الترجمة الأكاديمية

الترجمة الأكاديمية

الترجمة الأكاديمية

يتطلب البحث العلمي غالباً الإلمام بالعديد من الجوانب والاستراتيجيات العلمية وطرق البحث المتنوعة للوصول إلى الحقيقة المجردة، والتي تساعد على الفهم الصحيح لقضايا الكون الواسع، والنهوض بالمجتمعات المختلفة، ومن أهم المفاهيم المُرتبطة بالبحث العلمي بشكل عام هو مصطلح الترجمة الأكاديمية، والذي يُعتبر أحد أهم الأركان الرئيسية في العلوم المختلفة، وبين طلاب البحث العلمي، حيث تكمن الحاجة الأساسية إلى مفهوم الترجمة الأكاديمية في البحث العلمي وفي تبادل العلوم المتنوعة بأنه يُعتبر أحد الأبواب الكبيرة التي تُفتح على مصراعيها أمام طلاب العلم للوصول إلى المصادر، والمراجع التي قد يحتاجونها في إعداد خطة البحث العلمي الخاص بهم.

حيث لا تقتصر المصادر والمراجع على اللغة التي يتقنها الباحث العلمي، فقد تكون المعلومة المهمة التي يريد الباحث أو الطالب الوصول إليها للإلمام بأحد أقسام البحث العلمي مكتوبةً ومدروسةً بلغة أخرى غريبة، لذا فقد تطلب السعي إلى طلب العلم والعالمية في تبادل المعلومات إلى ظهور الحاجة إلى مفهوم الترجمة الأكاديمية، وفي هذا المقال سلطنا الضوء على أهم المعلومات التي قد يحتاجها طالب العلم أو الباحث العلمي لإكمال الفهم السليم لهذا المصطلح، وللمساعدة على كتابة البحث العلمي الناجح.

خدمة الترجمة الأدبية والأكاديمية موقع Master Theses

تعريف الترجمة الأكاديمية

تُعدّ الترجمة الأكاديمية الأداة الأمثل لتبادل الأفكار والحقائق العلمية بين الشعوب التي تتكلم بلغات مختلفة، كما أنها تعتبر الجسر

الواصل بين الباحثين وطلاب العلم الذين يختلفون في اللغة، حيث تتم الترجمة الأكاديمية بمصداقية عالية، وأمانة علمية كبيرة،

وتوخي الحذر من الوقوع في الأخطاء المتنوعة لضمان النقل الصحيح للمعنى العلمي دون أي تغيير أو تحريف في المعنى الأصلي

للمعلومات المُترجمة، مما يساعد على تبادل المعلومات بشكل صحيح، ويُمكن تعريف الترجمة الأكاديمية على أنها الترجمة التي

تختص بالنصوص الأكاديمية التي تُكتب بلغات أخرى، وذلك تبعاً للقواعد والضوابط الخاصة بالأمانة العلمية.

وفي تعريف آخر للترجمة الأكاديمية، تمّ تعريفها على أنّها الترجمة الخاصة بالمستندات، والوثائق الرسمية، والأبحاث العلمية،

ورسائل الجامعات كرسائل الماجستير، والدكتوراه، والتي تتطلب دقة وإتقاناً على مستوىً رفيع في جميع المراحل الخاصة بها،

والتي تتلخص في الترجمة، والصياغة، والتدقيق، وتُعتبر الترجمة الأكاديمية إحدى الفنون الأدبية التي تحتاج إلى وجود الخبرة

الكافية للباحث أو طالب العلم، بالإضافة إلى أهمية امتلاكه للمقدرة اللغوية للوصول إلى المرادفات الصحيحة والمناسبة.

ينقسم مصطلح الترجمة الأكاديمية إلى قسمين وهما:

الترجمة:

وهي العملية التي يتمّ من خلالها التحويل اللغوي للنص المكتوب الأصلي أو كما يسمّى( بنص المصدر) من لغة محددة إلى نص

آخر بلغة أخرى مطلوبة، حيث لا تقتصر الترجمة بمفهومها على ترجمة كلمة معينة ونقلها إلى مرادفتها باللغة المطلوبة، بل

يشمل ذلك نقلاً لقواعد اللغة، ومعنى النص كاملاً، بالإضافة إلى نقل الفكر الخاص بالكاتب، وأسلوبه، وثقافته أيضاً، وتعتمد

الترجمة على الحس اللغوي، والإبداع، والقدرة على تقريب الثقافات، وتعارف الشعوب، وتبادل الخبرات، كما تعدّ الترجمة واحدةً من أقدم الفنون المعروفة لدى البشرية.

الأكاديمية:

حيث تأتي هذه الكلمة تمييزاً لنوع الترجمة، ويُمكن تعريف كلمة الأكاديمية على أنها المنهج الخاص بالبحث العلمي، والذي يسير

عليه الباحث العلمي أو طالب العلم في تخصص معيّن عن طريق اتبّاع القواعد المنهجية الموضحة، ويذكر أنّ أول من عرّف كلمة

الأكاديمية كان أفلاطون الذي أسّس المعاهد الخاصة بتدريس المواد الرياضية أو الفلسفية، وقد توسّع هذا المفهوم في وقتنا

الحالي ليشمل العديد من المجالات، والآفاق العلمية المُتعددة في الكثير من التخصصات.

خصائص الترجمة الأكاديمية الاحترافية

إنّ إحدى أهمّ متطلبات السعي وراء الوصول إلى الحقيقة العلمية، والنجاح في البحوث العلمية، والرسائل الجامعية أن تكون

الترجمة على مستوىً عالٍ من الاحترافية، والتميز، والإتقان، حيث إنّ أي خلل في هذه المفاهيم إضافةً إلى نقص الدقة العلمية

قد يؤدي إلى ظهور الضعف في البحث العلمي أو الرسائل الجامعية، لذا فإنّ للترجمة الأكاديمية الاحترافية العديد من الخصائص،

والشروط التي تمّ الاتفاق عليها، وتشكيل الهيكل العام لها؛ لتسهيل اتباع الباحثين لها بصورة سليمة،

ومنها ما يأتي:

1- أن تكون الترجمة الأكاديمية خاليةً من الأخطاء اللغوية، حيث إنّ الركاكة في استخدام اللغة في الأبحاث العلمية، والرسائل

الجامعية قد يؤدي إلى ضعف الفهم العام للبحث العلمي، وقلة ترابطه، مما يعكس سلباً على المظهر العام للبحث العلمي.

2- أن تتمّ الترجمة الأكاديمية عن طريق المختصين، وخبراء الترجمة؛ لضمان قوة وصحة الترجمة الأكاديمية.

3- أن تبتعد الترجمة الأكاديمية عن مفهوم الترجمة الحرفية للأبحاث والنصوص العلمية، حيث تعدّ الترجمة فرعاً أساسياً

من فروع علوم اللغات العالمية.

4- أن تتحلى الترجمة الأكاديمية بالموضوعية العلمية، وأن تحافظ على المعلومات في المصدر الأول.

5- إنّ من أهم النقاط المميزة للترجمة الأكاديمية الحفاظ على مدلولات، ومعاني النصوص في الأبحاث العلمية، وفي مصادرها

6- لا تقتصر الترجمة الأكاديمية الاحترافية على الترجمة للنصوص الأكاديمية، والعلمية فقط، إنما تشمل توضيح معلومات النص

الأصلي، بالإضافة إلى الاهتمام بنقل كل ما في البحث الأصلي من علامات الترقيم، وغير ذلك.

خدمة اعداد ونشر الابحاث العلمية

سمات يجب توافرها في المُترجم الأكاديمي

إنّ توافر بعض الشروط في المُترجم الأكاديمي يشكّل أحد أركان الترجمة الأكاديمية المحترفة،

وفيما يأتي بعض خصائص، وسمات المُترجم الأكاديمي:

1- أن يمتلك المُترجم المؤهل الأكاديمي، والإلمام الشامل بكافة عناصر الأبحاث المنشورة، فعلى المُترجم الأكاديمي

أن يكون مختصاً بالمجال الذي ينوي الترجمة فيه؛ للوصول إلى الاحتراف في الترجمة الأكاديمية.

2- أن يمتلك المُترجم الأكاديمي الفهم الكامل لعناصر البحث العلمي، وطرق ومراحل إعداده.

3- أن يتحلى المُترجم الأكاديمي بالحيادية، والأمانة العلمية، وعدم التحيز، حيث إنّ العمل في الترجمة العلمية يتطلب

البعد عن إضافة الآراء الشخصية، أو نقل المعلومات بزيادة أو نقصان.

4- أن يمتلك المُترجم الأكاديمي المهارات اللازمة لنقل كل ما يحتويه النص من أفكار، ومعانٍ الظاهر منها، وغير الظاهر.

5- أن يكون المُترجم الأكاديمي صبوراً، ومثابراً، حيث تتطلب الترجمة الأكاديمية للأبحاث العلمية العمل لساعات طويلة متواصلة.

6- أن يكون المُترجم الأكاديمي مُلماً بكافة القواميس، والمعاجم في اللغة المُختص بها، بالإضافة إلى اطلاعه الواسع على

القواميس العلمية؛ لتنمية القدرة على الترجمة الصحيحة، وتفسيراتها.

استخدام الترجمة الآلية في الترجمة الأكاديمية

إنّ أهمّ ما يميز الترجمة الأكاديمية الاحترافية النقل الشامل لكافة معلومات النص العلمي في المصدر الأصلي، بما يشمل روح

النص، وبنيته الثقافية العامة، والدقة في نقل طريقة عرض الكاتب للمعلومات في المصدر الأصلي، لذا فإنّ وجود العنصر البشري

الإدراكي يُساعد على تحلي الترجمة بالطابع الكبير من الفهم الصحيح للعلوم، والفنون المختلفة، بالإضافة إلى ذلك فإنّ المترجم

البشري الأكاديمي يمتلك القدرة على الإحساس بالمعاني، والمفردات وما يقابلها من مرادفات قد تساعد على الترجمة العلمية

الصحيحة للأبحاث العلمية، والرسائل الجامعية، أما الترجمة الإلكترونية أو الآلية فإنها تعدّ ترجمةً ركيكة، وغير سليمة لاستخدامها

في الترجمة الأكاديمية؛ إذ أنها تعتمد على الترجمة الحرفية النقلية للنصوص المختلفة، لذلك فإنه من الخاطئ استخدام الترجمة

الإلكترونية كبديل عن الترجمة البشرية الأكاديمية، وقد تفيد الترجمة الإلكترونية عند ترجمة الجمل القصيرة، أو الكلمات المنفردة، أو عند تعلم اللغات الأخرى.

 

اقرأ مقالات عن نشر الأبحاث العلمية:

 

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments