بحث حول الخاتمة في البحث العلمي

بحث حول الخاتمة في البحث العلمي

سنحاول من خلال مقال بحث حول الخاتمة في البحث العلمي أن نتعرف عن كل ما يخص هذا الجزء الرئيسي من أجزاء أي بحث علمي متكامل، فلا يمكن للباحث الوصول الى البحث العلمي المتكامل إلا في حال أعطى الخاتمة حقها وتعامل معها بجدية، والتزم بكافة العناصر التي يجب أن تتواجد فيها.

فالخاتمة هي بمثابة الإعلان عن نهاية كافة المراحل والخطوات المتعلقة بالدراسة العلمية، وهي جزء أساسي لا يجب صياغته بعجالة وبشكل عشوائي، بل يفترض أن تتم كتابته بالشكل المنظم والدقيق كما هو باقي أقسام البحث، وأن يلتزم الباحث فيه بمواصفات الخاتمة الجيدة، التي تعطي لمحة عامة عن المواضيع الاساسية التي تمت دراستها في البحث، وتذكّر بمضامين البحث عبر مراجعة الأفكار وسردها بشكل موجز وبسيط لكنه معبر، كما أنها قد تتضمن توصيات الباحث العلمي وأفكاره المستقبلية فيما يرتبط بمشكلة أو ظاهرة بحثه العلمي.

الخاتمة ركن أساسي في أي بحث علمي:

لن يكتمل بحث حول الخاتمة في البحث العلمي دون الاطلاع على ما هو البحث العلمي، الذي يمكن تعريفه بالدراسة العلمية التي تهدف الى الوصول للمعلومات أو الاكتشافات الجديدة في أحد التخصصات العلمية الكثيرة، أو مناقشة نظريات علمية سابقة وتعزيز نواقصها أو تأكيدها أو نفيها
عبر اتباع بعض الخطوات العلمية الاكاديمية، والالتزام بصياغة البحث العلمي بجميع عناصره بداية من العنوان الى المقدمة والاطار العام والاطار النظري وعرض الموضوع واستخدام المناهج العلمية والعينات الدراسية وأدوات الدراسة وصولاً الى نتائج دقيقة
ثمّ الى الخاتمة التي تعد ركن أساسي في البحث العلمي، والتي لن يكتمل البحث إلا بها، حيث يطّلع من خلالها القارئ على نتائج البحث وتوصيات الباحث التي تفيد في إكمال الدراسات المتعلقة بظاهرة او مشكلة البحث، مع ما يعنيه هذا الامر من إضافات مهمة للغاية للمجتمع العلمي والإنساني، ومساهمة فعالة في تطويره. 

وبذلك نرى أن جميع الأبحاث العلمية تحتاج الى خاتمة تظهر أن الدراسة قد وصلت الى نهايتها، وبأن الباحث العلمي قد أنجز الاهداف ووصل الى النتائج والحلول التي هدف الوصول اليها، ولذلك لا يمكن لهذا الباحث ان يترك الدراسة دون ان يضع لها خاتمة مناسبة، والتي يجب ان تكون خاتمة متكاملة مع ما يحتاجه ذلك من مهارة يفترض اتقانها من قبل الباحث العلمي.

فقوة البحث العلمي تكمن بقوة خاتمته، التي تظهر فهم الباحث العلمي لدراسته والتخصص العلمي التي ينتمي اليه البحث، وهي الخلاصة لكل ما ذكر بالدراسة، مما يجعلها تترك الانطباع الختامي لدى القارئ عن البحث العلمي.

بحث حول الخاتمة في البحث العلمي:

إن أي بحث حول الخاتمة في البحث العلمي، يحتاج منا التعرف على عناصر الخاتمة وطريقة كتابتها
وكيفية التأكد من أننا وصلنا الى خاتمة بحث علمي متكاملة وجيدة، تكون النهاية لبحث علمي مميز ومفيد.

عناصر الخاتمة وطريقة كتابتها:

يفتتح الباحث خاتمته عبر جملة او جمل معينة توضح للقارئ بأن الدراسة العلمية قد انتهت وباتت في فقرتها الأخيرة
وعادة ما يستخدم من اجل ذلك مجوعة من الكلمات ومنها على
سبيل المثال لا الحصر: (وبالنهاية- وفي ختام هذا البحث العلمي- وأخيراً نرى- ويمكننا أن نستنتج مما عرض في البحث..)
وغيرها من العبارات الكثيرة التي تدل على انتهاء البحث.

تتشابه الخاتمة مع المقدمة لجهة الشمولية والاختصار، ومن جهة أخرى فإن الخاتمة تحتوي عادة على جمل استنتاجية، تمثل الفكرة الرئيسية للبحث بأسلوب غير مباشر.

إن الخاتمة تتضمن الأمور التي ذكرت في الدراسة، فلا يفترض أن تتضمن أي فرضيات جديدة لم تناقش في متن الدراسة
لأنه إذا ذكر الباحث فرضيات جديدة سيضطر الى مناقشتها وهذا ما يتناقض مع الطبيعة المختصرة للخاتمة.

على الرغم من أن الباحث حر تماماً في كتابة الخاتمة وصياغتها بالشكل الذي يراه مناسباً
وأن يرتب مضمونها كما يريد، لكنه مضطر أن يلتفت الى ضرورة البقاء ضمن إطار ما تمّ دراسته في متن البحث العلمي.

 المزيد من عناصر الخاتمة وطريقة كتابتها:

يفترض أن تتضمن الخاتمة النتائج البحثية التي توصل اليها الباحث في دراسته، مع ذكره لجميع الاستنتاجات والحلول التي نجحت الدراسة في الوصول اليها.

إن الخاتمة المختصرة يجب ان تكتب بشكل شيق وجذاب وبلغة سهلة ومفهومة ومترابطة
وأن يتم التأكد من خلوها من اية أخطاء إملائية أو نحوية.

تتسم الخاتمة بمجموعة من الصفات الضرورية ومنها الإيجاز والاختصار والتفصيل، بحيث تعطي لمحة عامة عن البحث وما تضمنه من
معلومات وما وصل اليه من نتائج، مع ذكر الدراسات السابقة التي أثرت في الدراسة.

في معظم الاحيان تتضمن الخاتمة توصيات الباحث، والتي قد تأتي بقسم مستقل قبل الخاتمة، أو قد يضمها الباحث الى الخاتمة
ويذكر من خلالها الجهود التي بذلها والصعوبات التي واجهها وكيف تمكّن من تخطيها، مع اقتراحاته للباحثين الآخرين لإكمال دراسة ظاهرة
أو إشكالية البحث من المكان الذي انتهت منه هذه الدراسة
وهذا ما سيمنح الخاتمة قيمة إضافية مهمة في المجال العلمي، وسيكون خطوة أخرى في تطور العلم والمجتمع.

من الجيد أن ينهي الباحث العلمي او الطالب بحثه العلمي بإحدى الجمل القوية، او الجمل التي تحمل طابع ديني او طابع تربوي
ومنها على سبيل المثال لا الحصر (وبالنهاية نأمل أن نكون قد وفقنا في تقديم…)

وفي فقرتنا الأخيرة من بحث حول الخاتمة في البحث العلمي، سنحاول أن نتعرف على أهم سمات الخاتمة الجيدة للبحث العلمي:

سمات الخاتمة الجيدة في البحث العلمي:

• إن الاختصار هو الشرط الأساسي للوصول الى خاتمة بحث علمي مقبولة، بحيث يتحدث الباحث بإيجاز عن الموضوعات
  والمعلومات الرئيسية التي تمت دراستها في البحث العلمي، وما ذكر من عناصر أساسية بالبحث.
• إن نوعية البحث تؤثر على حجم الخاتمة الطبيعي، وإن تجاوز هذا الحجم الطبيعي ينقص من قيم الدراسة العلمية وهو امر لا يجب على الباحث القيام به.
• الترابط والتسلسل والانسجام والتناسق واللغة المفهومة والسليمة، هي شرط أساسي للوصول الى خاتمة جيدة تمنح البحث العلمي قيمة إضافية.
• على الباحث ان ينوه الى المجهودات التي بذلها في دراسته، وأن يعطي صورة على الصعوبات التي واجهها وكيفية تجاوزها والتغلب عليها، فهذا الامر قد يشكّل فائدة كبيرة للباحثين الآخرين الذين يستفيدون من خبرات بعضهم البعض، وهو ما سيساهم بتطور العلوم من مختلف الاختصاصات.
• إن توصيات الباحث هي أمر ضروري لا بدّ منه في البحث العلمي، والتي يمكن أن تكون (كما ذكرنا سابقاً) في قسم منفرد قبل الخاتمة
  وقد يضمها الباحث الى خاتمته وهو ما يحصل في معظم الأبحاث العلمية.
• من الجيد تقديم الشكر لكل من ساهم بإنجاز هذه الدراسة العلمية وإنجاحها، ومنهم على سبيل المثال الاستاذ المشرف على البحث
  أو اللجنة الفاحصة أو عينة الدراسة التي ساهمت بمنح الباحث معلوماته البحثية.

وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم الخاتمة وعلى انها ركن أساسي في أي بحث علمي، كما تعرفنا على عناصر الخاتمة وطريقة كتابتها بالشكل الأمثل
بالإضافة الى إلقاء الضوء على سمات الخاتمة الجيدة في البحث العلمي
آملين أن نكون قد وفقنا في تقديم المعلومات التي تحتاجون اليها من خلال مقالنا بحث حول الخاتمة في البحث العلمي.

اقرأ ايضا

مقدمة حول البحث العلمي

خطوات ومراحل البحث العلمي

خصائص المشكلة في البحث العلمي

كيفية عمل بحث مدرسي بطريقة سهلة