المنهج التجريبي في البحث العلمي
- سبتمبر 4, 2023
- المدونة
إن التعمق في أهم المعلومات المرتبطة بـ المنهج التجريبي في البحث العلمي من الأمور التي لا بدّ منها لأي باحث علمي او طالب دراسات عليا، فنحت نتحدث عن أحد أهم مناهج البحث العلمي وأكثرها استخداماُ في العديد من المجالات العلمية.
وكل هذا يستلزم التعرف على مفهوم المنهج التجريبي، والاطلاع على المجالات والمواضيع التي تعتمد عليه، والإشارة الى خصائصه ومميزات استخدامه، وعيوب الاعتماد عليه، وغير ذلك من معلومات سنحاول الاطلاع عليها من خلال هذا المقال.
مفهوم المنهج التجريبي في البحث العلمي:
إن المنهج التجريبي هو احد أكثر مناهج البحث العلمي استخداماً، والذي يمكن اعتباره الأكثر تأثيراً على الحياة البشرية، لدوره الكبير في الوصول الى الكثير من الاكتشافات، وإيجاد الكثير من الحلول والاستنتاجات التي ساهمت في تطور العلوم والمجتمعات ورقي الحضارات الإنسانية.
فقد كان وما زال له دور أساسي في التطور والرقي الذي وصلت اليه البشرية، مع اعتماده على التجارب والاختبارات التي ساهمت بالوصول الى أدق وأهم النتائج التي ساعدت في الكثير من الامور، ومنها التعامل مع الظواهر الكونية المختلفة والتعرف على كيفية التعامل والتكيّف الامثل معها.
يتألف المنهج التجريبي من مراحل منتظمة ومتعددة ومتناسقة ومتسلسلة، وقد ساهم التطور العلمي عبر التاريخ في إضافة العديد من التحديثات على هذا المنهج الذي يعتبر كذلك من اقدم المناهج العلمية التي اعتمد عليها الإنسان منذ العصور القديمة.
فالإنسان القديم في العصر الحجري مثلاً اعتمد بشكل تلقائي على الأمور التجريبية، وذلك في إطار سعيه لاكتشاف البيئة التي تحيط به، وللتكيف معها والاستفادة منها بالشكل الأمثل.
وقد تطور المنهج التجريبي في البحث العلمي بشكل هائل، وبات له في عالمنا الحالي خصائص وأسس وخطوات لا بدّ من اتباعها من الباحث العلمي الذي يعتمد على هذا المنهج في دراسته البحثية.
وقد جاء الوصول لهذه الخطوات والأسس بعد الكثير والكثير من الدراسات والبحوث التي قام بها عدد كبير من الباحثين والعلماء المتخصصين في مجالات علمية متعددة.
وبذلك نجد ان المنهج التجريبي من المناهج العلمية التي يعتمدها الباحثون العلميون في سبيل الوصول الى دراسة عدد من الوقائع الخارجية، وذلك في إطار سعيه لتفسيرها والتحكم بها، وبهدف التنبؤ المستقبلي فيها، معتمداً على ادوات الدراسة العلمية وبشكل خاص الملاحظة والمشاهدة للتجارب القائمة.
تتعرض ظاهرة البحث العلمي التي تعتمد البحث التجريبي على مجموعة تفاعلات وروابط يحاول الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا مراقبتها بشكل علمي سليم، لملاحظة ما يطرأ على المتغيرات من تأثيرات.
وبالتالي يبقى الاعتماد الرئيسي على التجارب التي تراقب وتلاحظ نتائجها، وبالخصوص مع العمل على التحكم بالمتغير المستقل او المتغيرات المستقلة، ومراقبة تأثيراته على المتغير او المتغيرات التابعة.
أهم خصائص المنهج التجريبي في البحث العلمي:
للمنهج التجريبي في البحث العلمي مجموعة من الصفات والخصائص التي تميزه عن المناهج العلمية البحثية الأخرى، وهو ما سيكون له دور أساسي في اختيار الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا وفقاً لتخصص البحث العلمي وموضوعه، سواء كان المنهج المتبع هو المنهج التجريبي او غيره من مناهج علمية اخرى.
فما هي أهم خصائص المنهج التجريبي في البحث العلمي؟
- يعكس المنهج التجريبي مضمون الدراسات البحثية، ويظهر وجود العديد من الفرضيات البحثية التي يمكن للباحث العلمي أن يضعها، والتي يعمل من خلال تجارب البحث العلمي على تأكيدها او نفيها، وإيجاد الحقائق التفسيرية التي تساهم في الإجابة عليها.
- يعتمد المنهج التجريبي بشكل رئيسي على طريقة تقديم شروحات متعمقة ووافية لكل ما يتم استخدامه في المتن للدراسة العلمية، سواء كان ذلك من عينة الدراسة أو أدوات البحث العلمي.
وذلك لأن المعلومات والبيانات التي يتم جمعها من خلال هذا المنهج تتميز بمصداقيتها ودقتها، وهو من أهم الخصائص والمميزات للمنهج التجريبي في الدراسات البحثية.
- يسير البحث التجريبي وفقاً لآليات ومنهجية علمية محددة بصورة مسبقة، فإن كان الباحث العلمي يريد الحصول على البيانات والمعلومات البحثية بظل ظروف خاصة، فإن ذلك قد يخضعه لمتغيرات أو ضغوط محددة، على ان يقيس التغيرات الحاصلة بناءً على التحكم بالمتغير المستقل.
- لا يكتفي البحث التجريبي بإجراء مجموعة من التجارب وحسب، فهو كذلك يتطلب من الباحث العلمي ان يجري مجموعة من العمليات العلمية كالقيام بتفسير وتحليل كل خطوة من الخطوات العلمية في البحث العلمي.
- إن المجتمع البحثي الخاضع للتجارب البحثية في البحوث التي تعتمد على المنهج التجريبي، يحتاج الى القيام بعدد او مجموعة تجارب ترتبط بموضوع او ظاهرة البحث العلمي، وهو ما يسمح بالوصول الى البيانات والمعلومات البحثية الدقيقة التي تظهر في مختلف الظروف.
- من العناصر الرئيسية واهم خصائص المنهج التجريبي اتسامه بالمرونة، وهو ما يسمح للباحث العلمي التعديل المستقبلي في المعلومات البحثية.
خطوات المنهج التجريبي في البحث العلمي:
إن اتباع الباحث العلمي للمنهج التجريبي في دراسته يستوجب منه اتباع مجموعة من الخطوات الرئيسية التي سنطلع عليها فيما يلي:
-
الملاحظة في المنهج التجريبي:
إن الملاحظة خطوة وعنصر أساسي من عناصر المنهج التجريبي، وهو ما يستلزم من الباحث العلمي أن يلاحظ عدد من الظواهر او من الأحداث التي تحصل أثناء الاختبار، بغض النظر عن كونها أحداث وظواهر إيجابية او سلبية، والتي يعمل على رصدها والتدقيق فيها وملاحظتها بشكل دقيق.
ومن خلال ما سبق يمكن ان يتم الاطلاع على العوامل والأسباب التي قد تؤثر على تشكل الظاهرة أو الحالة، مع تحديد آليات التطور والنمو والبناء عليها.
مع محاولة القيام باختبارات على الظواهر والأحداث لمحاولة اكتشاف مواطن الضعف أو القوة أو الثغرات والقصور فيها، بهدف تعزيزها او تصحيحها، او العمل على تجنب أية مشاكل أو أخطار ناجمة عنها، وهو ما يساهم بتطور العلوم والمجتمعات.
ومن الممكن أن نجري تقسيم الاختبارات أو التجارب في المنهج التجريبي الى ثلاثة انواع فرعية هي، اختبارات حقيقية علمية، اختبارات غير مباشرة، واختبارات تعتمد على الارتجال.
وما يهمنا بشكل أساسي الاختبارات العلمية الحقيقية التي تعتبر من الاختبارات الأكاديمية الصادقة التي لا تعتمد على الملاحظات الذاتية والتي تتدخل فيها الآراء الشخصية والميول والأهواء الذاتية.
-
فرضيات البحث:
يمكن اعتبار الفرضيات العلمية من اهم خطوات المنهج التجريبي في البحث العلمي، ومن خلالها يضع الباحث العلمي توقعاته وتصوراته الاولية لما سيصل اليه من نتائج عبر بحثه التجريبي، وهو ما سيعمل على إثباته وتأكيده أو نفيه من خلال ما تصل اليه الدراسات والتجارب من نتائج.
ويعمل الباحث العلمي من خلال بناء فرضياته بشكل رئيسي على خبراته ومعارفه السابقة، وعلى ما يمتلكه من ابتكار ونظرة إبداعية لا يمتلكها الآخرون.
وأهم السمات أو الخصائص التي يفترض أن تحملها فرضيات البحث العلمي نذكر ما يلي:
- يفترض ان تكون الفرضية إحدى الافكار المبدئية التي تبنى على مبدأ عام.
- ان تبنى الفرضيات العلمية بشكل منطقي يتفق مع ما ينتج كذلك من ملاحظات.
- على الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا العمل قدر الإمكان على تبسيط الفروض قدر المستطاع.
- من اهم خصائص الفرضيات العلمية قابليتها للخضوع الى التجارب والاختبارات.
-
التنبؤ بالنتائج:
يمكن اعتبار هذه الخطوة من الخطوات الخاصة المنفردة، كما يمكن ان يتم اعتبارها خطوة من ضمن الفرضيات، وإن كانت الفرضيات مؤقتة قابلة للتأكيد والإثبات، او كانت قابلة للنفي وإثبات أنها خاطئة.
وفي العديد من الحالات فإن الباحث العلمي لن يتمكن من أن يأكد فرضياته المرتبطة بموضوع دراسته، وهو ما يجعله يتجه إلى أن يضع تنبؤات يستخدم فيها فكره الاستنتاجي.
-
القيام بالاختبار أو التجربة:
وهي الخطوة الأساس من خطوات المنهج التجريبي في البحث العلمي، وهي الخطوة التي اطلق اسم المنهج بناءً للقيام بها، وبالتالي لا يمكن تخيل بحث تجريبي دون اجراء هذه الخطوة.
والخطوات السابقة مثل وضع الفرضيات او الملاحظات ستكون لا قيمة لها إن لم يتم اختبارها والتأكد من سلامتها وصحتها، او عدم سلامتها وأنها خاطئة.
ووفقاً لهذا المنهج فإن الباحث العلمي يتوجه إلى التجريب والاختبار لمختلف الفرضيات في البحث العلمي التي جرى وضعها، وذلك ليستطيع أن يؤكدها او ان ينفيها بالدليل والبرهان، وهو ما يساهم في الوصول الى الاكتشافات والنظريات والحلول الإبداعية الجديدة.
-
تحليل النتائج التي تمّ التوصل اليها من خلال التجربة او الاختبار:
على الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا الذي اعتمد في دراسته العلمية على المنهج التجريبي للوصول الى البيانات والمعلومات والنتائج البحثية الدقيقة، أن يعمل على تحليل النتائج التي تمّ الوصول اليها من خلال التجارب والاختبارات، معتمداً على إحدى أساليب وأدوات التحليل الإحصائي المناسبة التي تسمح له التأكد من الاستنتاجات والحلول التي تمّ التوصل اليها.
- الوصول الى نتائج البحث العلمي:
إن خلاصة المنهج التجريبي تظهر من خلال وصول البحث العلمي الى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة، وهو ما يكون من خلال اجراء التحليل المنطقي للتجارب والاختبارات التي قام الباحث العلمي بإجرائها.
ونتائج الاختبارات وفقاً للفرضيات البحثية تكون خاضعة لأحد احتمالين، فهي قد تتوافق وتؤكد ما توقعه الباحث العلمي عند صياغة الفرضيات البحثية، أو قد تنفي تلك الفرضيات ولا تتوافق معها.
وهو ما يستوجب من الباحث العلمي القيام بدراسة بحثية تجريبية جديدة يبني فرضياتها بشكل سليم، او يمكن المحافظة على الاستنتاجات البحثية التي تمّ الوصول اليها حتى إن ناقضت فرضيات البحث، مع وضع الباحث العلمي تفسيرات علمية منطقية لما تمّ الوصول اليه.
وفي حال وصل الباحث العلمي الى استنتاج مهم لم يكن قد بنى له فرضية بحثية ببداية الدراسة، فإنه يحتاج الى تحقيق وتأكد من خلال دراسة خاصة، فالمنهج العلمي الاكاديمي الذي يني عليه المنهج التجريبي في البحث العلمي لا يسمح إظهار نتائج لم تبنى على فرضيات مطروحة بشكل مسبق.
وهنا من الممكن رفض الاستنتاج واعتباره خاطئاً كما يعتقد بعض الباحثين العلميين والعلماء، ولكنه في حال الحاجة إلى الاثبات فإنه يحتاج الى دراسة مستقلة جديدة تبنى فيها فرضيات بحثية خاصة.
-
عرض نتائج البحث العلمي التجريبي:
إن تحقيق الفوائد المستهدفة من البحث التجريبي تستلزم من الباحث العلمي النشر السليم للدراسة لكي تحقق الفائدة المنتظرة منها، وهو أمر لا بدّ منه لمساهمة الدراسات التجريبية في تطور المجال العلمي للبحث، او تطور المجتمعات ورقي الأمم وإيجاد الحلول للمشكلات التي تواجهها وتعاني منها.
ومن المهم أن يعمل أي عالم أو باحث علمي او طالب ساعي للتفوق والنجاح على نشر الدراسات والنتاج البحثي الاصيل والمهم، وذلك سواء عبر المشاركة في اللقاءات أو الندوات أو المؤتمرات العلمية، او من خلال المجلات العلمية المحكمة، او عبر نشر الكتاب او البحث بإحدى وسائل النشر المعتمدة التي تحقق الانتشار وفوائد النشر المختلفة.
كيف يتحقق الباحث العلمي من الفرضيات في البحث التجريبي؟
تتعدد الآليات التي يمكن للباحث العلمي او طالب الدراسات العليا القيام بها للتأكد من سلامة فرضيات البحث العلمي، وأبرز آليات التأكد من سلامة الفرضيات هي:
- على الباحث العلمي ان يلتزم بشكل كامل بالقواعد والمعايير الأكاديمية التي تسمح له التأكد من سلامة الفرضيات البحثية.
- على الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا أن لا يتجه إلى اختبار كافة فرضيات بحثه دفعة واحدة، او أن يختبر فرضيتين او أكثر بنفس الوقت، بل عليه ان يختبر كل فرضية من الفرضيات على حدة.
- على الباحث العلمي الذي يعتمد المنهج التجريبي في البحث العلمي ان لا يعمل على دراسة فرضية جديدة والعمل على إثباتها او نفيها، حتى ينتهي من دراسة الفرضية التي سبقتها وبعد تأكيدها او نفيها.
- تبقى الموضوعية والصدق والحياد من أبرز المعايير الرئيسية في جميع خطوات البحث العلمي بغض النظر عن المنهج العلمي المعتمد، وهو أمر لا بدّ منه في البحث التجريبي الذي لا يسمح للباحث العلمي فيه أن يعتمد رغباته وميوله ومصالحه الشخصية، في إضافة أدلة او بيانات، أو في إغفالها، او في تأكيد فرضيات بحثية أو في نفيها.
أبرز أساليب المنهج التجريبي في البحث العلمي:
تتعدد الأساليب والطرق التي قد يعتمدها الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا عند اعتماده على المنهج التجريبي في البحث العلمي، وأبرز هذه الأساليب هي:
- أسلوب التغيير النسبي: وهو الأسلوب الذي يتم الاعتماد عليه في حالة وجود زيادة او نقصان في العلة، وهو ما يؤدي إلى التأثير التبعي الذي يصيب المعلول.
- أسلوب الاختلاف: وهو الأسلوب الذي يستخدمه الباحث العلمي عندما يكون أمام ظاهرتين متشابهتين في جميع الأمور، ولا يوجد فيهما اختلاف إلا في أمر واحد وحسب.
- أسلوب الاتفاق: وهو الأسلوب الذي يستخدمه الباحث العلمي او طالب الدراسات العليا بالاعتماد على المقارنات بين متغيرات البحث العلمي، حيث يعمل على إبراز اوجه الاتفاق التي تقوده الى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة.
أهم إيجابيات الاعتماد على المنهج التجريبي في البحث العلمي:
تتعدد الميزات والإيجابيات التي قد تدفع الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا للاعتماد على المنهج التجريبي في دراسته البحثية، ومن أبرز هذه الإيجابيات نذكر ما يلي:
- يتسم المنهج التجريبي كما ذكرنا في فقرة سابقة بالمرونة الكبيرة في التطبيق.
- إن المنهج التجريبي يعتبر أحد اكثر مناهج البحث العلمي دقة في النتائج، حيث يمنح الدراسة نتائج دقيقة ومنطقية، وبالخصوص في حال أحسن الباحث العلمي اختيار فرضيات البحث واختبارها بالشكل السليم.
- يساعد البحث التجريبي الباحث العلمي في التحكم بالمتغيرات المستقلة في دراسته البحثية، وهو ما يمكن أن يقاس تأثيره على المتغيرات التابعة، وبالتالي الوصول الى الاستنتاجات السليمة التي قد تقبل التعميم.
- من الممكن استخدام المنهج التجريبي في العديد من التخصصات العلمية، إلا انه يظهر بشكل اكثر فعالية بالدراسات التي يحاول الباحث العلمي من خلال التجربة والاختبار تأكيد فرضيات بحثه والوصول الى اهداف دراسته.
- يسمح البحث التجريبي للباحث العلمي او طالب الدراسات العليا ان يعمل على تحديد الأسباب والمؤثرات على الفرضيات البحثية، وان يعمل على تحليل العلاقة بين النتائج وأسباب الوصول اليها من أجل الوصول الى أفكار أكثر تعمقاً.
- إن الباحث العلمي يستطيع من خلال هذا المنهج ان يدخل البيانات القبلية، وأن يعمل على إجراء التحليلات المنطقية التي تقوده الى الاستنتاجات المنطقية السليمة، مع إمكانية تعميم النتائج في العديد من الدراسات، وان يقوم بتطبيق أفكاره على حالات ومواقف مشابهة.
- تبقى البراهين والاثباتات من أبرز محددات البيانات البحثية التي يعمل الباحث العلمي على جمعها ودمجها بمتن دراسته البحثية، وهو ما يساعد على جعل معلومات البحث منطقية وسليمة وأكثر دقة.
- يبقى المنهج التجريبي من أهم المناهج البحثية التي يمكن الاعتماد عليها في دراسة ظواهر أو إشكاليات البحث العلمي التي يمكن ان تختلف نتائجها مع اختلاف الزمن.
- يعمل الباحث العلمي من خلال البحث التجريبي على التحكم بالبيانات والمعلومات التي ترتبط بالمتغيرات، والتي يمكن ان يحصل فيها على البيانات والمعلومات في حال احتاج بها الى التجارب التي يمكن ان تركز على المتغيرات والفرضيات البحثية.
- إن المنهج التجريبي يتميز بإمكانية الاختبار والتقييم بالشكل الذي يساعد على أن يقوم الباحث العلمي على إجراء مختلف عمليات التقييم الذاتي للمضمون البحثي الخاص بالدراسة العلمية.
- إن الدراسات التجريبية تعتمد في نتائجها على الاختبارات والتجارب التي تجعلها موثوقة وذات مصداقية، مما يجعلها من أبرز مصادر ومراجع البحث العلمي، التي يمكن الاقتباس منها بالدراسات والأبحاث العلمية اللاحقة.
وبالخصوص أن الدراسات التجريبية تتميز بالصدق والموضوعية، وهي من اقل أنواع البحوث او المناهج العلمية تأثراً برغبات الباحث العلمي وبميوله ومصالحه الخاصة.
أبرز عيوب الاعتماد على المنهج التجريبي في البحث العلمي:
كما أن مميزات المنهج التجريبي من العوامل الرئيسية المؤثرة على اختيار الباحث العلمي لاستخدام هذا المنهج في دراسته، فإنه ملزم بأن يأخذ بعين الاعتبار عيوب الاعتماد هذا المنهج، وان يكون لها دور في اختيار المنهج العلمي المناسب لدراسته.
ولكن ما هي أبرز عيوب الاعتماد على المنهج التجريبي في البحث العلمي؟
- إن تعميم النتائج في البحث التجريبي من الامور الصعبة والغير ممكنة في نسبة عالية من الدراسات، وذلك لن التجارب والاختبارات تتم على عينات لها صفات وخصائص خاصة من الصعب ان تعمم على عينات أخرى تتشابه معها.
- على الباحث العلمي الاهتمام بشكل كبير في الاختيار لأداة البحث العلمي بالدراسة التجريبية، لأن الاعتماد على أداة دراسية غير سليمة سيؤدي دون ادنى شك إلى معلومات وبيانات غير سليمة تؤدي الى استنتاجات وحلول غير منطقية.
- تتعدد المشكلات والظواهر الدراسية التي لا يمكن الاعتماد فيها على التجارب والاختبارات لسبب او لآخر، كمخالفتها للقوانين الوضعية، او للأديان السماوية، او لمعارضتها لأعراف وتقاليد المجتمع، وهو ما يستوجب لأسباب اخلاقية ان يبتعد الباحث العلمي عن دراسة مثل هذه الإشكاليات البحثية.
- في حال اعتمدت الدراسة التجريبية على أفراد العينة الدراسية فمن المهم ان تتجاوب هذه العينة مع الباحث العلمي، وان تتعامل بشكل جدي وبأمانة علمية، فلا يكون هناك استهتار ولا يتم تقديم إجابات ليست دقيقة، ولا يكون هناك تغيير بالسلوكيات والتصرفات لدى العينة الدراسية، لأن أي إخلال بهذه الامور سيقود الى بيانات ومعلومات غير دقيقة، والتي بدورها ستؤدي بكل تأكيد الى استنتاجات غير دقيقة إن لم تكن خاطئة بشكل كامل.
وبذلك نكون قد اطلعنا على مفهوم المنهج التجريبي في البحوث العلمية، وعلى اهم خصائص هذا المنهج الذي يعتبر من اكثر المناهج العلمية استخداماً، والذي كان له الدور الاكبر في الاكتشافات والتطور العلمي الذي وصلت إليه البشرية في عالمنا الحالي.
كما أشرنا إلى مختلف الخطوات المعتمدة في البحث التجريبي وأبرزها: الملاحظة في المنهج التجريبي، فرضيات البحث، التنبؤ بالنتائج، تحليل النتائج التي تمّ التوصل اليها من خلال التجربة او الاختبار، الوصول الى نتائج البحث العلمي، عرض نتائج البحث العلمي التجريبي.
وحاولنا توضيح كيف يتحقق الباحث العلمي من الفرضيات في البحث التجريبي، وأشرنا الى أبرز الاساليب المعتمدة في البحوث التجريبية المتنوعة.
بالإضافة إلى إلقاء الضوء بشكل موسع على أهم إيجابيات الاعتماد على المنهج التجريبي في البحث العلمي، وعلى أبرز عيوب الاعتماد على هذا المنهج، سائلين الله تعالى ان نكون قد وفقنا في تقديم كل ما هو مفيد للطلاب والباحثين العلميين الأعزاء.
المصادر:
أنواع المناهج التجريبية، 2022 ،مبتعث للدراسات والاستشارات الاكاديمية
أمثلة عن المنهج التجريبي في البحث العلمي، 2022، أكاديمية الوفاق
المنهج التجريبي في البحث العلمي، 2022 ،النخبة
أسس المنهج التجريبي، 2022 ،أكاديمية بحث
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة