المنهج المقارن مزايا وعيوب
ومن المعروف إن إعداد الأبحاث العلمية يتطلب من الباحث الكثير من الاطلاع والدراسة حول الكثير من القضايا الهامة، ويعتبر تحديد المنهج واختياره لإجراء البحث من الإجراءات الهامة في إعداد الأبحاث، لذلك كان لابد من معرفة الباحث لأهم خصال كل مذهب، في هذه المقالة سنتحدث عن ” المنج المقارن مزايا وعيوب “.
في بداية الأمر سنعرف لك عزيزي القارئ المنهج المقارن ومن ثم سننتقل لمعرفة مزايا هذا المنهج وعيوبه .
تعريف المنهج المقارن :
▪ وانطلاقا من كلمة مقارن سنعرف المنهج المقارن الذي يقوم وبشكل أساسي على إجراء المقارنات بهدف تحديد مواطن التشابه والاختلاف، حيث يقوم الباحث بتطبيق المقارنة على المعارف أو على الظواهر أو الأدوات أو المشاكل البحثية، ليتم أخيرا التوصل إلى نتائج دقيقة وموثوقة.
قبل معرفة كل من مزايا المنهج المقارن وعيوبه سنطلعك عزيزي القارئ حول خطوات المنهج المقارن :
ما هي خطوات المنهج المقارن ؟
جميع المناهج العلمية يتنطلب إعدادها عدة خطوات والتي يجب على الباحث العلمي تطبيقها والعمل بها، وهذه الخطوات هي :
▪ الخطوة الأولى : اختيار الظاهرة المدروسة :
يجب على الباحث في البداية أن يقوم بتحديد موضوع البحث، واختيار الظاهرة التي يريد دراستها ومن ثم يقوم برسم جميع أبعاد هذه الظاهرة وتحديد جوانبها وتجزئتها، إضافة إلى ذلك يقوم الباحث بتحديد كل من زمانها ومكانها، حتى يتم أخير إجراء المقارنات عليها .
▪ الخطوة الثانية : وضع فرضيات البحث :
ويقصد بفرضيات البحث بأنها تنبؤات الباحث حول نتائج الدراسة، وتكون هذه التنبؤات مؤقتة، حيث يتم التأكد منها أثناء تنقيذ البحث، وتصاغ الفرضيات بجمل خبرية أو استقهامية .
▪ الخطوة الثالثة : التحليل والتفسير :
في هذه الخطوة يصبح الباحث على اطلاع كبير حول جميع المعلومات والبيانات التي تتعلق بالظاهرة، فيصبح قادر على وضع نظرياته ومبرهناته بعد تطبيق كافة المقارنات اللازمة، ومن ثم يضع الباحث التفسير لكل نتجية توصل لها .
▪ الخطوة الرابعة : عرض النتائج :
وتعتبر أهم خطوة حيث يعرض الباحث هنا جميع النتائج التي توصل لها بعد إنهاء عملية المقارنة، وغالبا ما تكون هذه النتائج دراسات أو مبرهات تنشر وتعمم .
وسنجيب الأن على التساؤلات حول مزايا المنهج المقارن وعيوبه :
ما هي مزايا المنهج المقارن ؟
1- يتميز المنهج المقارن في في تحليل الدراسة التي تم تطبيق المقارنة عليها إلى أجزاء، والذي بدوره يرفع من كفاءة الباحث العلمي في تحليل الظاهرة والتوصل إلى النتائج الفعالة لها .
2- للمنهج المقارن دور كبير في فهم الظواهر والدراسات المختلفة وذلك من خلال قدرته على تجزئتها وتجزئة أسبابها و حلولها والذي بدوره لعب دور كبير في تسهيل إدراكها .
3- ومن خلال قدرة المنهج المقارن على المقارنة ما بين العلاقات المختلفة يتم استنتاج العلاقات والروابط بين الظواهر البحثية .
4- ومن أهم ميزات المنهج المقارن قدرته على دراسة عينات البحث بشكل دقيق، والذي يمكنه من معرفة كل ميزاتها وجوانبها وأبعادها .
5- ويعتبر المنهج المقارن مهم جدا في إجراء التجارب حيث يعتبر بديل عن العلوم العملية والتطبيقية .
6- كما للمنهج المقارن ميزة هامة في قدرته على دراسة الظاهرة لتحديد ايجابياتها وسلبياتها والأسباب التي كانت سبب في ظهورها .
7- كما للمنهج المقارن ميزات هامة في دراسة بعض العلوم وأهمها هذه العلوم هي :
▪ المنهج المقارن وعلم الاجتماع :
يعتبر المنهج المقارن المنهج الأفضل في دراسة العلوم الاجتماعية، لقدرته على دراسة الظواهر الاجتماعية في مختلف الأزمنة والأمكنة، كما يساعد هذا المنهج في دراسة تأثير الظواهر على بعضها البعض.
▪ المنهج المقارن وعلم السياسة :
كان للمنهج المقارن دور متميز وهام في تطور وتقدر دراسة العلوم السياسية، حيث من خلال هذا المنهج تم تقسيم الأنظمة السياسية إلى ثلاثة أنظمة والتي
هي : النظام الجمهوري – النظام الملكي – النظام الاستبدادي.
▪ المنهج المقارن وعلم القانون :
يرتبط المنهج المقارن بعلاقة قوية مع علم القانون، حيث يهدف المنهج المقارن إلى دراسة القوانين في الدول المختلفة وتطبيق المقارنة عليها .
ولا يخلو هذا المنهج من وجود بعض من العيوب التي سنتعرف عليها الأن:
ما هي عيوب المنهج المقارن ؟
للمنهج المقارن عدة عيوب ويجب على الباحث معرفتها والاطلاع عليها، وهذه العيوب هي :
1- هناك صعوبة كبيرة في تحديد الأسباب للكثير من المشاكل من خلال الاعتماد على النتائج، لأن بعض النتائج قد تظهر بمحض الصدفة .
2- عند إجراء عملية المقارنات على دراسة معينة، وفي حال لم يكن هناك أي عامل مشترك فيما بينها سيؤدي ذلك صعوبة في التوصل إلى النتائج
وصعوبة في فهم الدراسات وبالأخص في حال تداخلت هذه الدراسات .
3- وبما أن المنهج المقارن يقوم بدراسة الظواهر المختلفة زمانيا، إلا أن بعض الظواهر يكون اختلافها كبير والذي سيؤثر سلبا على دقة النتائج وموثوقيتها
والذي يشكك بموثوقية عملية المقارنة أيضا.
4- كما يجد المنهج المقارن صعوية في دراسة بعض الظواهر، وبالأخص بعض الظواهر الاجتماعية وذلك بسبب صعوبة تفسيرها
وصعوبة تجريدها من العوامل المؤثرة عليها، حيث غالبا ما تكون هذه العوامل مرتبطة بعادات وتقاليد وقيود المجتمع والتي من الصعب عزلها .
المزيد من عيوب المنهج المقارن
5- عند تطبيق المنهج المقارن قد يجد الباحث صعوبة في تعميم بعض المعارف الرئيسية التي لها صفات عامة .
6- ومن الصعوبات التي يواجها المنهج المقارن والتي تعد من أهم عيوبه هي اختلاف أسباب حدوث الظواهر عند تطبيق المقارنة
ويقصد بذلك أنه قد تحدث ظاهرة لسبب معين في ظرف معين، وتحدث نفس الظاهرة لكن لسبب مختلف عن الأول وظرف مختلف أيضا .
7- يجد المنهج المقارن صعوبة في تطبيق المقارنات على الأبحاث التي تمت دراستها بالاعتماد على أكثر من منهج علمي .
8- ومن عيوب المنهج المقارن أيضا عدم قدرته لدراسة وتطبيق المقارنة على الظواهر والمشكلات التي لها أسباب مشتركة
وتشعبات متعددة التي تسبب بعدم انتظام البحث وتشتت الدراسة .
بعد توضيح مزايا المنهج المقارن وعيوبه ستطلعك عزيزي القارئ على أهم أهداف هذا المنهج :
ما هي أهداف المنهج المقارن ؟
للمنهج المقارن أهداف متعددة وسنذكر فيا يلي أهمها :
1- يهدف المنهج المقارن إلى تسهيل فهم الكثير من المؤلفات عن طريق تلخيص هذه المؤلفات وتقسيمها إلى أقسام تحوي نقاط التشابه، ونقاط الاختلاف.
2- ويهدف المنهج المقارن من خلال دراسة النصوص إلى التوصل للنتائج والتقسيرات التي تربط ما بين عناصر ومكونات النصوص الأساسية .
3- ومن أهم أهداف المنهج المقارن مساعدة الباحث في تحديد ما يناسبه من دراسات
حتى يتمكن من الابتعاد عن دراسة مواضيع لا تناسب مجاله وتخصصه العلمي أو غير ذلك
ويتم ذلك عن طريق قدرة المنهج المقارن من معرفة ميزات وسلبيات كل بحث أو دراسة .
نستنتج مما سبق :
لكل منهج مزايا وعيوب، والمهم هنا معرفة الباحث الهدف الأساسي من البحث الذي ينوي دراسته والبحث فيه، حتى يتمكن من اختيار المنهج الأنسب.
اقرأ ايضا
: للطلب أو للاستفسار قم بتواصل معنا
[email protected]
