المنهج التاريخي عند لانسون

المنهج التاريخي عند لانسون

كان للكاتب والمؤرخ لانسون دور كبير وهام في مجال النقد الأدبي، والنهج التاريخي، حيث اعتمد أثناء أبحاثه على عاملين اثنين أساسين، الأول يتعلق بالمعلومة التاريخية، والثاني يتعلق برأي القارئ الخاص وذوقه، وهذا ما ميز لانسون عن غيره من كتاب وهذا ما أًخذ يدرس في أهم جامعات فرنسا والعالم.

مفهوم المنهج التاريخي

– يعتبر المنهج التاريخ أحد أهم المناهج العلمية التي يتعبه الكثير من الباحثين عند إعداد أبحاثهم العلمية، سواء أكانت في الفلسفة أو التاريخ أو علم الاجتماع أو حتى العلوم الطبيعية من فيزياء وكيمياء وغير ذلك.
– يعتمد هذا المنهج على العودة إلى تاريخ وماضي الظواهر والأحداث المراد دراستها، حيث يقوم الباحث بجمع معلوماته من خلال البحث في مختلف المراجع العلمية.
– يتطلب هذا المنهج من الباحث الكثير من المعلومات والبيانات حتى يصل إلى أصدقها والتي على أساسها يصل إلى الحقيقة التي سيبني عليها دراسته وتحليلاته.
– إن دراسة التاريخ تمنح للباحثين قدرة على فهم الواقع وتحليله وتفسيره، واكتشاف أسباب ظهور الكثير من الظواهر ووضع حلول لكثير من المشاكل، إضافة لوضع التنبؤات المستقبلية.

أهمية المنهج التاريخي

للمنهج التاريخي أهمية كبيرة تكمن في عدة نقاط وأبرزها:
1- يستطيع الباحث من خلال المنهج التاريخي تفسير وتحليل الحاضر من خلال العودة إلى تاريخ الظواهر ومنشأها.
2- كما يستطيع الباحث وضع الكثير من التوقعات والتنبؤات المستقبلية من خلال ما تم اطلاعه على تاريخ الأحداث وإسقاطها على الحاضر.
3- كما كان للمنهج التاريخي دور كبير في تطوير أدوات البحث بحيث تمكن الباحث من العودة إلى الكثير من المراجع والوثائق التاريخية القديمة.
4- كما تكمن أهمية المنهج التاريخي بتطوير معارف الباحث وتوسيعها، من خلال قراءته الكثيرة واطلاعاته المتنوعة.
5- كما استطاع الباحث من خلال اعتماده على المنهج التاريخي التأكد من صحة الكثير من الحقائق، والوصول إلى الكثير من النتائج الهامة.

من هو غوستاف لانسون؟

– يعتبر جوستاف لانسون أحد أهم المؤرخين والنقاد الفرنسيين، حيث كان من المدرسين الأوائل في جامعة السوربون.
– كان للانسون دور كبير في مجال النقد الأدبي كما يعتبر من أول مؤسسين المنهج التاريخي لدرجة أنه أطلق في فرنسا على المنهج باسم “لانسوية”.
– أصدر لانسون الكثير من الكتب والمقالات العلمية الهامة ويعد كتاب “منهج تاريخ الأدب” من أهم وأِشهر أعماله نظرا لما تميز به هذا الكتاب من جمال وابداع منقطع النظير.

المنهج التاريخي عند لانسون

– انطلق لانسون في أبحاثه ابتداء من منطلق أن “الأدب جزء لا يتجزأ من الحضارة” وهنا سنميز بين قضيتين هامتين ألا وهما المنهج بغرض النقد، والمنهج بغرض التوثيق.
– كما لا يكتفي المنهج التاريخي عند لانسون بالنقد المؤثر ويقصد بالنقد المؤثر أي الأثر الذي يهدف الكاتب لتركه عند القراء.
– حيث يشمل المنهج التاريخي عند لانسون على الكثير من العمليات التي تبنى على التركيب وعلى العلمانية وعلى الانطباعات المأخوذة.
– حيث كان للانسون رؤية مختلفة من خلال ترك وثائق يخلدها التاريخ مهما كثر عددها، وذلك نظرا كون الناقد لن يذكر أثناء وصفه لأثر الكتاب في القارئ الأحكام التاريخية وأثارها.
– أما بالنسبة للنقد من النوع التقديري والذي يقصد به إظهار ما تركه الكتاب من أثار على عينة معينة من الناس، فكان لمنهج لانسون طلب وحيد ألا تأخذ نوعية النقد هذه أي صفة تاريخية.

تحديات المنهج التاريخي عند لانسون

هناك عدة صعوبات وتحديات للمنهج التاريخي عند لانسون والتي هي:
1- عند قراءة الكتب الأدبية من قبل المؤلف هناك صعوبة كبيرة في عزل الاستجابة الذاتية وحرية الخيال لديه، فهو سيتذوق الأدب ويشعر به، وبنفس الوقت لا يمكنه الاحتفاظ بهذه المشاعر المتولدة لديه.
2- والصعوبة الثانية تكمن في كون عدم القدرة على معرفة أصالة الكثير من الحالات الفردية، فلا يجوز الاكتفاء بعدد من الأشخاص مهما تميزوا بدرجات عالية من الجمال والعظمة.
3- أما التحدي الثالث هو الطريقين المختلفين الذين يقف أمامهم الباحث، والذي هما:
أ- الطريق الأول هو استنباط العبقرية بشكل حر ومستقل مع الأخذ بعين الاعتبار بعض من الجوانب الاجتماعية لإحدى الحقب الزمنية.
ب- الطريق الثاني هو الطريق الذي يعتبر المؤلف والكاتب الأدبي ما هو إلا نتاج مميز نابع من البيئة التي ينتمي لها ونتاجا لها.

الأسئلة التي يتطلبها المنهج التاريخي عند لانسون عند دراسة نص

سنذكر فيما يلي الأسئلة التي يفترض لانسون ضرورية طرحها على النصوص.
1- هل النص المدروس مذكور باسم مؤلفه الأساسي أم الاسم المذكور منسوب ومنتحل؟
2- هل يوجد نقص في النص أم أنه كامل؟
3- هل تعرض النص لأي تغير أو تعديل؟
4- في أي تاريخ تم كتابة هذا النص وإعداده؟
5- ما هي الإجراءات التي قام المؤلف بتعديلها على النص ما بين النسخة الأولى له والنسخة الأخيرة؟
6- هل ظهر تطور النص بين النسخة الأولى والأخيرة من حيث الأفكار؟
7- هل يوجد للنص مسودات؟ وإن وجدت هذه المسودات ما هي دلالتها الفكرية والذهنية؟
8- كما يجب أن يتم تقييم وتحديد المستوى الحرفي للنص، والذي يقصد به تقييم الألفاظ والمفردات المستخدمة من قبل المؤلف، ومن المهم ذكره أن من الممكن الاعتماد هنا على بعض العلوم الأخرى.
9- ثم يتم وضع التقييم الأدبي لنص المؤلف، ويقصد بالتقييم الأدبي التقييم من الناحية الأدبية والأخلاقية والنفسية والعاطفية والدينية لاستنتاج الأبعاد العميقة التي لا تكون واضحة ومعلنة.
10- التعرف على شخصية المؤلف وتكوينه.
11- المسيرة المهنية للمؤلف ونجاحه ومدى تأثيره عليه.

قوانين المنهج التاريخي عند لانسون:

1- قانون تلاحم الأدب بالحياة.
2- قانون التأثيرات الأجنبية.
3- قانون تشكل الأنواع الأدبية.
4- قانون تلاحم الأشكال.
5- قانون الأعمال الخالدة.
6- قانون أثر المؤلف في الجمهور.

أهم أدوات جمع المعلومات في المنهج التاريخي:

1- اعتماد الباحث على الوسائل الحديثة التكنولوجية في تحليل المعلومة والتحقق من مصداقيتها.
2- كما يجب أن يتمتع الباحث بملاحظة دقيقة عند عودته لأي مادة تاريخية.
3- على الباحث توجيه البحث ضمن اتجاه علمي محدد حيث يضع فرضياته وتساؤلاته في بداية البحث.
4- يجب الأخذ بعين الاعتبار جميع الاعتبارات التي تتعلق بالأحداث التاريخية.
5- كما يجب الاعتماد على الدقة والترتيب أثناء كتابة الحقائق العلمية التاريخية.
6- كما يجب إظهار العلاقات ما بين الأحداث التاريخية.

نستنتج مما سبق:

– برز لانسون في المنهج التاريخي من خلال ما وضعه من قواعد ومبادئ وقوانين نظمت عمل المؤرخين أثناء بحثهم ودراساتهم التاريخية.
– كما نظم لانسون عملية نقد النصوص من خلال طرح عدة أسئلة تكشف حقائق النص الخارجية والدفينة.

المراجع:

موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الأكاديمية
مقالة المنهج التاريخي
https://mobt3ath.com

موقع مبتعث للدراسات والاستشارات الأكاديمية
مقالة المنهج التاريخي في البحث العلمي
https://mobt3ath.com

موقع master-theses
مقالة منهج التاريخي عند لانسون

موقع bts-academy
مقالة المنهج التاريخي وأهميته في البحث العلمي
https://www.bts-academy.com