ضبط المتغيرات في المنهج التجريبي
الباحثون العلميون و الفلاسفة و المهتمون بمناهج البحث في العلمي بشكل عام، تتنوع آرائهم و تختلف في تصنيفهم للبحوث ومناهجها، حيث هناك من يصنف البحوث على شكل فئات وأنماط و أفكار أساسية و رئيسية بما يتوافق مع الهدف الرئيسي للبحث، و إذا كانت البحوث تأخذ اتجاه نحو الوصف ،المقارنة، أو التفسير، فالمنهج يكون المنهج الوصفي أو المقارن ، وهناك من يقدم تصنيفات للمناهج فقط دون شرح لها أو دون استخدام الأدوات وذلك حسب الإجراءات المتبعة لدراسة الظاهرة أو المشكلة البحثية ، دون مراعاة شروط البحث و أهدافه .
و يمكننا تعريف المنهج على أنه :
الإجراءات والخطوات الخاصة المتبعة ببحث معين أو ترتيب خاص بمناقشة بحث ما كالبحث بين العلاقات التي تكون قائمة
على المتغيرات في المشكلة أو الظاهرة التي يتم دراستها، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
والمناهج ليست أشياء و أفكار ثابتة ، لأنها تتغير و تتطور مع تغير و تطور العلم وأدواته وتكون قابلة للتعديل المستمر لتكون
قادرة على مواكبة مطالب العلم المتجددة، لأن التطور العلمي المتجدد لا يكون إلا بإيجاد مناهج متجددة .
حيث ظهر علم المناهج بشكل مستقل لدراسة المناهج وهو يشكل الدراسة المنطقية المنهجية المنظمة التي تخصص
المناهج أو مبادئها التي يتبعها الباحث للوصول إلى الحقائق.
و أيضاً : المنهج هو الترتيب الحقيقي للعمليات و الادوات التي يقوم من خلالها الباحثون و الفلاسفة بالكشف عن الحقيقة
و برهنتها .
و هو :الأسلوب أو الطريقة التي تكون طريق الباحث للوصول إلى حل المشكلة التي يبحث فيها.
تعدد المناهج التي تستخدم في دراسة الظواهر وهي : المنهج التجريبي ، المنهج الوصفي ، المنهج التاريخي .
طرق ضبط المتغيرات :
يحاول الباحث استخدام العديد من الطرق الفيزيقية لكي يضبط المتغيرات غير التجريبية التي تؤثر على المتغير التابع و يستخدم :
الوسائل الميكانيكية :
تستخدم للتحكم في درجة الاضاءة او التهوية او عزل الصوت او استخدام اماكن تفتح بطريقة الية مثل :الاقفاص الميكانيكية
التي استخدمها ثورندايك في الاشتراط الكلاسيكي .
الوسائل الكهربية :
استخدام تيار كهربائي متفاوت الشدة
مثل : تجارب التعلم الشرطي عند بافلوف .
الوسائل الجراحية :
الوسائل التي يستخدمها الأطباء او الفلاسفة لاستئصال بعض الاجزاء من الجسم
مثل الوسائل التي استخدمها بافلوف عند إقامة تجارب التعلم .
العقاقير :
يتم استخدامها عند الحيوانات لمعرفة أثرها على الأنسان أو على سلوك الحيوانات .
الطرق الانتقائية :
يتم استخدام الطرق الانتقائية عندما يستحيل استخدام الضبط الفيزيقي أو استخدام الطرق الغير مباشرة كالطريقة الانتقائية .
مثل انتقاء عينة واحدة من المفحوصين ، اختيار المواد المستخدمة في التجربة أو البحث أو، انتقاء مجتمع الدراسة.
ويمكن للباحثين أو الفلاسفة تحقيق التكافؤ بين المجموعات التجريبية والضابطة من خلال استخدام الطرق الاتية :
طريقة التوائم :
تستخدم هذه الطريقة للتوائم المتماثلة حيث يتم اختيار أحد التوأمين عشوائيا لوضعه في المجموعات التجريبية و التوأم الآخر في المجموعة الضابطة .
تقدم طريقة التوائم خيارات نادرة لدراسة وبحث مشكلات محددة، مثل أهمية النضج والتعلم .
ضبط المتغيرات في المنهج التجريبي
مثال على ذلك :
تجربة جيزل عندما استخدم توأمين متشابهين و متطابقين وقام بتدريب التوأم الأول على الصعود على السلم قبل حصوله على
النضج الكافي للقيام بذلك . وقام بتدريب التوأم الثاني على صعود السلم بعد وصوله الى مستوى النضج المناسب. فلاحظ ان
الزمن الذى يستغرقه التوأم الثاني أقل بكثير من الزمن الذى يستغرقه التوأم الاول ، و التوأم الثاني استغرق فترة تدريب أقل من التوأم الاول .
طريقة الازواج المتناظرة :
يعتبر من النادر الحصول على عدد كافي من التوائم للدراسات التجريبية لذلك من الغالب ما يستعين الباحثون بطريقة الأزواج المتناظرة .
حيث يقوم الباحث بتحليل لتحديد العوامل التي تؤثر في المتغير التابع .
مثال: اذا وجد ان عوامل الذكاء و العامل العمري والمستوى الاجتماعي والاقتصادي يؤثر على المتغير التابع فيجب أن يحاول
ايجاد اثنين من المفحوصين يتماثلان في هذه النواحي المتعددة و المختلفة .
طريقة المجموعات المتناظرة :
يمكن ان يكون من الصعب على الباحث إيجاد مفحوصين متناظرين ولذلك يمكن استخدام المجموعات المتناظرة ، من خلال اختيار
الباحث مجموعتين الأولى تجريبية والاخرى ضابطة ، يتوافر من خلالهما مستوى واحد من كل متغير من المتغيرات التي تؤثر في
المتغير التابع ويمكن التأكد من خلال حساب المتوسطات و الانحرافات المعيارية للمجموعتين ومقارنتهما ببعض .
مثال : الذكاء يؤثر في المتغير التابع فيجب على الباحث تقسيم المفحوصين الى مجموعتين و من ثم يجد متوسط نسب ذكاء
أفراد كل مجموعة ويقارن بينهما ويقوم بنقل بعض الافراد من احدى المجموعتين الى الاخرى لكي يتساوى بين المتوسطين .
طريقة الانتقاء العشوائي لأفراد المجموعات :
يفترض الباحث أن المجموعات التجريبية والضابطة قد تم اختيارها من مجموعات كبيرة من الافراد مثل مجتمع كبير واحد .
ويتم استخدم طرق الانتقاء العشوائي لتحقيق المساواة بين احتمالات الاختيار لكل فرد من أفراد المجتمع الكبير الأصلي .
طرق الضبط الاحصائي:
عندما يصعب على الباحث ضبط المتغيرات بالطرق الفيزيقية أو بطريقة الانتقاء العشوائي يمضي إلى عمليات الضبط الاحصائي
لتفكيك أثر المتغيرات الوسيطة وحساب التباين الذي يسببه المتغير المستقل على المتغير التابع من خلال العديد من
الأساليب مثل معامل الارتباط الجزئي و تحليل التباين .
و من خلال مقالنا نكون قد تحدثنا عن ضبط المتغيرات في المنهج التجريبي حيث تطرقنا إلى تعريف المنهج ، المنهج التجريبي ، و طرق ضبط المتغيرات .
وفقكم الله .
اقرأ أيضاً:
