دراسات في منهجية البحث التاريخي
- أغسطس 12, 2020
- البحث العلمي, مناهج البحث العلمي
دراسات في منهجية البحث التاريخي
من المهم للغاية الاطلاع على دراسات في منهجية البحث التاريخي، فالكتابة الموضوعية التاريخية من أصعب وأدق فروع المعرفة، كونها تتضمن دراسة تطور الحياة البشرية من كافة الجوانب الاجتماعية والسياسية والفكرية والاقتصادية والدينية والروحية.
علماً أن هذه الدراسة يجب أن تلاحظ معالم واتجاهات التطور على حقيقته لا كما يريده الباحث، وان تحاول إحياء التاريخ بالطريقة الحقيقية التي جرت بها الأحداث ، حتى يصل الباحث الى الحقبة التاريخية التي يريد الاعتماد عليها كي يفهم الواقع، ويعالج إحدى القضايا المعاصرة ويحاول التنبؤ بالمستقبل والتخطيط له.
وسنبدأ مقالنا دراسات في منهجية البحث التاريخي في التعرف على منهجية هذا البحث.
منهجية البحث التاريخي:
وهي تأتي كنتيجة لصحة البيانات أو المعلومات التي تتوافر عن إحدى الظواهر العملية أو الإنسانية أو الطبيعية عن
حادثة جرت في الزمن الماضي، وذلك عن طريق القراءة والتحليل والنقد والتأمل.
وقد اطلق على هذه المنهج اسم منهجية البحث التاريخي لأنه يتعلق بظاهرة حدثت في الماضي، يراجعها الباحث
ويدرسها ويصحح الحقائق حولها، بهدف الاستفادة مما جرى في الماضي بتوجيه الحاضر والتنبؤ بالمستقبل وتوجيهه،
أو كي نستفيد من فهمنا الصحيح للماضي في تطوير الحاضر.
ويتم استخدام دراسات في منهجية البحث التاريخي بالكثير من العلوم ومنها دراسات علم الآثار وعلم التاريخ البشري
والعلوم الجيولوجية، والهدف هو استنباط الحقائق التي تتعلق بكافة الظواهر والأحداث التي تتناولها وتدرسها هذه العلوم.
الطريقة العلمية في دراسات في منهجية البحث التاريخي:
هناك ضرورة للالتزام ببعض القواعد المهمة عند استخدام منهجية البحث التاريخي بالدراسة، وذلك لأن البحث
التاريخي ليس مجرد جمع لبيانات ومعلومات عن ظاهرة معينة حدثت بالماضي وحسب، بل على الباحث أن يقوم
بتطبيق أسلوب علمي في دراسته وأن يلاحظ فيها بعض المهارات والاعتبارات ومنها:
- إن المعلومات والأحداث التي قام بجمعها ليست غاية البحث التاريخي، بل هي الوسيلة التي يعتمد عليها
للوصول الى نتائج تستند على التحقيق والإثبات والتفسير.
- إن النتائج التاريخية لا يمكن عزلها عن العصر الذي حدثت فيه، والأمور التي أثرت وتأثرت بها، فهي ليست
دراسة للتجربة بحيث يقوم الباحث العلمي بإعادة تجربتها ليتأكد من صحتها، بل أن الباحث عندما يقوم ب دراسات
في منهجية البحث التاريخي يلجأ للروايات والسجلات والمشاهدات والآثار الباقية، ويقوم بنقدها بشكل دقيق داخلياً
وخارجياً، ليتأكد من صدقها وصحة ما ورد فيها.
- إن تفسير الظواهر التاريخية يتم وفق أسباب متعددة ومختلفة، ولا يمكن الاكتفاء بتفسير واحد ليكون كافياً،
أي أن الباحث التاريخي لا يستند على الظروف والأسباب لحصول الظاهرة، بل عليه أن يرتبط ويتفاعل معها ليتأكد من
حقيقتها وملائمتها للدراسة، مع ضرورة توفر الدقة والأمانة الفكرية والصدق وعدم التحيز لأي رغبات أو أهواء شخصية
أو عقائدية، فبذلك فقط يمكن ان نصل الى النتائج والأحكام.
لقد ازداد اهتمام الباحثون بالمنهج التاريخي بسبب كثرة الاختصاصات والمجالات التي يمكن أن تقوم باستخدامه،
ولأن الباحث العلمي يستطيع استخدامه مع بعض المناهج العلمية الأخرى، ومن المجالات التي تعتمد على هذا المنهج
مثلاً العلوم الدينية والعلوم القانونية والعلوم الطبية وغيرها من الاختصاصات.
ما هي خطوات دراسات في منهجية البحث التاريخي:
عند الاطلاع على دراسات في منهجية البحث التاريخي يمكن للباحث أن يلاحظ بسهولة أن خطوات هذا المنهج
تتشابه بشكل كبير مع خطوات معظم المناهج العلمية الأخرى، ولكن منهجية البحث التاريخي لا تعتمد على حصر
المعلومات أو البيانات عن طريق الاختبارات أو القياس، بل هي تبحث عن معلومات موجودة فعلاً في الماضي.
وسنتعرف وإياكم الآن على مجموعة خطوات علمية مترابطة ومتسلسلة ل دراسات في منهجية البحث التاريخي،
يفترض على الباحث أن يلتزم بها في حال استخدامه لهذا المنهج في دراسته، فما هي هذه الخطوات..؟
تحديد مشكلة البحث:
إن تحديد المشكلة التي سيناقشها البحث حسب منهجية البحث التاريخي، لا تختلف عن تحديدها في حال استخدام
أي منهج علمي آخر، فتحديد مشكلة البحث العلمي هي ذاتها في كافة الأبحاث العلمية، بغض النظر عن موضوع البحث
والمنهج المتبع فيها.
جمع البيانات والبيانات:
هناك الكثير من المصادر التي يمكن جمع البيانات والمعلومات عن طريقها، ومنها على سبيل المثال الكتب القديمة
والدساتير السابقة والصحف والوصايا والرسائل والأنظمة والصور والشواهد التاريخية والآثار والدراسات التاريخية
وغيرها من المصادر.
وتنقسم هذه المصادر التي يمكن الاعتماد عليها في منهجية البحث التاريخي الى قسمين أساسيين وهما:
المصادر الأصلية: وهي المصادر الأولية التي تكون دقيقة وقريبة من الواقع وتعكس الحقائق.
المصادر الثانوية: وهي المصادر التي تعتمد على المصادر الأصلية، ويقوم الباحث بتلخيصها ومراجعتها وتصنيفها.
النقد في دراسات في منهجية البحث التاريخي:
إن النقد هو أحد أهم المراحل في المنهج التاريخي، فالبيانات والمعلومات التي قد يتحصل الباحث العلمي عليها
ربما لا تكون دقيقة، ولذلك يلجأ الباحث الى النقد للتأكد من مدى صحة المراجع والمصادر التي حصل منها على البيانات والمعلومات.
وبقسم النقد وفق دراسات في منهجية البحث التاريخي الى نقد خارجي (نقد الأصول) ، ويقوم الباحث من خلاله
بتحديد شخصية مؤلف المصدر وهل عرف عنه الصدق بالإضافة الى الزمان والمكان الذي تمّ تدوين المصدر فيه،
للتأكد من صحة وصدق هذا المصدر، وينقسم النقد الخارجي الى قسمين هما نقد التصحيح ونقد المصدر.
أما القسم الثاني في النقد فهو النقد الداخلي (الباطني) الذي يقسم بدوره الى نقد داخلي إيجابي ونقد داخلي سلبي،
يتم من خلاله التأكد من موثوقية وعدالة وصدق مؤلف أو مصدر المعلومات وهل عرف عنه الصدق أم الكذب،
ثمّ يتم التأكد من صحة المعلومات الواردة بالمصدر وتحديد مدى صدقها ودقتها، وهل خدع المؤلف أو أخطأ أم أنه لم يخطأ ولم يخدع.
صياغة الاسئلة والفرضيات:
إن البحث التاريخي كباقي الأبحاث يتطلب صياغة اسئلة وفرضيات البحث، والتي تساعد بدورها في اتجاه الدراسة ووجهتها ،
مع توجيهها لجمع أنواع معينة من البيانات والمعلومات، وبعد قيام الباحث بفحص وتمحيص المعلومات وتدقيقها يمكنه ان
يقوم بتعديلها.
كتابة التقرير في البحث التاريخي:
وهو يتم وفق الأسس التالية التي يفترض تواجدها:
- المقدمة التي يذكر فيها مشكلة وموضوع البحث بشكل مختصر.
- المصادر والمراجع لموضوع الدراسة.
- الأسئلة والفرضيات مع أهداف البحث التاريخي.
- منهجية البحث التاريخي وذلك بهدف الإجابة على فرضيات واسئلة البحث.
- عرض الحقائق والمعلومات التاريخية مع تحليلها وتفسيرها.
وبذلك نكون قد اطلعنا على منهجية البحث التاريخي، وعلى الطريقة العلمية فيها، ثمّ عرضنا لخطوات دراسات في منهجية البحث التاريخي، آملين أن نكون قد وفقنا في عرض المعلومات التي يحتاج اليها طلابنا الأعزاء.
اقرأ أيضاً:
عن المدونة
مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم
اطلب خدمة
تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة