محتويات المقال
1 توثيق الدراسات السابقة في البحث

توثيق الدراسات السابقة في البحث

توثيق الدراسات السابقة في البحث موقع Master Theses

توثيق الدراسات السابقة في البحث يدعم من أواصره، ويُتيح للباحث معلومات مهمة في سبيل تفصيل الدراسة، وعلى سبيل المثال في حالة تطرق أحد الباحثين في تخصص العلوم السياسية إلى (إشكالية العلاقات العربية الأمريكية بعد أحداث سبتمبر (أيلول) 2001م؛ فسيجد كثيرًا من الأبحاث والكتب والمقالات والمدونات والمؤتمرات، والتي دارت رحاها حول تلك العلاقة، والتي أصبحت تتخذ منحى آخر ولها أبعاد متعددة، والباحث يرغب في تأسيس دراسة جديدة، ويمكن ذلك من خلال الاستعانة بما خلَّفه الآخرون من منتجات، وتنقيحها، والتعليق على نتائجها، واستخراج أوجه الشبه والاختلاف بين ذلك، وما دونه في البحث؛ كي يصل إلى مُبتغاه في وضع تصورات وأفكار جديدة، وفيما يلي سنوضح أطروحات محورية حول الدراسات السابقة بوجه عام، وفي آخر عناصر المقال سنوضح طريقة توثيق الدراسات السابقة في البحث مع نموذج يمكن السير عليه، ومثال بسيط. 

ما طبيعة الـــــدراسات السابقة في البحث العلمي؟

  • إشــــــــــــــــكالية مهمة: بدايةً، وقبل التطرق لطبيعة الدراسات السابقة؛ فهناك كثير من الباحثين يعتقدون أن جميع الأبحاث تتطلب دراسات سابقة،

وذلك خطأ كبير؛ فهناك بعض الأبحاث الفريدة في نوعيتها، والتي تتناول موضوعات جديدة جملة وتفصيلًا، ومضمونها بالكامل من قريحة ذهن الباحث،

ويمكن أن يستعين الباحث فيها بمصادر أو مراجع لتوضيح بند أو جزئية بسيطة، ولا يلزمها دراسات سابقة،

والأبحاث التي تحتاج للدراسات السابقة هي التي لها جذور وصلة بغيرها من المنتجات البحثية.

  • طبيعة الدراسات السابقة: تتمثل طبيعة الدراسات السابقة فيما صاغه الباحثون من مصادر ومراجع وكتب ومقالات… إلخ، ولها صلة بموضوع البحث الجديد، وكلما كانت تلك الصلة مباشرة كان أجدى وأقوم للبحث.

ما الفرق بين المصادر والمراجع والدراسات السابقة؟

  • المصدر: عبارة عن دراسة أصيلة لم يبلغها باحث قبل قيام المؤلف بتأسيسها، ويمكن أن نطلق على المصادر مسمى “أمهات الكتب”.
  • المرجع: عبارة عن شرح لجانب أو أكثر ذي صلة بمصدر، والمراجع شرح موسع للمصادر.
  • الدراسة السابقة: تتمثل في موضوع مشابه للبحث المصاغ أنيًا، وتختلف النسبة في التشابه.
  • ستتمحور إجابتنا عن ذلك السؤال في القاعدة: “كل دراسة سابقة يُطلق عليها مصدر أو مرجع، والعكس غير صحيح”،

بمعنى أن الدراسة السابقة لها صلة بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ويمكن تحديد العلاقة من حيث نسبة التشابه والاختلاف حسب متن الدراسة السابقة،

أما بالنسبة للمصدر أو المرجع؛ فيمكن أن تكون مُختارة من جانب الباحث؛ لتوضيح فكرة معينة، أو تعريف مفهوم معين،

وعلى أثر ذلك لا يمكن اعتبار كل مصدر أو مرجع دراسة سابقة.

ما أهمية الدراسات السابقة في البحث العلمي؟

  • وســــيلة لإقـــــــــــناع المقيمين بجودة البحث: إدراج الدراسات السابقة والتعليق عليها يسهم في إقناع مقيمي البحث بجودته؛

من خلال استعرض الفرق بين البحث وغيره من الأبحاث، ومعالجة الثغرات والسلبيات التي شابت كتابات السابقين،

وتلخيص ذلك أمام أعين المُطالعين.

  • إبراز قدرة الباحث على التفسير والتحليل والنقد: تبرز الدراسات السابقة مدى قدرة الباحث على تفسير ما كتبه سابقوه، وتحليل النتائج، ونقدها؛

من خلال توضيح أوجه القصور بها، وذلك من بين مقومات البحث العلمي المهمة، ويمنح الباحث ميزة كبيرة،

ويعطي انطباعًا بتفهم الباحث لإشكاليته المثارة.

ما الاعتبارات الواجب توافرها في الدراسات السابقة التي يتضمنها البحث؟

  • أن تكون الدراسات السابقة مقبولة وموثقة وذات مصداقية.
  • من المهم أن يستعين الباحث بدراسات سابقة وطيدة الصلة بمضمون البحث.
  • الابتعاد عن الدراسات السابقة المتقادمة، ومحولة الاستعانة بالحديث.
  • أن يختصر الباحث ما يدونه من دراسات سابقة، ويوضح طبيعة موضوع الدراسة، وأهم النتائج المرتبطة بالموضوع مع مناقشتها بموضوعية، وتقديم الدليل الذي يدعم وجهة نظره.

كيف يمكن اختيار الدراسات السابقة التي تناسب موضوع البحث؟

ينتاب بعض من الباحثين حيرة كبيرة عند اختيار الدراسات السابقة التي ترتبط بموضوع البحث، وسنُجلِّي ذلك الأمر ببساطة،

وعلى سبيل المثال في حالة كون موضوع البحث العلمي يتحدث عن: (المشاكل الاقتصادية في جمهورية مصر العربية)،

فإن الدراسات السابقة ستتمحور في حول سلبيات ومعوقات النمو الاقتصادي في مصر، وفي ذلك يمكن أن تكون المؤلفات السابقة على سبيل المثال لا الحصر:

(تأخر نمو الاقتصاد في مصر)، و(تراجع الناتج القومي في مصر)، و(مشاكل الاقتصاد المصري في الألفية الثالثة)، و(كيف يمكن دفع عجلة الاقتصاد في مصر)… إلخ،

ونرى من خلال ما اخترناه من أمثلة أن محور البحث عن دراسات سابقة للموضوع يتمثل في المتغير البحثي الأساسي، وهو مشاكل اقتصاد مصر.

ما حجم كل دراسة سابقة؟ وما ترتيب جزء الدراسات السابقة في الأبحاث؟

حجم كل دراسة سابقة يسوقها الباحث في متن البحث لا ينبغي أن يزيد على نصف صفحة، لذا وجب الاختصار قدر المستطاع،

وسوق مشكلة الدراسة، والخلاصة، والتعليق، وفي الغالب فإن جزء الدراسات السابقة هو الفصل الثاني من الإطار النظري،

وبعد المحتوى (أبواب وفصول ومباحث)، وهناك من يخصص له باب منفصل بذاته.

كيف يمكن توثيق الدراسات السابقة في البحث؟

إن طريقة توثيق الدراسات السابقة في البحث يلزمها مجموعة من الإجراءات، وسنوضحها فيما يلي:

طــــــريقة صياغة الدراسات السابقة:

صياغة كل دراسة سابقة تتمثل في توضيح طبيعة موضوع الدراسة، وأهدافها، والاستنتاجات التي يتم التوصل إليها ثم نقدها.

تــــــــــــــــــــرتيب الدراسات السابقة:

ترتب الدراسات السابقة التي يستعين بها الباحث تاريخيًا من الأحدث للأقدم، وذلك هو الترتيب الأشهر،

غير أن هناك طرقًا أخرى مثل: الترتيب بناءً على درجة الصلة بموضوع الدراسة، وكذلك وفقًا لتشابه المنهج العلمي المستخدم… إلخ.

توثيق الدراسات السابقة في البحث (بالهوامش والحواشي):

  • القاعدة العامة هي وضع رقم بجوار الدراسة السابقة، من خلال اختيار قائمة إدراج في تطبيق الوورد،

وبعد ذلك اختيار الأمر (مرجع)، ثم حواشٍ سفلية بالقائمة الفرعية، ويتم الترقيم بصورة تلقائية.

  • وبعد ذلك يتم التوجه للحاشية أسفل الصفحة، وكتابة اسم الباحث، ثم فاصلة، ثم اسم موضوع البحث، ثم وضع فاصلة؛

ثم توضيح كون ذلك رسالة ماجستير أو دكتوراه، ومنشورة أو غير منشورة، واسم الجامعة محل الدراسات العليا، ثم تاريخ اعتماد الرسالة.

نموذج توثيق الدراسات السابقة في البحث:

اسم الباحث………….، موضوع البحث…………………………………………..

تتمثل مشكلة الدراسة أو موضوع الدراسة في……………………………………..

تهــدف الدراسة إلى…….، أو سعى الباحث لاختبار فرضيات تتمثل في…………
وجاءت النتائج كما يلي:……………………..

التعليق: وفي ذلك الجزء يظهر الباحث سلبيات الدراسة السابقة أو إيجابياتها، ومدى اختلافه عن الباحث المقدم حاليًا.

مثال على توثيق الدراسات السابقة في البحث:

دراسة الباحث: محمد أمين المغازي، (تأثير الإدارة الاستراتيجية في مستوى أداء شركة الحديد والصلب)1.

تناول الباحث عديدًا من الفرضيات، وهي:

  • تأثير الإدارة الاستراتيجية في تطور شركة الحديد والصلب.
  • تـــــأثير القوانين الحكومية في أداء شركة الحديد والصلب.
  • أثــــــــــر الأيدي العاملة في إنتاجية شركة الحديد والصلب.

النتائج: جاءت النتائج لتوضح وجود علاقة إيجابية بين تأثير الإدارة الاستراتيجية في دفع عجلة الإنتاج بشركة الحديد والصلب،

وكذلك وجود علاقة سلبية بين بعض القوانين والتشريعات الصادرة على الأداء، وبالمثل وجود أثر إيجابي للأيدي العاملة على إجمالي إنتاجية الشركة.

التعليق: المدلولات الإحصائية لتأثير الأيدي العاملة في إنتاجية شركة الحديث والصلب لم تكن دقيقة؛ لتناول الباحث عينة محدودة للغاية من العاملين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد أمين المغازي، (تأثير الإدارة الاستراتيجية في مستوى أداء شركة الحديد والصلب)، (رسالة ماجستير غير منشورة)، جامعة بيروت، الدراسات العليا، 2006م.

 

اقرأ أيضاً:

عن المدونة

مدونة موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة تهدف الى انماء ثقافة الزائر بكل ما يختص بالمجال الاكاديمي و الدراسات العليا و مساعدة الطلاب من مختلف المراحل الدراسية. يشرف على المدونة اكادميين و مختصين بمجال الدراسة الجامعية و التعليم

اطلب خدمة 

تواصل معنا الآن لطلب الخدمة التي تبحث عنها من مجموعة خدمات موقع رسائل الماجستير و الدكتوراة

Subscribe to our newsletter!

More from our blog

See all posts
No Comments