بأسلوب وأدوات ومناهج بحثية جديدة ومختلفة عن سابقتها في الا بحاث المشابه لموضوع البحث من حيث المشكلة البحثية،  وبالتالي التوصل إلى النتائج  المناسبة  التي يمكن تطبيقها على أرض الواقع  في الوقت الحالي.

معايشة المجتمع

يمكن للباحث ايضاً اختيار مشكلة بحثه  عن طريق  التعايش المستمر والدائم مع المجتمع المحيط به مما يوسع أفق الباحث على العديد من المشكلات البحثية والظواهر التي يمكن أن تكون احدها فكرة صالحة لأن تكون مشكلة بحثية للباحث.

الإبداع في  التفكير

من الشروط التي يجب  توافرها في الباحث أن يتصف بالإبداع   والابتكار وهذا الشرط يمكن الباحث من وضع موضوع أو مشكلة لبحثه  تكون جديدة ولم يسبق أن تناولها باحث آخر من قبل، وبالتالي التوصل إلى نتائج مستحدثة وابداعية.

مواصفات المشكلة البحثية

كي يكون اختيار الباحث لمشكلة بحثه  موفقاً يجب انت تكون المشكلة التي يتم  اختيارها من قبل الباحث نابعة  من اهتمام الباحث نفسه وان تكون مشكلة واضحة في المجتمع  الذي يتم فيه إجراء البحث، وكذلك يجب أنت تكون المشكلة أو موضوع البحث غير مكلف مادياً لكي  يتمكن الباحث من إكمال مشروع بحثه

خطوات تنفيذ منهجية البحث العلمي

بعد أن ينتهي  الباحث من  تحديد مشكلة بحثه  ينتقل مباشرةً إلى كتابة منهجية البحث العلمي متبعاً الخطوات الآتية

اختيار  عنوان  البحث

يعد اختيار عنواناً مناسب لموضوع البحث العلمي  أمر في غاية الأهمية، ويشترط في  العنوان ان يكون جامعاً مانعا بحيث  يشمل كل عناصر البحث ويمنع غيرها من العناصر من ان تندرج تحت عنوان الموضوع، ولابد أن يتميز العنوان عن غيره من العنوانين الموضوعة سابقا  لنفس الظاهرة بحيث  يبدو العنوان  مميزاً عن غيره من العنوانين الموضوعة سابقا،  ويشترط في العنوان الا يزيد عن خمس عشرة كلمة.

  مقدمة البحث

تعتبر  مقدمة البحث ملخص لما تم تناوله اثناء  البحث من مادة علمية والمنهج المتبع وأدوات البحث ولذلك تعتبر المقدمة ونجاح إعدادها وإخراجها  دليلاً على نجاح البحث ككل أو فشله فلابد على الباحث ان  يهتم بمقدمة البحث العلمي  اهتماماً لا يقل اهمية  عن كل أجزاء البحث لكي يصل بحثه إلى نتائج مرضية وسليمة ودقيقة.

فرضيات البحث

وتعني قدرة الباحث  على الإجابة على تلك الأسئلة التي أعدها مسبقا في مشكلة البحث عن طريق جمع المعلومات والبيانات  التي تساعد في الإجابة على تلك الأسئلة، وقد تأتي الفرضيات على هيئة جمل خبرية يسعى الباحث من خلال البحث العلمي لإثباتها أو نفيها.

كتابة الأبواب ومباحث وفصول  البحث

وهذه  الخطوة يعتبرها أكثر الباحثين من أصعب خطوات البحث العلمي،  لان هذا الجزء من البحث يتطلب الكثير من الوقت والمجهود لإنجازه، ويكون تنفيذ هذه الخطوة كالآتي

تنظيم الأبواب  الفصول والمباحث  بحيث  يجب على الباحث  ترتيب الأفكار الرئيسية لموضوع البحث العلمي في صورة أبواب ثم التدرج الى  الفروع فيما يعرف بالفصول والتدرج أكثر فيما يعرف بالمباحث،  مع مراعاة التنظيم الدقيق بين كل هذه العناصر والبعد عن التكرار الممل أو الإيجاز المخل.

تدوين النتائج

يعد تدوين النتائج هي الغاية التي يسعى الباحث لتحقيقها، وهي من الأهمية بمكان مما يحتم على الباحث على الاهتمام بكتابة تلك الخطوة بدقة ووضوح بحيث  يتمكن المختصين والمعنين بتطبيق تلك النتائج على أرض الواقع.

    كتابة التوصيات والمقترحات

وتوجد بعض الآراء تقول بدمج هذه الخطوة مع الخاتمة، والتوصيات  والمقترحات هي مجموعة من الحلول المنطقية التي توصل إليها الباحث من خلال  توصله إلى نتائج  بحثه وعادة ما تكون هذه التوصيات والمقترحات ابداعية ويمكن استخدامها في حل المشكلة موضوع البحث.

الخاتمة

 تمثل خاتمة البحث المرحلة الأخيرة فعلياً في البحث   حيث تأتي بعد ذلك مرحلة التوثيق ويجب أن تكون الخاتمة صورة مصغرة للبحث  لما تم تناوله اثناء البحث من مادة علمية والمنهج المتبع وأدوات البحث ومن ثم  التوصيات والنتائج التي توصل إليها الباحث، بحيث يتمكن القارئ من الإلمام بكل جزئيات البحث أثناء اطلاعه على الخاتمة.