صعوبات المنهج المقارن

صعوبات المنهج المقارن

المقصود من المنهج المقارن الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسة موضوع ما للوصول إلى قانون عام أو مذهب جامع، وهو فن ترتيب الأفكار ترتيباً دقيقاً بما يؤدي إلى كشف حقيقة معينة، وقد تعددت المناهج التي يستخدمها الباحث فمنها المنهج التاريخي الذي يفسّر الوقائع التاريخية ويحدد أسبابها الحقيقية ومنها المنهج الوصفي الذي يدرس الظاهرة بجميع خصائصها وأبعادها ومنها المنهج المقارن الذي يقارن بين ظاهرتين أو قانونين ليبين أوجه الشبه والاختلاف بينهما، وسنتحدث في هذا البحث عن المنهج المقارن ونبين تعريف المنهجية وسنعرج على تعريف المنهج المقارن وأساس المقارنة وأيضاً سنتحدث عن شروط المقارنة وأنواعها وسنتحدث عن مراحل المقارنة وعلاقة المنهج المقارن بكل من علم الاجتماع والسياسة والقانون.

كيف نشأ المنهج المقارن؟

يعتبر المنهج المقارن منهجاً حديث النشأة، إلا أنه في ذات الوقت منهج قديم، لأنه قد اُستخدم على يد أرسطو وأفلاطون كأسلوب للحوار والنقاش، كما تمّ استخدامه في الموضوعات ذات الطابع العام والمسائل الجزئية التي تتطلب الدراسة والتدقيق، لذا يمكن القول أنّ المنهج المقارن هو ذلك المنهج الذي يقوم بعملية التناظر أو التقابل ما بين الأشباه والنظائر ومن ثم المقارنة بين الخصائص التي تتسم بها.

ما هو مفهوم المنهج المقارن؟

يدل المنهج المقارن على شكل من أشكال التجريب الذي يتم بطريقة غير مباشرة، إذ يمكن فقط من خلاله مقارنة الظواهر التي تتسم بالتجانس بين بعضها البعض، ولا يمكن من خلاله مقارنة الظواهر التي تقبل التكرار،

ويشير المنهج المقارن كذلك إلى الطريقة التي يتبعها الباحث في بيان أوجه التشابه والاختلاف بين الظواهر.

ما هي خطوات استخدام المنهج المقارن؟

للمنهج المقارن عدد من الخطوات التي يجب على الباحث اتباعها إذا أراد استخدامه في البحث العلمي، وهي على النحو التالي:

  • أن يحدد الباحث إشكالية البحث وأن يقوم بطرح التساؤلات الفرعية التي تبين أبعاد البحث، إلى جانب صياغة الفرضيات.
  • أن يحدد الباحث المصطلحات الإجرائية، على أن يقوم قبلها بتجميع البيانات الكمية، لأنّ مصطلحات الدراسة تعتبر المرحلة الأولى لتجميع الظواهر المختلفة، فالعلوم تستند إلى القاعدة التعريفية التي تكون بمثابة مرشد للباحث في عملية المقارنة.
  • أن يقوم الباحث بتحصيل البيانات والمعلومات ذات الطابع النظري والميداني عن الظاهرة، لما لها من أهمية في عملية المقارنة وفي اختبار الفرضيات التي صِيغت في الخطوة الأولى.
  • أن ينظم الباحث ويرتب ويصنف مادته العلمية بشقيها النظري والميداني، ثم يقوم بشرحها وتوضيح جوانب التشابه والاختلاف الأساسية والفرعية، للوصول إلى الوضوح والتجريد النظري.
  • أن يقوم الباحث بتدقيق النتائج العلمية، ومن ثم صياغتها والتثبت من مدى صدق الفرضيات التي حددها في الخطوة الأولى، والإجابة في النهاية عن أسئلة البحث.
  • أن يقوم الباحث بتعميم النتائج العلمية التي حصل عليها ومن ثم يضع مقترحات معتمدة على التنبؤ المستقبلي.

ما هي أبعاد المنهج المقارن؟

يقوم المنهج المقارن على المقارنة بين الظواهر المختلفة بالمكان أو الزمان أو بالأثنين معاً، وبالتالي يمكن أن نميز الأبعاد التالية لهذا المنهج:

  • بعد تاريخي (زماني): في هذا البعد تتم دراسة الظاهرة نفسها ولكن في فترتين زمانيتين مختلفتين وذلك من خلال تحليل الظاهرة في كلتا المرحلتين ثم اعتماد إحداها كنقطة معيارية يتم الرجوع اليها للمقارنة بها.
  • بعد مكاني: هنا نقارن بين الظاهرة في مكان معين وتواجدها في مكان آخر وذلك في نفس الفترة الزمنية، مثل المقارنة بين تطور معدلات الاستثمار بين بلدين خلال فترة زمنية واحدة محددة.
  • بعد زماني ومكاني: يقارن بين تواجد الظاهرة في مكان ما وزمان معين مع تواجدها في أمكنة أخرى وأزمنة أخرى متباينة، مثل مقارنة النهضة العمرانية لسكان منطقة ما في حقبة زمنية معينة مع النهضة العمرانية التي سادت في منطقة أخرى في فترة زمنية أو حقبة زمنية أخرى.

استخدام المنهج المقارن

يستخدم الباحث المنهج المقارن في بحثه دوناً عن مناهج البحث العلمي الأخرى لأنه يرغب في البحث في المحاور النظرية، ويتم تحديد ذلك من خلال:

  • تحديد الباحث للمحاور الرئيسية التي تتطلب المقارنة وتعليل سبب المقارنة، إذ تنحصر المقارنة في بيان جوانب التشابه والاختلاف وطبيعة الظروف السائدة، فضلاً عن ربط هذه المقارنة بين كافة محاور البحث.
  • لا بدّ للباحث أن يتبع هنا طريقة التحليل في المقارنة، مع استخدام طريقة التحليل الكمي إذا تطلب الأمر ذلك، فالمنهج المقارن يسلط الضوء على: ماذا يقارن…؟، ولماذا يقارن…؟، وكيف يقارن…؟

ما هي أهداف المنهج المقارن؟

من أهم أهداف المنهج المقارن ما يلي:

  • يعمل المنهج المقارن على توفير درجة عمومية عالية، واستكشاف متغيرات لم تكن معروفة من قبل.
  • يعمل المنهج المقارن على تجميع المفردات المتشابهة والمنسجمة والمتّسقة مع بعضها البعض
    وهذا شرط مهم لأي نظرية، لأنه كلما تمايزت بيانات النظرية كلما ازداد العمق بين التقسيمات، ومن ثم تظهر مواضيع وتخصصات جديدة.
  • يساعد المنهج المقارن الباحث على الحصول على التجارب التي تجنبه وتبعده عن ارتكاب الأخطاء التي ارتكبها من سبقه
    وتساعده على تقويم ثقافته الخاصة.
  • يساهم هذا المنهج في عمليتي التحليل والتفسير في المواضيع المعقدة.

ما هي أهمية المنهج المقارن؟

تبرز أهمية المنهج المقارن من خلال استخداماته في العلوم المختلفة، منها:

  • في علم الاجتماع: يستعين الباحث بالمنهج المقارن في بحثه الاجتماعي؛ لأنه يساعده على تحقيق الفرضيات بالتاريخ المقارن
    فيستطيع من خلاله دراسة المجتمعات في العديد من الأماكن والأزمان المختلفة وتفسير كيفية تغير الظاهرة نتيجة تغير ظاهرة أخرى معينة
    لذا فإن أساس منهج علم الاجتماع هو منهج للمقارنة لأنه يعتمد على الإحصاء والخطوط البيانية.
  • في العلوم السياسية: عمل المنهج المقارن بنسبة عالية على تطوير علم السياسة، حيث استخدمه (مونتسكيو)
    في تصنيفه للأنظمة (جمهورية، ملكية، دستورية، استبدادية)، واستندت مقارنته على الممارسة الحقيقية التي تُطبق داخل النظام
    وكذلك الأمر بالنسبة إلى (ميكافيللي) في تصنيفه للدول (الدولة التي يحكمها ملك واحد، الدولة الأرستقراطية، والدولة الديمقراطية).

ما هي صعوبات المنهج المقارن؟

للمنهج المقارن علاقة مع المناهج الأخرى، وعلى الرغم من أهميته وأهدافه واستخداماته، إلا أنه تتخلله بعضاً من الصعوبات، ومنها:

  • الصعوبة في بيان بعض المصطلحات الأساسية ذات الطابع العام في البحث.
  • صعوبة تحديد الوحدة الطبيعية للمقارنة.
  • صعوبة بيان السمات والخصائص التي تتسم بها الظاهرة قيد المقارنة.
  • صعوبة حصر المتغيرات الرئيسية وعدم توفر المعلومات الدقيقة التي تتسم بالدقة العلمية.
  • صعوبة تحديد الوحدات التحليلية التي تتم المقارنة بناءً عليها.
  • ربما تكون الظاهر الاجتماعية قيد المقارنة شديدة الاختلاف في المجتمعات قيد الدراسة.
  • يمكن أن تكون ظروف المقارنة صعبة وتتصف بالتعقيد.
  • يؤدي عدم وجود بعض الإحصائيات الضرورية في المقارنة، إلى جعل الأخيرة ضعيفة في حجتها ودلالتها الإحصائية.
خاتمة

في نهاية مقالنا هذا يمكن أن نستنج الأهمية الكبيرة للمنهج المقارن في البحث العلمي
فهذا المنهج يشير إلى الطريقة التي يستخدمها الباحث لإيجاد أوجه الشبه والاختلاف بين الظواهر التي تتميز عن بعضها زمانياً أو مكانياً أو زمانياً ومكانياً معاً
ووضحنا أهمية وأهداف هذا المنهج وكذلك الأبعاد التي يقوم عليها وخطوات استخدامه
وفي النهاية لخصنا أهم الصعوبات التي يواجهها الباحث عند استخدام المنهج المقارن.

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments