المنهج المقارن والمنهج الوصفي
عند إعداد الأبحاث العلمية يجب أن يتبع الباحث العلمي منهج علمي محدد، ويقصد بالمنهج العلمي بأنه الأسلوب أوالطريقة العلمية التي يتبعها الباحث في إعداد البحث من جمع للبيانات حتى يتم التوصل إلى النتائج، وتتعدد المناهج العلمية وعلى الباحث اختيار المنهج الأنسب لموضوع بحثه، في هذه المقالة سوف نتحدث حول كل من ” المنهج المقارن والمنهج الوصفي “.
تعريف المنهج المقارن :
▪ يعرف المنهج المقارن أنه أحد أهم المناهج العلمية، حيث يقوم هذه المنهج على عقد المقارنات المختلفة على الظواهر ليتم تحديد ما هي مواطن التشابه بينها، وما هي مواطن الاختلاف، حتى يتمكن الباحث العلمي أخيرا من كشف الحقائق الغامضة والغير واضحة .
▪ كما يعرف المنهج المقارن بأنه أداة يلجأ لها الباحث من أجل استخراج مفاهيم ومعارف جديدة من الحقائق الممنهجة، حيث يعتمد هنا الباحث على التحليل الدقيق للمعارف والأفكار المختلفة .
ما هي طرق استخدام المنهج المقارن ؟
1- طريقة الاتفاق :
وتستخدم هذه الطريقة من طرق المقارنة على أساس وجود عامل مشترك كان سبب في حدوث إحدى الظواهر، وبغير هذا العامل لا تحدث هذه الظاهرة، أي في هذه الطريقة يبحث الباحث عن نقاط التشابه، ويستبعد نقاط الاختلاف، بين موضوعين تم اختيارهم لدراسة.
ومثال على هذه الطريقة :
كوفاة مجموعة من السيدات بمرض جلدي، وكان السبب هنا أو العامل المشترك هو استخدام هولاء النساء لنفس المادة التجميلية التي أدت إلى وفاتهم .
2- طريقة الاختلاف :
وتعتبر طريقة الاختلاف عكس تماما طريقة الاتفاق، ويعتبر الباحث ستيوارت هو أول من اكتشف هذه الطريقة، و تعتمد هذه الطريقة على مبدأ ايجاد جميع الفوارق بين الموضوعين الذي يقوم الباحث بدراستهما.
فمثلا : قد يتناول الباحث موضوعين يتشاركان في نقاط عديدة، إلا أنهما يختلفان في عامل مشترك، وهذا العامل هو السبب في حدوث الاختلاف بينهما.
3- الطريقة المشتركة :
تجمع هذه الطريقة الطريقتين السابقيتن حيث يقوم الباحث العلمي معتمدا على طريقة الاتفاق في المقارنة وعنا يجد العامل المشترك، الذي نفسه يعتبر في طريقة الاختلاف اثبات على أن الظاهرة لا تحدث إلا بوجود هذا العامل .
4- طريقة التغير النسبي :
أما هذه الطريقة فيقوم مبدئها على العلاقة ما بين السبب في حدوث الظاهرة، والمسبب في ذلك، فأي تغير يطرأ على السبب سيؤثر على المسبب كنتيجة طبيعية، سواء أكان هذه التغير في حالة زيادة للمسبب أو حالة نقصان .
5- طريقة العوامل المتبقية :
أو ما تسمى بطريقة البواقي، في هذه الطريقة يقوم الباحث قد تعرف على بعض من أجزاء الظاهرة، إلا أنه من خلال هذه الأجزاء المعروفة التي بين يديه يستدل إلى باقي أجزاء الظاهرة المدروسة .
بعدما تم التعرف على طرق المقارنة، ربما نتسائل كيفية توظيف هذا المنهج عند دراسة العلوم المختلفة.
ما هي علاقة المنهح المقارن مع العلوم المتنوعة ؟
هناك علاقة قوية ما بين المنهج المقارن والعلوم الأخرى، وهذه العلاقة تكمن فيما يلي :
1- علاقة المنهج المقارن بعلم الاجتماع :
يرتبط المنهج المقارن بعلم الاجتماع ارتباط وثيق، حيث يبحث علم الاجتماع في العلاقات التي تربط بين أفراد المجتمع، وهذه العلاقات تكون ثابتة ضمن زمن ومكان محدد، ويقوم علم الاجتماع بتنظيم هذه العلاقات على شكل قوانين يخضع لها المجتمع، وبوجود المنهج المقارن يتمكن علم الاجتماع من دراسة هذه العلاقات في مختلف الأزمنة، وفي مختلف الأمكنة، ومن ثم تتم عملية المقارنة فيما بينها .
2- علاقة المنهج المقارن بعلم السياسية :
كان للمنهج دور كبير وقديم في تطوير أفكار ومفاهيم علم السياسة، وكمثال على دور المنهج المقارن ما قام به الفيسلسوف أرسطو : حيث قام بجمع القوانين لعدد كبير من الدول وإجراء المقارنات فيما بينها لتحديد ما هي النقاط المتشابة، وما هي النقاط المختلفة ما بين هذه القوانين، ومن ثم تم تطوير علم السياسة إلى أن تم تقسيم الأنظمة
وتصنيفها إلى : أنظمة ملكية – أنطمة استبدادية – أنظمة دستورية – أنظمة جمهورية.
ومثال أخر على دور المنهج المقارن بعلم السياسية أيضا ما قام به الإيطالي ميكافيلي حيث قام بتجزئة حكم الدول إلى ثلاث أجزاء : دول يحكمها ملك واحد- دول يحكمها عدة أمراء- دولة يختار الشعب من يحكمه وتسمى بالدول الديمقراطية .
3- علاقة المنهج المقارن بعلم القانون :
ولعب المنهج المقارن في علم القانون دور كبير من ناحية إجراء المقارنات ما بين القوانين المختلفة وفي الدول المختلفة.
تعريف المنهج الوصفي :
▪ يعرف المنهج المنهج الوصفي بأنه أحد أبزر وأهم المناهج العلمية، حيث يقوم هذا المنهج على الوصف حيث يصف كل من الظواهر والمشاكل البحثية وبأسلوب علمي ومنطقي حتى يتمكن الباحث أخيرا بتوصل إلى النتائج والحجج والبراهين المنطقية .
▪ كما يعرف المنهج الوصفي على أنه المنهج الذي يقوم بجمع المعلومات والبيانات الكمية حول الظواهر المختلفة والتي لها دراسات وأبحاث سابقة، من أجل تحليلها وتفسيرها بهدف الوصول إلى النتائج المرجوة أخيرا، ويستخدم المنهج الوصفي بشكل كبير في العلوم الإنسانية التي تختص دراستها وأبحاثها بسلوك الإنسان، نظرا لعدم القدرة على استخدام أدوات القياس في ذلك .
ما هي طرق المنهج الوصفي في البحث العلمي ؟
يعتمد المنهج الوصفي على عدة أساليب والتي هي :
1- المقابلة الشخصية :
وتعتبر من أهم طرق جمع البيانات والمعلومات في المنهج الوصفي، حيث يقوم الباحث بترتيب ما تم جمعه من بيانات عن طريق الدراسات السابقة للبحث
و عن طريق اطلاعه لأراء ووجهات نظر خبراء أخرين حول الموضوع المدروس، وللمقابلة أنواع :
▪ مقابلة منتظمة :
وهنا يقوم الباحث بإجراء مقابلة مع جميع أفراد العينة من المجتمع المستهدف في البحث، حيث يقوم بطرح عدة أسئلة مرتبة ومحددة أو قد تكون غير محددة
ومن ثم يقوم الباحث بجمع الأجوبة وانتقاء الأكثر موضوعية وعقلانية .
▪ مقابلة غير منتظمة :
وهنا يقوم الباحث بطرح الأسئلة الأكثر عمقا على أفراد عينة الدراسة المختارة من المجتمع المستهدف.
▪ مقابلة الجماعية :
وهنا يقوم الباحث بطرح الأسئلة على جميع المجتمع المستهدف، ويجب أن يتصف الباحث بمهارات كبيرة فيما يتعلق بإجراء بالحوار والتواصل .
2- الملاحظة : وتعتبر من طرق جمع المعلومات الهامة التي يعتمد عليها المنهج الوصفي، فمن خلال الملاحظة يقوم الباحث بدراسة موضوع البحث من جميع جوانبه وأبعاده، وللملاحظة نوعين :
▪ النوع الأول :
وتسمى الملاحظة الكمية والتي يعتمد عليها ملاحظة المعلومات القابلة للقياس .
▪ النوع الثاني :
وهو المستخدم في المنهج الوصفي، حيث يكون غير قابل للقياس، حيث يتم تسجيل المعلومات والبيانات
من خلال ملاخظة الباحث وتدوينها كما هي موجودة على أرض الواقع .
3- الوثاق :
حيث يعتمد المنهج الوصفي على الوثائق والحقائق التي قام بجمعها باحثين وخبراء سابقين، حيث تعتبر الحقائق الموجودة
في هذه الوثائق أو الموجودة في سجلات تابعة لجهات معينة، أو عن طريق التقارير والملاحظات .
نستنتج مما سبق :
لكل منهج علمي قواعد وشروط وطرق ويجب على الباحث العلمي اتباعها والالتزام بها حتى يتمكن من التوصل أخيرا إلى النتائج الدقيقية والصحيحية .
اقرأ ايضا
: للطلب أو للاستفسار قم بتواصل معنا
[email protected]