محتويات المقال
1 طريقة عمل خطة البحث العلمي

طريقة عمل خطة البحث العلمي

 

طريقة عمل خطة البحث العلمي

يتطلَّب اختيار موضوع البحث العلمي مجموعة من الشروط الشخصيَّة والمنهجيَّة، وتتمثَّل الشروط الشَّخصيَّة في أن يتوافق الموضوع مع مُيول الباحث، وأن يمتلك الباحث القُدرة والكفاءة والخبرة في دراسة الموضوع. أما بالنسبة للشروط المنهجية فهي متنوعة، وأبرزها: أن يكون موضوع الباحث قابلًا للفحص والتقصِّي بطريقة علميَّة، وأن يكون الموضوع مُهمًّا بما يُحدث أثرًا إيجابيا على الجانب العلمي أو المجتمعي. في هذا المقال سنتحدث بالتفصيل عن طريقة عمل خطة البحث العلمي

ويُمكن اختيار موضوع الدِّراسة بمعرفة الباحث ذاته، أو بالتشاور مع المشرف على البحث، وبعد انتهاء هذه المرحلة يبدأ الباحث في تدوين خطة البحث العلمي (مُقترح البحث)،

وتقديمها لجهة الدِّراسة لتقييمها، وَمِنْ ثَمَّ تقوم الجهة بإعلام الباحث بالمُوافقة على الخطة، ويتبع ذلك قيام الباحث بتنفيذ البحث أو الرسالة وفقًا للخطة الموضوعة سلفًا.

ما الأهداف الأساسية من إعداد خطة البحث العلمي؟

التقييم المبدئي:

تساعد طريقة عمل خطة البحث العلمي في تقييم البحث أو الدِّراسة مبدئيًّا، وفي ضوء ذلك يجب على الباحث أن يعتني بتصميم الخطة،

ووفقًا للمعايير المنهجية التي تُحدِّدها جهة الدِّراسة، حتى ينال المُوافقة، ومن المهم أن تكون المشكلة التي يصمم الباحث خطتها أصيلة، ولم يتم يتناولها في بحوث أو رسائل أخرى.

مُساعدة الباحث في التنفيذ المُستقبلي:

تُساعد خطة الباحث في تنفيذ البحث أو الرسالة مُستقبلًا، من خلال تناول بنود الخطة والتصدِّي للإشكالية بالشرح والتفصيل،

وذلك يُساعد في توفير الوقت على الباحث، ويخلصه من مشقة التفكير فيما سيقوم به، فالمحاور واضحة أمامه في خطة البحث.

اختيار الأساليب الإحصائية والأدوات والطرائق التي تناسب البحث:

تتضمَّن الخطة الأساليب الإحصائية التي سيستخدمها الباحث، وكذلك أدوات البحث، والطرائق العلمية (مناهج البحث العلمي).

طريقة عمل خطة البحث العلمي

ما طريقة عمل خطة البحث العلمي ؟

تُسهِّل مُعظم جهات الدِّراسة الدِّراسات العُليا الماجستير أو الدكتوراه على الطلاب عمل خطة البحث العلمي،

ويتم تقديم نماذج خطط بحث علمي فارغة، وعلى الباحثين ملؤها، وتتمثَّل بنود الخطة فيما يلي:

العنوان:

العنوان هو الضابط والمنظم لأي بحث علمي، وفيه تتَّضح الملامح المحورية لطبيعة الدِّراسة، وهو أول بنود خطة البحث العلمي،

ويجب أن يكتب الباحث عنوانًا قليلًا في كلماته، وفي الوقت نفسه يُعبِّر عن فحوى الموضوع المُزمع تنفيذه، ومن المهم أن يحتوي العنوان على مُتَغيِّرات الدِّراسة،

سواء أكان المُتَغيِّر مستقلًّا فقط في صورة عنوان وصفي، أو مستقلًّا وتابعًا، ويكون العنوان في تلك الحالة في صورة علاقة.

مقدمة البحث:

تمثل مقدمة البحث استعراضًا لطبيعة الموضوع الذي يطرحه البحث، وقيمة المقدمة الوظيفية تتمثَّل في توضيح العموميات للقُرَّاء،

وذلك قبل أن يستفيضوا في مُطالعة باقي محتوى الرسالة، وعلى الباحث أن يصوغ مقدمة صغيرة ومحدودة خاصة بخطة البحث العلمي.

إشكالية البحث:

يوضح الباحث في خطة البحث العلمي فحوى أو مضمون إشكالية البحث والجوانب التي تمتد إليها،

وعلى سبيل المثال في حالة كون عنوان الدِّراسة: (تأثير إدارة الموارد البشرية في رفع كفاءة الموظفين)، فإن إشكالية البحث تتمثَّل في قياس التأثير المتعلق بإدارة الموارد البشرية في المنظمات والشركات،

سواء ما يتعلَّق بالتدريب أو توصيف الوظائف أو التقييم أو التحفيز… إلخ.

تساؤلات الدِّراسة:

تنبُع التساؤلات أو الاستفسارات من عدم الإدراك أو الفهم لشيء أو أمر ما، وبالمثل نجد الإشكالية العلمية تفرز مجموعة تساؤلات يُدوِّنها الباحث،

ويستهدف الإجابة عنها بطريقة منطقية، وذلك البند من بنود خطة البحث العلمي الرئيسية.

فرضيات الدِّراسة:

لكل ظاهرة أو مشكلة بحثية مجموعة من المُتَغيِّرات أو العوامل، وتُكوِّن في مُجملها تلك الظاهرة،

ولكي يُفصِّل الباحث موضوعه البحثي، يجب عليه أن يستخرج تلك المُتَغيِّرات أو العوامل ويصوغها في صورة علاقات، وكل علاقة بين مُتَغيِّرين تُعتبر فرضية،

ومن المهم أن يُنوِّع الباحث من الفرضيات؛ لكي يخرج البحث بصورة مُحكمة وبهيئة تستند لمبدأ الموضوعية في البحث العلمي.

أهمية وأهداف البحث العلمي:

الأهمية:
يُعَدُّ بند أهمية الدِّراسة محوريًّا في خطة البحث العلمي، وفي كثير من الأحيان يحدث ارتباك لدى بعض الباحثين عند وضع ذلك البند،

ولتسهيل ذلك؛ يُمكن أن يطرح الباحث سؤالًا على نفسه: لماذا اخترت تلك الإشكالية البحثية دون غيرها؟ وإجابة السؤال تُمثِّل أهمية الدِّراسة.

الأهداف:
يضع الباحث هدفًا أو مجموعة من الأهداف بين البنود الضرورية الواجب تدوينها في خطة البحث العلمي، ويجب أن تُكتب الأهداف بلُغة سهلة وواضحة،

وأن تكون معقولة، ويُمكن تحقيقها، وتختلف الأهداف من بحث علمي لآخر على حسب نوعية موضوع الدِّراسة.

حدود البحث:

 حدود البحث بند رئيسي في خطة الباحث العلمي، فالباحث يجب أن يضع لنفسه نطاقًا يتحرَّك فيه، ودون أن يتناول عموميات لن تُجدي أي نفع من الناحية العلمية،

وحدود البحث التي يجب أن يُفصِّلها الباحث تتمثَّل في: الحدود الزمانية، والحدود المكانية، والحدود الموضوعية،

ويُمكن أن يُضمِّن الباحث حدًّا أو أكثر حسب طبيعة البحث، وذلك بخلاف الحدود الموضوعية، والتي تُعَدُّ إلزامية في مُختلف أنماط البحوث.

مصطلحات البحث:

تُعَدُّ مصطلحات أو مفاهيم البحث أحد المحاور المهمة في خطة البحث العلمي،

وعلى الباحث أن يُضمِّن نموذج الخطة بأبرز المصطلحات التي سيستخدمها في البحث.

المصادر والمراجع البحثية:

تُعَدُّ مصادر ومراجع البحث من أبرز البنود التي يجب أن تشملها خطة البحث العلمي، ولن تستقيم أي خطة دون توضيح ذلك،

ويجب أن يكون الباحث حذرًا عند تضمين المصادر والمراجع، حيث إن ذلك هو ما سيعتمد عليه في المُستقبل عند تنفيذ البحث،

وحبَّذا لو اختار كَمًّا كبيرًا من المصادر والمراجع؛ حيث إن في ذلك دليلًا دامغًا على رغبة الباحث في تفصيل دراسة نموذجية بعد قبول مُقترح البحث.

المؤلفات السَّابقة:

تُعَدُّ الدِّراسات السَّابقة من بين المتطلبات الأكاديمية أو المنهجية المهمة في خطة البحث العلمي،

وتُعرف الدِّراسات السابقة على أنها بحوث أو مقالات أو رسائل سابقة تناولت نفس موضوع البحث، أو جانبًا منه،

وهنا يأتي السؤال: لماذا يجب على الباحث أن يضع ذلك الجزء بمُقترح البحث أو السينمار،

وَمِنْ ثَمَّ تفصيله عند الكتابة التفصيلية للبحث؟

والإجابة تتمثَّل في أن ذلك الجزء يُوضِّح الجديد الذي قدَّمه الباحث في دراسته بالمُقارنة بالبحوث السَّابقة.

عيِّنة البحث:

البحث بالعيِّنة مطلب مهم في كثير من الدِّراسات أو الموضوعات ذات الصِّلة بالإشكاليات الميدانية؛

حيث يختار البحث مجموعة من الأفراد يمثلون مجتمع البحث،

ويجب أن يُوضِّح الباحث عند عمل خطة البحث العلمي حجم العيِّنة، وكيفية اختيارها.

أدوات البحث:

تُستخدم أدوات البحث العلمي في جمع المعلومات والبيانات من المفحوصين (عيِّنة البحث)،
ومن المهم أن يُوضِّح الباحث في خطة البحث العلمي ما سيستخدمه من أدوات بحث، مثل: الاستبيان، والمقابلة، والاختبارات، والملاحظة.

طُرُق الإحصاء:

وفي ذلك البند من بنود خطة البحث العلمي يُوضِّح الباحث ما سيستخدمه من برامج حاسوبية،

وكذلك المُعادلات الإحصائية التي سيعتمد عليها لاختبار فرضيات الدِّراسة.

ما حجم خطة البحث العلمي؟

يتراوح حجم خطة البحث العلمي (مُقترح البحث) بين أربع صفحات وستِّ صفحات،

ويتوقَّف ذلك على شروط جهات الدِّراسة، وما تتطلَّبه من عناصر أساسيَّة في الخطة.

وفي نهاية طرحنا حول ( طريقة عمل خطة البحث العلمي )؛ ندعو الله أن يُدبِّر لنا أمورنا، ويُحسن خاتمتنا، إنَّه على كل شيءٍ قدير، اللَّهُمَّ صَلِّ على سيِّدنا مُحمَّدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسَلِّم.

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments