الصدق والثبات والموضوعية في البحث العلمي
- فبراير 9, 2023
- المدونة
إن الصدق والثبات والموضوعية في البحث العلمي من الخصائص الأساسية التي لا يمكن نجاح الدراسة البحثية دونها.
فمن غير الممكن لأي بحث علمي أو كتابة أكاديمية أن تصل إلى نتائج منطقية سليمة في حال التخلي عن هذه الصدق والموضوعية والثبات.
تدخل هذه الخصائص بمختلف مراحل وعناصر الدراسة البحثية، ولها دور أساسي في وصول البحث العلمي إلى أهدافه، سواء كان البحث العلمي يسعى للوصول إلى اكتشافات وحلول جديدة لم يتم الوصول إليها سابقاً، أو تحقيق إضافة واضحة للتطور المجتمعي أو دعم رصيد البشرية معرفياً.
كما أن الصدق والثبات والموضوعية من الأسس في الأبحاث التي تسعى لنقد أبحاث او نظريات سابقة، سواء لنفيها أو تأكيدها أو لتعزيزها بتصحيح وتقويم نقاط ضعفها، والاستفادة من نقاط قوتها.
إن الصدق والثبات والموضوعية في البحث العلمي لها دور رئيسي في وصول الباحث العلمي إلى الدراسة التي يسعى لتحقيقها، وذلك في جميع الخطوات البحثية بشكل كامل، منذ اختياره لإشكالية أو موضوع البحث العلمي، مروراً بمختلف خطوات البحث التي تسمح بالوصول إلى النتائج التي تعتبر أكثر الخطوات حاجةً للموضوعية والثبات والصدق.
مفهوم البحث العلمي.
إن البحوث العلمية هي دراسة بحثية أكاديمية تنتمي لأحد المجالات أو التخصصات العلمية، والتي تسعى للوصول
إلى الاكتشافات الجديدة، أو لإيجاد الحلول للمشكلات والعقبات المجتمعية، أو التي تحقق أحد الأهداف البحثية التي ترتبط بالمجال العلمي للبحث.
كما أنها قد ترتبط كما ذكرنا بدراسة بحوث أو نظريات علمية سابقة، للعمل على نفيها وإثبات ما يخالفها
أو تعزيز الفجوات ونقاط الضعف التي تحتويها، أو تعزيز نقاط قوتها والاستفادة منها بالشكل الأمثل.
وبشكل عام فإن الأبحاث العلمية من أهم الوسائل التي تعتمدها البشرية في الحصول على المعلومات والبيانات والحقائق المكتشفة، ولنقلها إلى باقي الأمم والمجتمعات، وهو ما يساهم في التطور البشري بشكل عام.
وتبقى الخصائص مثل الصدق والثبات والموضوعية في البحث العلمي، من الخصائص والشروط الرئيسية>
التي لا يمكن نجاح البحث العلمي ووصوله إلى الاستنتاجات والحلول المنطقية دون الالتزام بها.
الصدق في البحث العلمي.
إن التفصيل في الصدق والثبات والموضوعية في البحث العلمي، يستلزم منا التعرف بشكل تفصيلي على كل منها، انطلاقاً من الصدق بالبحث العلمي.
إن الصدق في الأبحاث والدراسات العلمية تعني الصدق المرتبط باختبار صلاحية الرسالة أو البحث أو الورقة العلمية.
وذلك من خلال معايير معتمدة أكاديمياً تستخدم باختبار الصدق، بحيث تتوافر المصداقية بالدراسة البحثية في حال توافق البحث مع جميع المعايير التي تستخدم بالاختبار.
فالصدق من أهم معايير سلامة البحوث العلمية ووصولها إلى الاستدلالات والنتائج المنطقية التي يجب أن تحمل خصائص معينة.
فالنتائج العلمية يجب أن تكون ملائمة للدراسة، وأن تكون لها فائدة، بحيث يمكن استخدام الصدق في إثبات جميع الأدلة والقرائن
التي تكون مهمتها تأكيد النتائج والاستدلالات وتثبيتها.
أهم أنواع الصدق في البحث العلمي.
قامت الجمعية الامريكية في علم النفس بتقسيم الصدق إلى أربعة أنواع رئيسية هي: (صدق البناء، صدق المحتوى، الصدق
التلازمي، الصدق التنبؤي الذي يطلق عليه مع الصدق التلازمي مصطلح صدق المحك).
أما أنواع الصدق وفق العديد من الباحثين ومطوري الاختبارات بالمجال التربوي فهي: (الصدق المنطقي، الصدق الظاهري، الصدق
التفاضلي، منحنى التعميم، ما وراء التحليل).
العوامل المؤثرة في قياس الصدق بالبحث العلمي.
تتعدد العوامل التي تؤثر على قياس الصدق في البحث العلمي، والتي تتفاوت تأثيراتها على معايير الصدق، فما هي أهم هذه العوامل:
-
عينة البحث العلمي.
إن العينة البحثية لها دور مؤثر للغاية على النتائج والحلول في الدراسات التي تستمد البيانات والمعلومات من عينة الدراسة.
ومن ضمن هذه التأثيرات أن العينة الدراسية إذا تقاربت بالخصائص التي يتم قياسها عبر الاختبار ستضعف نتائجها، في حين أن وضوح الفروق الفردية الخاصة بالمبحوثين ستجعل نتائج الاختبار أقوى وأصدق.
-
حجم الاختبار.
إن حجم الاختبار وطوله ومقدار التفاصيل وعدد المصطلحات الموجودة فيه تؤثر على صدق الدراسة، فبشكل عام فإن زيادة
المصطلحات المرتبطة بالبحث العلمي تزيد من مصداقيته ودقته.
-
ضبط المتغيرات التجريبية.
إن معايير الصدق التجريبي مرتبطة بصدق الاختبار، وهي من المعايير المؤثرة على عدد من المتغيرات التجريبية، وهو ما قد
يتسبب بجعل معامل الصدق بالاختبار ينخفض.
ومن العوامل المؤثرة على الصدق في البحث العلمي سهولة أو صعوبة الاختبار بشكل كبير، عدم وجود رغبة من أفراد عينة
الدراسة بإجراء الاختبار، او استهتارهم به، كما أن ضعف المحتوى الخاص بالاختبار من أكثر العوامل المؤثرة على البحث العلمي.
-
معامل الثبات.
إن معامل الثبات للاختبار أو الدراسة مرتبط بشكل وثيق بمصداقيتها، فانخفاض معامل الثبات مؤشر صريح على وجود خلل
بالاختبار، ولكن ارتفاع معامل الثبات لا يعني أن صدق ودقة الاختبار حتمية ومؤكدة.
كيفية قياس الصدق في البحث العلمي.
إن قياس الصدق في البحث العلمي له عدة طرق أو أساليب يمكن الاعتماد عليها للتأكد من مدى الصدق في البحث العلمي، ومن أبرز هذه الطرق نذكر ما يلي:
-
معاملات الارتباط.
وهي من الطرق الأكثر شيوعاً في اختبار معامل الصدق في البحث العلمي، حيث يتم من خلالها الاعتماد على حساب معاملات الارتباط.
-
حساب المتوسط لمختلف أقسام الاختبار.
تعتبر هذه الطريقة أسرع من الطريقة السابقة، ولكنها في نفس الوقت أقل دقة منها، حيث يتم الاعتماد على اختبار الدلالات الإحصائية المرتبطة بالفرق بين متوسطات أقسام الاختبارات وإجراء مقارنات طرقية.
يتم تقسيم الاختبار إلى قسمين أو أكثر من قسمين، بحيث تتم مقارنة المتوسط 27% من القيم الدنيا، مع المتوسط 27% من القيم العليا.
-
الترقيم.
وهي العملية التي يتم من خلالها مقارنة لعلامات المبحوثين وفق ميزان الاختبار التجريبي، مع علامات المبحوثين وفق ميزان الاختبار حسب التوزيع التكراري.
الثبات في البحث العلمي.
بعد أن اطلعنا على الصدق من ضمن مقالنا حول الصدق والثبات والموضوعية في البحث العلمي.
لا بدّ لنا من التعرف على مفهوم الثبات في البحث العلمي، وأهم المعلومات عنه وما هي العلاقة بينه وبين الصدق.
ويمكن تعريف الثبات في البحث العلمي على أنه الخاصية التي يمكن الاعتماد عليها في تقارب
القراءات والقيم الخاصة بمعيار القياس، وذلك عند تطبيقها بشكل متكرر، كما يمكن أن نقوم بتعريف
الثبات بأنه مقدار عدم التغير عند القياس في حال تكرار الاستعمال بأوقات متعددة، ومع عينات متعددة ومختلفة.
وباختصار يعرف الثبات بإعطاء الاختبار العلمي النتيجة ذاتها عند تكراره اكثر من مرة وفق نفس الأدوات والظروف.
وبشكل عام فهناك ترابط بين الصدق والثبات والموضوعية في البحث العلمي.
فعلى سبيل المثال فإن الصدق يعني الثبات حتماً، في حين ان الثبات ليس معناه دائماً الصدق.
أنواع الثبات في البحث العلمي.
للثبات في الأبحاث العلمية العديد من الأنواع وابرزها:
-
التقارب في النتائج.
من الأمور التي تؤكد الثبات في البحث العلمي أن إعادة الاختبار وفق نفس الأدوات والظروف يمنح
استقرار في النتائج، فكلما كانت النتائج متقاربة أكثر كلما كان مدى الثبات في البحث العلمي أكبر.
-
الانسجام الداخلي.
إن الانسجام الداخلي أحد المصطلحات التي تعبر عن الدقة في أسئلة ومضمون الاختبار وهي تهتم بتتبع أحد المفاهيم المعينة.
-
ثبات المختبر الواحد.
ويكون من خلال استقرار القراءات أو النتائج للفرد المبحوث الواحد خلال فترات زمنية مختلفة، او استقرار وثبات ظاهرة معينة بشكل كبير في الاختبار.
-
ثبات المختبرين.
وتكون من خلال القيام بالاختبار عبر مختبرين مختلفين، وذلك للتأكد من ثبات إشكالية او ظاهرة علمية محددة، وبالتالي يمكن اعتبار ثبات المختبرين تعبير عن الثبات في جميع القيم.
أهمية الثبات في البحث العلمي.
إن الثبات في البحث العلمي هو الأسلوب السليم والصحيح الذي يمكن استخدامه لتوضيح مدى الصدق المرتبط بالمقياس.
كما أنه الأسلوب الأفضل لتأكيد الثبات المرتبط بالاختبار على عينة البحث العلمي، حيث يقوم الباحث العلمي بالعمل على مقارنة النتائج لأكثر من مرة ليتأكد إن كانت نتائج واحدة او متقاربة، فكلما كانت النتائج واحدة كلما كان معدل الثبات أعلى.
كيفية قياس الثبات في البحث العلمي.
إن قياس الثبات في البحث العلمي يتم من خلال عدة طرق وأساليب ومن أبرز هذه الأساليب نذكر ما يلي:
-
أسلوب إعادة الاختبار.
من أسهل وأبسط أساليب التأكد من الثبات يكون عبر إعادة الاختبار على العينة أو الظاهرة نفسها خلال فترات زمنية معينة، بحيث يتم احتساب معامل الارتباط الذي يكون مساوياً لمعامل الثبات.
-
أسلوب الصور البديلة أو الموازية او المكافأة.
يعتمد هذا الأسلوب على وجود اختبارين أو معيارين يتم من خلالهما قياس نفس المفهوم.
بحيث يتم تقديم صيغة أولى تليها صيغة ثانية لنفس المجموعة، على أن يكون بينهما فاصل زمني معين.
بحيث يكون معامل الثبات نفسه هو معامل الارتباط بين أول اختبار والصورة البديلة أو المكافأة.
-
أسلوب قسمة الاختبار إلى قسمين متساويين:
ووفق هذا الأسلوب يتم العمل على تجزئة الاختبار لقسمين أحدهما للأرقام الزوجية والآخر
للأرقام الفردية، ويعمل على احتساب معامل الارتباط بين القسمين المتساويين.
ارتباط الصدق والثبات في البحث العلمي.
إن الثبات في البحث العلمي يعتبر جزء أو جانب من جوانب الصدق في البحث العلمي، حيث
يعتبر الباحثين العلميين أن الصدق يحتوي ضمنه مفهوم الثبات.
فكلا الأمرين مرتبطان ببعضهما ارتباط وثيق، وإن كان الصدق بالبحث العلمي أكثر شمولاً وأوسع
من الثبات، فكل اختبار صادق هو الاختبار الأكثر ثباتاً.
إن الصدق والثبات يعبران على مدى قدرة الاختبار على قياس معاييره والتقارب في نتائجه، فارتباطهما مؤكد ومباشر.
الموضوعية في البحث العلمي.
إن اكتمال مقالنا حول الصدق والثبات والموضوعية في البحث العلمي، يقودنا للتعرف على الموضوعية في البحث العلمي.
إن الموضوعية في البحث العلمي تكون من خلال ابتعاد الباحث العلمي عن جميع الميول الشخصية
أو المجتمعية، وأن لا يقوم بإصدار أية أحكام أو القيام بالأعمال البحثية إلا بكل تجرد، وبشفافية كاملة.
ويعتبر البحث العلمي البعيد كل البعد عن الموضوعية بحث غير مفيد، وهو ليس من الدراسات النزيهة، ولن يحقق البحث بهذه الحالة أية أهداف أو آثار لها فوائد علمية كبيرة، وبذلك فالموضوعية تتلازم مع التجرد والحياد والشفافية.
إن الموضوعية في الأبحاث العلمية لها دور كبير يظهر من خلال الاستقلالية والتجرد عن أي تحيز أو تأثر برأيه الشخصي أو المجتمعي، وذلك في جميع الخطوات بالبحث العلمي.
وبناءً على ذلك يمكننا أن نقول بأن الباحث العلمي عندما يكون موضوعي ونزيه في مختلف الإجراءات
البحثية، يمكنه أن يصل إلى النتائج والاستنتاجات المنطقية الدقيقة السليمة بشكل أسرع وأسهل.
اقرأ ايضاً: دور الموضوعية في البحث العلمي
العوامل التي تؤثر في الموضوعية بالبحث العلمي.
تتعدد العوامل التي تؤثر في الموضوعية بالبحث العلمي، ومن أهم هذه العوامل يمكننا أن نذكر ما يلي:
-
الأخلاقيات والمعتقدات والقيم التي يحملها الباحث العلمي.
إن الباحث العلمي كأي إنسان على وجه الأرض قد يكون له معتقدات شخصية أو مجتمعية، وأن يكون لديه ميول او أهواء أو تحيزات شخصية.
ولكن الباحث العلمي في عمله البحثي ملزم بترك هذه الميول والأهواء والمعتقدات جانباً بمجرد البدء
بعمله البحثي، وان يعمل طوال رحلته البحثية بدايةً من اختيار مشكلة البحث وصولاً إلى عرض النتائج بشكل موضوعي شفاف.
ومن المفيد الإشارة إلى أن التزام الباحث العلمي أو طالب الدراسات العليا، بكل من الصدق والثبات
والموضوعية في البحث العلمي من أخلاقيات البحث التي لا بدّ من الالتزام بها.
وعدم امتلاك أخلاقيات البحث قد تدفع الطالب او الباحث العلمي إلى أن يتحيز تجاه أهوائه وميوله، وتجاه ما يحقق له منافع ومصالح خاصة.
-
مجال الدراسة البحثية.
إن المجالات العلمية مثل الهندسة أو الرياضيات أو الكيمياء أو الفيزياء، الكثير من المجالات والتخصصات العلمية تكون نتائجها دقيقة والبراهين والادلة فيها بالأرقام، وهو ما يزيد من حاجتها للموضوعية، لأن التحيز يؤدي إلى فشل الدراسة ووصولها إلى نتائج غير صحيحة.
بينما بعض المجالات العلمية كالدراسات الاجتماعية أو الإنسانية قد تتأثر إلى حد ما بميول الباحث العلمي ومعتقداته، وبالخصوص أن معظم دراساتها البحثية لا تعتمد على الأرقام وبالتالي فإنها ستتأثر في معظم الاحيان بالرغبات والمعتقدات الشخصية، وهو ما قد يكون مختلف بين باحث علمي وآخر.
-
عدم قدرة الباحث العلمي في التعامل مع عينة البحث العلمي.
من الأمور التي يمكن ارتباطها بالناحية الموضوعية والاخلاقية في الوقت نفسه، هي التعامل الموضوعي
للباحث العلمي مع أفراد عينة البحث، فالباحث العلمي من الضروري أن يتعامل بكل تواضع وصدق مع المبحوثين.
ومن المهم أن يشرح لهم دورهم وأهميته في البحث العلمي، والفائدة التي قد تحققه الدراسة لتطور
العلوم والمجتمعات، كما يجب عدم التعرض لأفراد عينة الدراسة وعدم تعريضهم لأي مخاطر أو أي احراج.
وفي حال وجود مثل هذه الاحراجات او المخاطر، فيجب أن يشرح للمبحوث ذلك ويأخذ منه موافقة كتابية
على المشاركة وتحمل المخاطر.
كما أن التعاون بشكل غير موضوعي ومتعالي مع أفراد عينة الدراسة، يؤثر على مصداقية المعلومات التي
يمنحها المبحوث للباحث، فهو قد يمنحه معلومات وبيانات غير دقيقة تؤثر على سلامة نتائج البحث العلمي.
كيفية رفع مستوى الموضوعية في البحث العلمي.
إن الاتصاف بالموضوعية أمر أساسي على أي باحث علمي أن يتحلى به، وهناك العديد من الوسائل والأمور
والصفات التي تعزز من قدرة الباحث على أن يكون موضوعياً في دراسته العلمية، وأهم هذه الأمور التي تساعد
على رفع مستوى موضوعية الباحث العلمي هي:
-
امتلاك الباحث العلمي قدرة السيطرة على الذات.
إن الباحث العلمي الجيد يسعى دائماً إلى تنمية قدراته الشخصية التي تعزز من سيطرة الباحث على
نفسه، بحيث لا يقوم بالانجرار خلف الأهواء والميول الشخصية.
ويكون ذلك عبر تمكن الباحث العلمي من السيطرة على تفكيره وعقله، وأن يبعد عنه أي أمور غير
موضوعية ممكن أن تؤثر على سلامة وجودة بحثه العلمي.
ومع اكتساب الباحث العلمي قدرة السيطرة على الذات يصبح أكثر قدرة على أن يميز بين الميول
والأهواء الشخصية، وبين الوقائع والحقائق، وبذلك يصبح الباحث قادر بشكل اكبر على التجرد من أهوائه وميوله الشخصية، وأن يتجه للحقائق والأمور المنطقية التي تسمح بالوصول لنتائج منطقية سليمة مثبتة بالبراهين والقرائن.
-
تطبيق النظريات العلمية.
إن عمل الباحث العلمي بشكل حثيث لأن يطبق الحقائق العلمية والنظريات، يساعده على الوصول
إلى الموضوعية المطلوبة في البحث العلمي.
ويكون ذلك بعد أن يتأكد ذلك الباحث من سلامة ودقة النظريات واستخدام أهمها وأكثرها ارتباطاً
بموضوع البحث، والتي تساهم بشكل أكبر في وصول البحث الحالي إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.
دور الموضوعية في مختلف خطوات البحث العلمي.
إن الموضوعية لها دور أساسي في جميع خطوات البحث العلمي، ومن أهم المراحل التي
يجب الحرص الكامل فيها على الموضوعية والحياد نذكر ما يلي:
-
الاختيار السليم للظاهرة او الموضوع البحثي.
إن الظاهرة أو المشكلة في البحث العلمي هي أساس الدراسة البحثية التي تبنى عليها جميع مراحل وعناصر البحث العلمي، وبالتالي فإن نجاح البحث العلمي يتوقف أولاً على الاختيار السليم للمشكلة البحثية، لأنها تؤثر على جميع المراحل الأخرى.
إن الموضوعية تستوجب من الباحث العلمي اختيار الإشكالية او الظاهرة البحثية الجديدة والاصيلة
الغير مستهلكة بدراسات سابقة، لأن التكرار لدراسات سابقة سيجعل من الدراسة مجرد إضاعة للجهد والوقت والمال.
كما ان الموضوعية تلزم الباحث العلمي أن يختار الإشكالية أو الظاهرة القابلة للقياس والدراسة والحل، والتي تتوافر لها مصادر المعلومات والبيانات الكافية لإثرائها وإغنائها.
مع ضرورة أن تحقق دراسة الموضوع البحثي أهمية وفائدة ملحوظة للعلوم أو المجتمعات، وأن يكون الباحث العلمي ممتلكاً للإمكانيات المهارية والمعرفية والخبرات لإجراء البحث وتحقيق أهدافه، وأن يمتلك الوقت الكافي والمال اللازم لإجراء البحث بالشكل الأمثل.
وهنا نشير إلى أن في حال وصول الباحث العلمي لأكثر من مشكلة بحثية تحمل المواصفات السابقة.
فالأفضل أن يختار الباحث العلمي المشكلة التي يميل إلى دراستها والوصول بها إلى استنتاجات وهذا لا يخالف الموضوعية.
فالباحث بهذه الحالة سيبذل كل الجهود الممكنة، وسيقضي وقت طويل بالعمل البحثي دون أي إحساس
بالملل او التعب، وبالتالي الوصول إلى استنتاجات وحلول منطقية سليمة.
-
الموضوعية باختيار البحث العلمي.
إن الباحث العلمي الذي يجمع معلومات وبيانات بحثه بشكل مباشر من عينة الدراسة، عبر إحدى الأدوات
الدراسية مثل المقابلة او الاختبار او الاستبانة على سبيل المثال.
والأمر يحتاج اختيار الاداة الدراسية بشكل موضوعي، وأن يكون التوجه للأداة التي تمنح المعلومات والبيانات
السليمة، لا أن يكون التوجه للأداة الأسرع والأسهل والأوفر مالياً، حتى إن كان لذلك تأثير على سلامة المعلومات والبيانات التي يتم جمعها.
ولكن من الضروري قبل ذلك أن يتم اختيار العينة الدراسية باعتبار الموضوعية في البحث العلمي عامل رئيسي فيها.
فعلى الباحث الابتعاد عن الميول والآراء الشخصية باختيار العينة البحثية، وأن يختار العينة التي تمثّل
بشكل كامل مجتمع البحث وتحمل جميع خصائصه، دون أي التفات لعلاقات او ميول شخصية.
لأن الاختيار الغير موضوعي للمبحوثين هو اختيار خاطئ وغير سليم، وسيعطي الباحث العلمي معلومات
وبيانات غير سليمة تؤثر على سلامة النتائج التي لن تكون قابلة للتعميم على مجتمع البحث لأن أفراد
العينة الدراسية لا يمثلونه بشكل صحيح.
-
الموضوعية في جمع بيانات ومعلومات البحث.
من المهم للغاية أن يعمل الباحث العلمي في البحوث النظرية المكتبية، على جمع البيانات من مختلف
المصادر كالأبحاث والأوراق والكتب العلمية، وغيرها من الرسائل والدراسات العلمية التي لها علاقة وثيقة بالموضوع البحثي.
وهنا على الباحث العلمي أن يعتمد على أكثر المعلومات والبيانات أهمية والتي تساهم في إثراء
وإغناء البحث العلمي، بحيث يصل البحث إلى الاستنتاجات والحلول المنطقية السليمة.
وتستلزم الموضوعية عدم تدخل الأهواء والميول الشخصية في اختيار البيانات والمعلومات، وأن لا يقوم
الباحث العلمي بحجب أية معلومة لعدم توافقها مع ميوله ورغباته ومصالحه الشخصية أو المجتمعية.
حتى وإن كانت من المعلومات الحديثة والمفيدة بإثراء البحث ووصوله الاستنتاجات المنطقية السليمة.
-
الموضوعية في مختلف خطوات البحث.
على الباحث العلمي خلال مختلف خطوات بحثه بما فيها الإطار النظري الذي يشكل القسم الأكبر
من البحث أن يلتزم بالموضوعية والحياد، وذلك من خلال عرض البيانات والمعلومات، وصياغة أهداف البحث وفرضياته أو أسئلته.
فالحياد والموضوعية من الأمور الأساسية لنجاح البحث العلمي، ووصوله إلى الاستنتاجات المنطقية السليمة.
-
الموضوعية في استنتاجات وحلول البحث العلمي.
تعتبر نتائج البحث العلمي هي جوهر الدراسة العلمية، والغاية التي يقوم الباحث العلمي بإجراء الدراسة
العلمية ليصل إليها، فمن خلال سطور متعددة يظهر نجاح البحث العلمي أو فشله.
و للوصول إلى عرض صحيح لجميع النتائج المنطقية السليمة يتم ربط النتائج بما جرى دراسته في مضمون البحث.
ويظهر البحث العلمي تحقيق النتائج جميع الأهداف التي قام بصياغتها، مع الاجابة عن جميع أسئلة
البحث العلمي بالدليل والإثباتات، أو تأكيد أو نفي الفرضيات البحثية بالبراهين والقرائن.
وتكون الموضوعية من خلال عرض الباحث العلمي جميع النتائج التي توصل إليها من خلال دراسته.
فلا يعمل على حجب نتائج وإظهار أخرى وذلك وفق مصالحه ورغباته وميوله الشخصية أو المجتمعية.
فعرض جميع النتائج المثبتة بالأدلة والبراهين كما هي، أمر ضروري حتى إن تعارضت هذه النتائج مع
ميول الباحث، أو نفت الفرضيات البحثية التي كان قد قام بصياغتها في فقرات البحث والتي أظهرت توقعاته لنتائج البحث.
علاقة الصدق والثبات والموضوعية في البحث العلمي.
إن علاقة الصدق والثبات والموضوعية في البحث العلمي هي علاقة وثيقة فلا يمكن للدراسة البحثية
الناجحة أن تستغني عن أي من هذه الأمور.
فلا صدق وثبات دون موضوعية، ولا موضوعية دون صدق وثبات، فالمعلومات الموضوعية يجب أن تكون صادقة
وثابتة وغير متحيزة، والمعلومات الصداقة تستلزم الموضوعية بنقل المعلومات والحقائق كما هي دون أي
تبديل أو زيادة معلومات أو إغفال أخرى.
ويبقى مفهوم الموضوعية متطلب أساسي لمفهوم الصدق، لأن الموضوعية تحتاج من الباحث العلمي
النقل الحقيقي الواقعي للمعلومات والحقائق والاستنتاجات، ولكن الموضوعية لا توصل حتماً إلى الصدق والثبات.
الملخص.
وبذلك نكون قد اطلعنا ممن خلال مقالنا لليوم “الصدق والثبات والموضوعية في البحث العلمي”
على كل من مفهوم الصدق في البحث العلمي وأهم المعلومات عنه، وعن مفهوم الثبات في
البحث العلمي وأبرز المعلومات المتعلقة به، وتعرفنا على العلاقة بين مفهومي الصدق والثبات في البحث العلمي.
كما عرضنا بالتفصيل لأهم المعلومات المرتبطة بمفهوم الموضوعية في البحث العلمي، مع إلقاء الضوء على
العلاقة بين مفاهيم الصدق والثبات والموضوعية في البحث العلمي، سائلين الله تعالى أن نكون قد وفقنا
في عرض كل ما هو مفيد لطلاب الدراسات العليا والباحثين العلميين الاعزاء.
المصادر:
الصدق والثبات في البحث العلمي، 2020، موضوع
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة