المنهج الوصفي التتبعي ومزاياه
- أكتوبر 24, 2019
- البحث العلمي, مناهج البحث العلمي
منهج دراسات التطور والنمو ( المنهج الوصفي التتبعي )
ففي القدم استخدم المنهج الوصفي على اعتبار أنه مجرد توضيح للهيئة الظاهرية للمشكلات، دون التعمق فيما هو أكثر من ذلك، وبالطبع لم يكن ذلك ليحقق نجاحًا في التوصل لنتائج بحثية إيجابية، ومن هذا المنطلق تفرع المنهج الوصفي إلى فروع عدة.
واختلف علماء المنهجية فيما هو مندرج أسفل المنهج الوصفي من شعب،
غير أن الغالبية أشاروا إلى التصنيفات الأساسية للمنهج الوصفي تتمثل في: المنهج المسحي، ومنهج دراسة العلاقات التبادلية، ومنهج دراسات التطور والنمو،
وسنتناول الأخير بالفحص والشرح من خلال فقرات موضوعنا.
ما مفهوم منهج دراسات التطور والنمو؟
منهج دراسة التطور والنمو (المنهج الوصفي التتبعي) يتناول دراسة نمو وتطور الإنسان من حيث الخصائص والسلوكيات والتوجهات،
وذلك منذ مرحلة الجنينية، ثم الطفولة، مرورًا بفترة المراهقة، ثم الشباب، ثم الشيخوخة،
كما يمكن استخدامه للتنبؤ بحالة ظواهر غير إنسانية في المستقبل.
ما أهمية منهج دراسات التطور والنمو؟
تتجلى أهمية منهج دراسات التطور والنمو أو المنهج الوصفي التتبعي فيما يلي:
- دراسة العلاقة بين الإنسان وتأثير البيئة الاجتماعية في تشكل الدوافع والرغبات والسلوك التي تشوب بني البشر في مراحلهم العمرية المختلفة.
- يسهم منهج دراسات التطور والنمو في تصميم وتطوير المناهج الدراسية وفقًا لطبيعة المراحل العمرية للطلاب، وإمكانياتهم الذهنية.
- يساعد منهج دراسات التطور والنمو في معرفة تأثير العوامل الوراثية على توجهات الإنسان.
- التَّعرُّف على طبيعة المرحلة السنية التي يمر بها الإنسان، وطريقة التعامل مع تلك الوضعية،
ويلزم ذلك الأبوين، والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، وفئات أخرى لها صلة بذلك،
بهدف اتخاذ التدابير المناسبة، وتلافي السلبيات الإنسانية، من خلال استخدام الطرق العلمية السليمة.
- التَّعرُّف على طبيعة العلاقة بين المتغيرات التي تحكم السلوك الإنساني،
سواء أكانت العلاقة سلبية أو إيجابية، وتحديد نسبة العلاقة على وجه الدقة.
- تساعد النتائج التي يتم الحصول عليها من دراسة الإشكاليات السلوكية أو التربوية وفقًا لمنهج دراسات التطور والنمو في وضع الخطط من جانب التربويين، وتحسين البيئة التعليمية.
ما طرق استخدام المنهج الوصفي التتبعي ؟
تنصب البحوث المستخدم فيها منهج دراسات التطور والنمو ( المنهج الوصفي التتبعي ) على دراسة تطور الظواهر الإنسانية على مدار زمني معين،
وبالتالي تخرج من حيز التوصيف الساكن، بمعنى أن هناك ديناميكية وحركة عبر فترات متتابعة،
وجدير بالذكر أمكانية استخدام ذلك المنهج في بعض من العلوم الأخرى، فيمكن أن يتابع محللو الاقتصاد نسب التضخم في مراحل متتابعة،
وكذلك يمكن للمحلل المالي أن يتابع معدلات السيولة والربحية بالنسبة لشركة أو مؤسسة.
دراسات النمو
يدرس الباحث في تلك النوعية من البحوث المرتبطة بمنهج دراسة التطور والنمو سلوكًا إنسانيًّا أو مظهرًا أو خصائص معينة خلال فترات زمنية متتابعة،
مثل دراسة نمو حركة الإنسان منذ الولادة، وحتى فترة الطفولة المتأخرة، أو سن المراهقة،
وبالمثل دراسة وعي الإنسان الفكري، وطريقة التحدث اللغوي… إلخ، وهناك طريقتان أساسيتان في ذلك:
الطريقة الطولية
وفي تلك الطريقة يقوم الباحث بتحديد عيِّنة الدراسة في سن معينة، ومن ثم متابعة الظاهرة موضع الدراسة في سنوات متتالية،
فعلى سبيل المثال في حالة دراسة حركة الأطفال من سن سنة حتى أربع سنوات، يقوم الباحث باختيار عيِّنة كافية للدراسة على حسب رؤيته،
ثم يقوم بتسجيل هيئة الحركة والملاحظات كل سنة حتى سن أربع سنوات، ثم يقوم بوضع النتائج في النهاية،
وتتسم تلك الطريقة بالدقة البالغة، وقدرة الباحث على دراسة أكثر من ظاهرة في الوقت نفسه،
غير أنه يعاب عليها تتطلبها لتكلفة مادية كبيرة، ووقت ممتد، وإمكانية تعرض الأطفال لعوامل خارجية تؤثر على الحركة، وبما ينتج عنه سلبيات في نتائج البحث.
الطريقة العرضية
وتلك الطريقة من طرق منهج دراسات التطور والنمو (المنهج التتبعي) موفرة للوقت والجهد والتكلفة على عكس الطريقة الطولية،
حيث يختار الباحث عيِّنة بطريقة طبقية بمعنى في حالة دراسة حركة الأطفال من عامهم الأول، حتى الرابع،
يقوم الباحث باختيار عيِّنة، ولنفترض 40 طفلًا، وفي ذلك يختار عشرة أطفال في سن عام،
وعشرة أطفال في سن عامين، وعشرة أطفال في سن ثلاثة أعوام، وعشرة أطفال في سن أربعة أعوام،
ومن ثم يدرس طبيعة الحركة لكل فئة عمرية، ويستخرج النتائج.
دراســات الاتجاهات
تُعَدُّ دراسات الاتجاهات في اتجاه زمني تصاعدي من بين ما يشمله استخدام منهج دراسات التطور والنمو (منهج علم النفس التنموي)،
والهدف من ذلك هو التنبؤ المستقبلي بحالة أو خصائص معينة، وتلك البحوث محل لاهتمام التربيين والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين،
وعلى سبيل المثال في حالة رغبة الباحث بتخمين أسعار وسائل النقل والمواصلات العامة في دولة ما،
فيمكن دراسة الأسعار في خمس سنوات ماضية، والتَّعرُّف على معدلات الزيادة في كل سنة، ومن ثم القدرة على توقع أسعار المستقبل،
وكذلك يمكن تخمين إعداد خريجي الجامعات في المستقبل بناءً على دراسة الأرقام في الفترات الماضية،
غير أن تلك التوقعات قد لا تصدق، ويمكن اعتبارها مجرد مؤشرات؛ نظرًا لوجود عوامل مستقبلية قد تؤثر على دقة تلك الأرقام.
ما أوجه الاختلاف بين منهج دراسات التطور والنمو والمنهج التجريبي؟
يتعامل منهج دراسات التطوير والنمو مع المتغيرات كما هي، ويمكن عن طريق ذلك التَّعرُّف على تأثير المتغيرات المستقلة بالبحث على المتغيرات التابعة،
أما المنهج التجريبي فيمكن أن يتدخل الباحث في تغيير أو تثبيت أو عزل العوامل التي تؤثر في المتغيرات، وذلك من خلال إجراء التجارب المعملية وغير المعملية.
ما أوجه الاختلاف بين منهج دراسات التطور والنمو والمنهج التاريخي؟
يختلف منهج دراسات التطور والنمو عن المنهج التاريخي في كون منهج دراسات الطور والنمو يتعامل مع مشاكل حاضرة أو معاصرة،
وتمتد جذورها إلى فترات زمنية قريبة، ويمكن أن يتعدى الباحث ذلك ويتتبع المشكلة في المستقبل،
أما المنهج التاريخي فيتعامل مع إشكاليات وعناصر لها جذور تاريخية ممتدة، وقد تكون قد انتهت، ولا تمس الوقت الحاضر بشيء.
ما مزايا وعيوب منهج دراسات التطور والنمو؟
يُعَدُّ منهج دراسات التطور والنمو (المنهج التتبعي) بين فروع المنهج الوصفي، لذا نجده يتسم بالإجراءات المحددة، والتي يمكن من خلالها إجراء دراسات بحثية تسفر عن نتائج إيجابية،
غير أنه يُعاب عليه إمكانية تدخل الباحث في بعض الأحيان، وتحيزه لوجهة نظر معينة،
بالإضافة إلى تتطلبه تكلفة كبيرة، وجهدًا مضاعفًا في بعض من طرق تنفيذه مثل الطريقة الطولية، والتي تحتاج أيضًا إلى فترة زمنية طويلة.
اقرأ أيضاً:
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة