كيفية ادارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه
- يناير 19, 2023
- المدونة
إن معرفة كيفية إدارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه من الأمور التي يسعى إليه الطلاب في هذه المرحلة الدراسية العليا.
فالتخلص من هذه الضغوط يساعد الطالب على تحقيق الهدف المنشود، والحصول على هذه الشهادة العلمية الأعلى في
التخصص الأكاديمي الذي ينتمي إليه الطالب.
وهنا نشير إلى أن العديد من الدراسات الأكاديمية العالمية أكدت أن الطلاب في مرحلتي الماجستير أو الدكتوراه لديهم
ضغوطات كبيرة وأنها تسبب معدلات jوتر واكتئاب عالية أكثر بستة أضعاف عند مقارنتهم بالطلاب في مرحلة البكالوريوس.
ومن أهم تلك الدراسات نذكر البحث العلمي الذي نشر في مجلة نيتشر المحكمة العلمية العالمية
والتي أجرت دراسة على 2279 من طلاب الدراسات العليا من 26 دولة وبجامعات مختلفة.
وكانت نتيجة الدراسة أن ما يزيد عن 40% من المشاركين في البحث العلمي، لديهم معاناة كبيرة من التوتر وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة.
وأن ما يقارب 40% من هؤلاء الطلاب الذين يعانون من التوتر تظهر عليهم علامات اكتئاب تتراوح بين الاكتئاب المتوسط إلى الاكتئاب الشديد.
وهو ما يمكن مواجهته عندما يعرف الطالب كيفية إدارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه.
ما هي مرحلة الدكتوراه؟
إن مرحلة الدكتوراه هي المرحلة الدراسية الأهم والأعلى، وشهادة الدكتوراه الأكاديمية هي حلم يراود الكثير من الأكاديميين المهتمين بالشأن العلمي.
إن مرحلة الدكتوراه تكون متخصصة في مجال علمي محدد، وتكون الشهادة العلمية الأعلى في هذا المجال، فعلى سبيل المثال فإن الطالب يحصل على
شهادة البكالوريوس في الحقوق وهو مجال واسع، بينما يكون تخصص الدكتوراه في القانون الدولي، أو القانون المدني، أو بغيرها الكثير من المجالات
الأخرى المتخصصة ضمن مجال الحقوق الواسع.
إن النجاح في تحقيق شهادة الدكتوراه لا يمكن أن يأتي بسهولة، فهو يحتاج إلى بذل جهد كبير خلال السنوات الدراسية الطويلة.
وهو ما قد يتسبب بالتوتر والضغط الكبير الذي يحتاج معرفة كيفية إدارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه.
وبالخصوص مع الوصول إلى مرحلة اختيار موضوع رسالة الدكتوراه و إعدادها وكتابتها ومناقشتها، وهي من أكثر الأعمال البحثية التي تحتاج إلى بذل الجهود الكبيرة.
ولأنها من الأعمال البحثية الاعلى في التخصص العلمي، والتي تحتاج الالتزام بمعايير وشروط كبيرة، فهو يشكّل ضغط إضافي.
دون أن نتجاهل جلسة المناقشة العلنية التي تكون أمام الحضور من المتخصصين والمهتمين، والتي فيها مناقشة مع لجنة
المناقشة المؤلفة من أهم الدكاترة والأساتذة في المجال العلمي، مما يجعلها أكبر ضغط على طالب الدكتوراه.
كيفية الدراسة في مرحلة الدكتوراه:
إن دراسة مرحلة الدكتوراه تظهر الشروط والمعايير الكثير والكبيرة على قبول الطلاب في هذه المرحلة العلمية، وهي معايير وشروط تختلف من دولة إلى أخرى.
ومن أبرز الشروط الحصول على شهادة الماجستير الأكاديمي بتقييمات معينة، وتجاوز الشروط الاخرى كالحصول على شهادة التوفل وغيرها من شروط.
إن دراسة الدكتوراه تحتاج إلى مدة دراسية تختلف من جامعة لجامعة أخرى، ومن تخصص لآخر، ومن دولة إلى أخرى.
وهي في مختلف الجامعات والتخصصات تزيد عن سنتين، وإن كانت في معظم الجامعات تتراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات دراسية.
إن الطالب مطالب خلال سنوات دراسته بتجاوز مقررات متعددة متخصصة، والطالب يحتاج إلى بذل أبحاث ودراسات كثيرة متخصصة ذات أهمية عالية.
وهو ما يستوجب بذل مجهودات كثيرة ووقت طويل.
وبالتالي فإن النجاح في تقديم الدراسات البحثية وأهمها في رسالة الدكتوراه، يحتاج إلى جانب المعارف الكبيرة والمهارات الواسعة.
بذل جهود طويلة وسهر الليل ومواصلته مع النهار للوصول إلى دراسة بحثية تسمح بالوصول إلى بحث علمي متميز وناجح.
يشكّل تتويجاً سنوات طويلة من الدراسة والبحث، وهذا الأمر كما أشرنا من الطبيعي أن يسبب ضغوط واسعة.
إعداد البحوث و الرسالة في مرحلة الدكتوراه:
تتناول الدراسات البحثية إحدى المشكلات أو الظواهر العلمية المحددة التي ترتبط بعمق تخصص الباحث العلمي.
وهي تهدف الوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة للظاهرة أو المشكلة موضوع البحث العلمي.
إن مرحلة الدكتوراه من أهم وأعلى المراحل العلمية، والباحث العلمي يجب أن يظهر فيها أنه من أهم المتخصصين في مجاله العلمي.
وبالتالي فإن البحوث العلمية في هذه المرحلة العلمية من أهم الدراسات الأكاديمية والتي تستهدف الاكتشافات الجديدة في تخصص طالب الدكتوراه.
أو الحلول الإبداعية لمشكلة تواجه المجتمعات وتنتمي لتخصص الباحث العلمي.
كما يمكن أن تتناول البحوث أو النظريات السابقة بهدف تأكيدها أو نفيها أو تعزيزها وسدّ النواقص والثغرات المتواجدة فيها.
ولأن الباحث العلمي في هذه المرحلة يكون قد وصل إلى مرحلة علمية عالية، وباتت قاعدته المعرفية عالية جداً في تخصصه العلمي الذي قضى فيه الكثير من السنوات الدراسية.
كما أنه يكون قد بات باحث علمي محترف بعد الكثير من الأبحاث التي قام بها وخصوصاً في مرحلة الماجستير وأثناء الساعات والمقررات الدراسية بمرحلة الدكتوراه.
وبالتالي فهو مطالب بتقديم أهم الدراسات التي تساهم بشكل فعلي في تطوير التخصص العلمي للبحث أو الرسالة العلمية، أو لتطور المجتمعات وتقدمها ورفاهية أفرادها.
من أهم ميزات الأبحاث في مرحلة الدكتوراه أنها أصيلة وجديدة، ولها اهمية كبيرة وفوائدها تنعكس بشكل واضح على العلوم والمجتمعات.
وبالتالي فهي تعتبر من أرقى البحوث العلمية، ولذلك لا بدّ من الاهتمام الكبير جداً بجميع مراحل الإعداد والكتابة في أبحاث الدكتوراه أو رسالة دكتوراه.
الدراسات العلمية التي ناقشت إصابة طلاب الدراسات العليا بالتوتر والقلق
كما ذكرنا فإن إحدى أهم الدراسات التي ارتبطت بـ كيفية ادارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه، هي الدراسة التي نشرتها مجلة نيتشر المحكمة بعد دراسة
اعتمدت على عينة دراسية مكونة من 2279 طالب ينتمون إلى جامعات من 26 دولة مختلفة.
وقد وجدت هذه الدراسة بأن 40% من هؤلاء الطلاب لديهم معاناة من القلق والتوتر وفق المعدلات التي ذكرناها في مقدمة هذا المقال.
ومن أهم ما تناولته الدراسات العلمية حول معاناة طلاب الدراسات العليا من قلق وتوتر نذكر ما يلي:
-
معدلات توتر عالية:
توصلت تيريزا إيفانز الباحثة وعالمة الأعصاب المتخصصة بكلية العلوم الصحية التابعة لجامعة تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية في الدراسة التي أجرتها.
إلى أن التوتر والقلق وصل لدى طلاب الدراسات العليا لمعدلات مقلقة تحتاج إلى دراسات معمقة وحلول منطقية.
وأشارت العالمة الأمريكية إلى أن الجامعات يجب أن تقدم التدريبات اللازمة للطلاب، وذلك بهدف مساعدتهم على معرفة كيفية إدارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه.
-
علاقة التكاليف المالية والتخصص العلمي في إحساس الطالب بالضغط:
تتعدد الأسباب التي تجعل طالب الدكتوراه يشعر بالضغوط، ومن أكثر هذه الأسباب شيوعاً التكاليف المالية التي تحتاجها الدراسة في
مرحلة الدكتوراه. وبالخصوص بالنسبة للطلاب الذين يحصلون على فرصة دراسة دكتوراه خارج دولهم، وما تحتاجه من تكاليف معيشية عالية.
كما أن شخصية طالب او طالبة الدكتوراه لها تأثير كبير على شعوره بالتوتر والقلق والضغوط، فالبعض لديهم قابلية أكبر للتوتر والقلق وربما الاكتئاب.
وذلك من كثرة تفكيرهم بالأعباء الدراسية المرتبطة بمقرراتهم ودراساتهم البحثية، وبسعيهم للوصول إلى الكمال والخلو من أية أخطاء أو عيوب.
ومن الأمور التي تتسبب بالقلق والضغط اختيار التخصص الأنسب للدراسة في مرحلة الدراسات العليا، والقلق والتوتر من اختيار الموضوع البحثي
وبالخصوص بما يرتبط باختيار موضوع رسالة الدكتوراه.
-
القلق والضغط لدى طلاب الدراسات العليا في المملكة العربية السعودية:
أكد الدكتور فهد المنصور الاستشاري بالطب النفسي بالمملكة العربية السعودية أن الدراسات التي أجريت بالمملكة أدت إلى الوصول
إلى نتائج مشابهة لما ذكرناه سابقاً في هذا المقال، وأوضح أن المسح الوطني في المملكة وصل إلى نتائج أكدت وجود مثل هذه النسب.
وقد أرجع الدكتور فهد المنصور هذا القلق والتوتر للمتطلبات العالية في مرحلة الدكتوراه، والتي يعاني منها الطلاب وبالخصوص من لا يحسن اختيار التخصص المناسب.
ومع وجود نسبة لا بأس بها من الطلاب بمرحلتي الماجستير أو الدكتوراه في السعودية من الآباء أو الأمهات الذين لديهم متطلبات إضافية.
فإن عوامل الضغط تزداد وتتضاعف على الطالب أو الطالبة بمرحلة الدكتوراه.
اقرأ ايضاً: الاستعداد لمناقشة رسالة الدكتوراة
أبرز العوامل التي تزيد الضغوط على الطلاب في مرحلة الدكتوراه:
بناءً على كل ما ذكرناه في فقراتنا السابقة من مقالنا حول كيفية إدارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه، نشير إلى أهم العوامل التي تتسبب بالضغط والتوتر وهي:
-
العشوائية وعدم التنظيم:
إن الأبحاث في مرحلة الدكتوراه وكما ذكرنا من أهم الدراسات البحثية، وبالتالي هي كما جميع الأبحاث العلمية تحتاج إلى تنظيم وترتيب ومنهجية في العمل.
فأي عشوائية وعدم تنظيم ستجعل طالب الدكتوراه يشعر أنه غير قادر على التقدم بالدراسة البحثية، وأنه لم يصل إلى نتائج منطقية سليمة.
فيزداد توتره وقلقه، وبالخصوص مع مرور الزمن واقتراب الموعد الذي يجب أن تقدم في الرسالة العلمية.
وهو ما يحتاج من الطالب في مرحلة الدكتوراه الذي يسعى للنجاح وتحقيق أعلى التقييمات أن يعمل بشكل منظم منهجي، وفق الخطوات المتعارف
عليها بالدراسات البحثية العالمية، وبما يتناسب مع المنهج أو المناهج العلمية المعتمدة في البحث العلمي.
ومن أهم احتياجات البحث العلمي تجنب العشوائية، أو الانحياز واتباع الميول والأهواء الشخصية، فمع الحياد والموضوعية والتنظيم والمنهجية ووضع الخطة البحثية
المناسبة، سيجد الباحث العلمي نفسه يسير بخطوات سليمة ووفق الوقت المخطط له، وهذه الأمور من أهم الأمور التي تساعد في كيفية إدارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه.
-
عدم تنظيم الوقت:
كما ألمحنا في الفقرة السابقة من المهم للغاية من طالب الدكتوراه عند إعداد وكتابة بحثه او رسالته العلمية أن يضع خطة بحثية متكاملة.
تحتوي ضمنها مخطط للوقت يحدد فيه ما تحتاجه الدراسة العلمية بالمجمل من وقت، وما يحتاجه كل فصل أو مبحث فيها.
لأنه في حال عدم تنظيم وقته، قد يأخذ في خطوات بحثية وقت أكثر مما تحتاج إليه، أو يستهتر في الوقت حتى يجد أن ما تبقى لديه من خطوات تحتاج
إلى وقت أكبر بكثير من الوقت الذي يمتلكه.
فيحدث لديه ضغط وتوتر كبير، كما أنه قد يتسرع في عمله البحثي مما يؤدي إلى الأخطاء التي تؤثر على جودة الدراسة او الرسالة العلمية.
وهو ما قد يؤدي إلى رفضها أو عدم حصولها على التقييم المستهدف.
وهو ما يمكن تجاوزه من خلال تنظيم الباحث العلمي لوقته، ووضعه الخطة الملائمة لما يحتاجه من وقت، وأن يلتزم بها حتى يصل إلى
الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة خلال الوقت الذي يمتلكه، وبالتالي يصل إلى بحث علمي أكثر جودة.
-
التكاليف المالية العالية:
إن مرحلة الدكتوراه هي أعلى مراحل الدراسات الأكاديمية، وتتضمن القيام بالكثير من الدراسات والأبحاث العلمية، ومنها رسالة الدكتوراه.
وهذه الأمور كلها تحتاج إلى مصاريف وتكاليف مالية قد تكون عالية جداّ، وهو أمر يختلف من تخصص علمي إلى آخر.
وبالإضافة إلى ذلك فإن العديد من الطلاب يسعون لدراسة الدكتوراه والحصول على شهادتها من أهم الجامعات الدولية.
وبالتالي يقومون بالتسجيل في بلاد خارج وطنهم الأم، وهو ما يحتاج إلى تكاليف إضافية، كالتكاليف الشخصية من أجور سكن وتنقل وطعام.
وهنا نشير إلى ضرورة أن يدرس الطالب قبل تسجيله بمرحلة الدكتوراه ما هي التكاليف التي يحتاجها التخصص الذي يقوم بدراسته.
وفي حال كانت دراسته بالخارج فعليه أن يدرس تكاليف الدراسة في الجامعة المستهدفة، والتكاليف الشخصية التي سيحتاج إليها في حال سفره ودراسته في ذلك البلد.
وعندها يقيس حالته المادية مع التكاليف المطلوبة، لينظر إلى قدرته على تغطية التكاليف، وبالتالي لا يتعرض للضغوط المالية التي سيكون لها تأثير نفسي سلبي كبير عليه.
فالتخطيط ودراسة التخصص الممكن تغطية تكاليفه، والدراسة في الجامعة والبلد الذي لا يشكّل عائق مالي من أهم الأمور التي تساعد على كيفية إدارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه.
-
عدم اختيار التخصص العلمي المناسب:
كما ذكرنا فإن مرحلة الدراسات العليا من المراحل المتخصصة أكثر من مرحلة البكالوريوس، وبالتالي فإن الطالب تكون أمامه خيارات متعددة
مرتبطة بتخصصه العلمي ويمكنه دراستها والتعمق فيها.
وهنا على الطالب أن يتجه إلى الاختصاص الذي يميل إلى دراسته ويشعر أنه سيبدع فيه بشكل أكبر، فهو سينجح به أكثر، ويكون مستقبله أفضل.
وبالخصوص في حال دراسته لحاجات سوق العمل.
وبالتالي يجب أن لا يكون اختياره روتيني أو دون تخطيط مسبق، لأن الاختيار الغير مناسب من ناحية الميول والامكانيات سيزيد من الضغوط على طالب الدكتوراه.
وسيشعر بالقلق والتوتر لعدم قدرته على محبة التخصص والنجاح فيه، وهو ما قد يؤثر سلباً على نجاحه وجودة الأبحاث التي يقدمها.
كما يؤثر على مستقبله بعمله في تخصص لا يشعر بالراحة والميل إليه.
-
الطبيعة الشخصية لطالب أو طالبة الدكتوراه:
إن شخصية أي إنسان تؤثر على حياته بشكل عام، وهذا الأمر يكون ظاهر بشكل اكبر لدى طالب أو طالبة الدكتوراه.
فمع الحاجة للعمل تحت الضغط وقضاء وقت طويل وجهد كبير في الدراسات النظرية والعمل البحثي، سيجد الطالب نفسه متوتر ويعيش ضغط ربما لا يتحمله.
وهذا الأمر يختلف من طالب إلى آخر، فهناك طلاب يمتلكون المثابرة وقوة الشخصية والصبر الذي يساعده
على تجاوز الصعاب التي تواجهه أثناء مشواره الدراسي، في حين أن طالب آخر يجد نفسه مضطرباً وغير
قادر على الاستمرار بنفس الوتيرة، مما يزيد من قلقه وتوتره.
وتكون كيفية ادارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه بهذه النقطة من خلال ثقة الطالب بنفسه، وعليه أن يدرك عندما
يقرر إكمال دراسته بمرحلة الدكتوراه أنها مرحلة تحتاج إلى بذل الكثير من الجهود والصبر، وأن يتهيأ لذلك.
وهنا ننصح بتوسيع الباحث العلمي لقاعدته المعرفية، وقراءته الكثير من الدراسات السابقة المرتبطة بتخصصه العلمي، بما فيها من كتب وأبحاث ورسائل
علمية وغير ذلك، فهو بذلك سيمتلك المعارف التي تساعده على أن يتخطى أية صعوبات.
كما أنه سيكون أكثر قدرة على إنجاز الأبحاث العلمية وفق الخطوات الأكاديمية، كما أنه سيطلع على العقبات التي وقع الباحثون السابقون بها.
وبالتالي يتجنب الوقوع بأخطاء مماثلة، أو يتمكن تجاوز العقبات بسهولة أكبر.
-
الانشغالات الشخصية والعائلية:
إن الطلاب في مرحلة الدكتوراه لا يصلون إلى هذه المرحلة العلمية إلا بعد قضاء سنوات دراسية طويلة، وبالتالي يكونون في الكثير من الأحيان
متزوجون وملتزمون فيه بعائلات وأسر.
وبالتالي تزداد الضغوط عليهم لأنهم إلى جانب التزاماتهم العلمية وما تحتاجه من وقت وجهد وأموال، لديهم التزامات
عائلية ومطالب أسرية تحتاج هي كذلك إلى وقت وجهد وأموال.
وهو ما يجعل هؤلاء الطلاب في الكثير من الأحيان يعيشون ضغوطات كبيرة تزيد من شعورهم بالقلق والتوتر
لعدم قدرتهم على التوفيق بين التزاماتهم الدراسية والتزاماتهم العائلية.
كيفية ادارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه:
لقد أشرنا في الفقرة السابقة إلى معظم الطرق التي تساعد في تغطي القلق والضغوط التي يشعر بها طالب الدكتوراه.
وقد جرت العديد من الدراسات التي أوضحت كيفية ادارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه، والتي يمكن اختصارها بما يلي:
1. إن الخطوة الاولى والاهم أن يحسن طالب الدكتوراه تنظيم وإدارة وقته، فهو بذلك سيتمكن من تجاوز الكثير من الأمور
ومنها تقديم دراساته في الوقت المطلوب، وتنظيم وقته بشكل سليم بين حياته الخاصة واحتياجاتها، وحياته العلمية واحتياجاتها.
وغير ذلك من أمور تعتمد بشكل رئيسي على تنظيم الوقت.
2. إن الجهود الكبيرة التي تحتاجها دراسة الماجستير لا يعني أن تقضي كل وقتك في الدراسة والبحث.
بل عليك أن تنظم وقتك بحيث تترك مجال لقضاء بعض النشاطات التي تناسب شخصيتك وتمدك بالطاقة.
فهذا الأمر يساعدك على العودة إلى الدراسة والبحث بكل نشاط و بذهن منفتح، (مع ضرورة تنظيم وقت الراحة بحيث لا يبالغ فيه).
3. من المفيد تعلم أساليب الاسترخاء ومنها تمارين التنفس العميق، والتأمل، والتمارين التي تساعد على اليقظة والتركيز.
فلهذه الأمور دور كبير في التخلص من التوتر والقلق.
كما يمكن التوجه للمشي بالهواء الطلق، أو ممارسة أمر يحبه طالب الدكتوراه، كأن يتناول إحدى الوجبات اللذيذة التي يستمتع
بتناولها، أو غير ذلك من أمور تكسر الروتين للطالب.
4. تجنب العشوائية والميول والأهواء الشخصية في العمل البحثي، والالتزام بالحياد والموضوعية والعمل المنهجي المنظم.
فهذه الامور من اهم خصائص الدراسات البحثية التي تساعد على نجاحها.
وبالتالي فإن طالب الدكتوراه بمجرد التزامه بها سيساهم في نجاح دراساته البحثية، وهو من العوامل التي تساعد على تجنب
التوتر والقلق من الفشل وعدم النجاح.
5. في أي جامعة وخصوصاً المصنفة منها مجموعة من أهم المتخصصين الذين يمكن لطالب الدكتوراه التوجه إليهم.
وشرح العقبات والضغوطات التي تواجهه، فهم لديهم من الخبرات والمعارف ما يسمح لهم تقديم أهم النصائح الفعالة
حول كيفية إدارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه ومعاونته على ترتيب عمله ووقته وحل المشاكل التي تعترض طريقه.
كيفية ادارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه (2):
6. التوجه إلى المقربين من ضمن أفراد العائلة، او الأصدقاء، أو الأشخاص الموثوقين الذين يثق الطالب بخبرتهم ومعرفته بالحياة.
ومصارحتهم بالمعاناة والضغوط التي تواجهه، فالتنفيس الانفعالي والاستماع لكلام المقربين له دور من تخفيف الشعور بالقلق والتوتر.
وبالخصوص مع رسائل الدعم التي يوجهها هؤلاء الأشخاص لطالب الدكتوراه.
7. على طالب الدكتوراه بمجرد دخوله إلى هذه المرحلة العلمية أن يدرك أنه أمام مرحلة من أصعب مراحل التعليم الأكاديمي.
وأن لها متطلبات كبيرة على مختلف الأصعدة، فهي تحتاج معارف ومهارات وابداعات من طالب الدكتوراه، مع بذل جهود كبيرة.
كما عليه أن يهيئ نفسه للعقبات والصعوبات التي يمكن أن تواجهه، فهو بذلك سيتخطى أي كبوة أو فشل يتعرض له.
ويستطيع تخطيه دون الاستسلام الذي قد يمنع الطالب من الحصول على شهادة الدكتوراه.
فمن المهم والأساسي أن يكون الطالب ممتلكاً للقدرة على مواجهة التحديات والضغوط، والعمل الحثيث على تخطيها والوصول إلى الحلم
الذي يكون بنيل أعلى شهادة أكاديمية ممكن أن يحصل عليها الإنسان في مجاله العلمي.
8. على الباحث العلمي أو طالب الدكتوراه أن يمتلك القدرة على أن يواجه الضغوطات التي قد يعاني منها خارج نطاق دراسته.
كالضغوطات الشخصية أو العائلية، وأن يسعى لتخطيها والتخلص منها بشكل تدريجي.
مع العمل على تخفيف آثارها بما يجعل تأثيرها محدود جداً على حياته الدراسية وتحصيله العلمي العالي.
9. من أكثر الأمور التي تسبب القلق والتوتر لطالب الدكتوراه سعيه إلى الكمال والمثالية المطلقة، فهو بذلك يراكم الضغوط على نفسه.
وبالخصوص أن العمل البحثي كما غيره من الأعمال تعتريه بعض العقبات والمشاكل، وهو ما قد يؤدي إلى إحباط الطالب مما يؤثر على عمله وأدائه البحثي.
وتكون كيفية ادارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه بهذه النقطة من خلال العمل المنظم والمتكامل.
الذي يبذل فيه طالب الدكتوراه جميع الجهود الممكنة، ولكن دون إيقاع النفس بفخ الكمال، وسيتحسن الأداء بصورة تدريجية ويتم الوصول إلى أفضل النتائج الممكنة.
الملخص
وبذلك نكون قد اطلعنا من خلال مقالنا لليوم “كيفية ادارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه”.
على ماهية مرحلة الدكتوراه، وما هي كيفية دراسة هذه المرحلة العلمية التي تعتبر أعلى المراحل الأكاديمية،
والحاصل عليها يحصل على أعلى شهادة علمية.
كما تعرفنا على كيفية إعداد بحوث ورسالة الدكتوراه، وما هي الدراسات العلمية التي ناقشت إصابة طلاب الدراسات العليا بالتوتر والقلق،
ثمّ انتقلنا للتفصيل في أبرز العوامل التي تزيد الضغوط على الطلاب في مرحلة الدكتوراه.
لننهي مقالنا لهذا اليوم في الحديث عن كيفية إدارة الضغوط في مرحلة الدكتوراه بأفضل شكل ممكن.
سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا في تقديم كل ما هو مفيد للطلاب الأعزاء في مرحلة الدكتوراه.
المصادر:
كيف تتعامل مع ضغوط العمل بطريقة صحيحة؟ 2022، فرصة
نمط الحياة الصحي، 2022، مايو كلينك
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة