أساليب صياغة المحتوى في الكتابة الأكاديمية

تتعدد المهام البحثية و الدراسية للطلاب في مجال البحث العلمي، و لكن تظل الكتابة الأكاديمية و صياغة المحتوى الأكاديمي من أهم المهام التي يتكلف بها الطلاب، نظرا لما يمثله ذلك المحتوى من أهمية كبرى في تدوين الأبحاث العلمية الهامة، و تدوين كل الانشطة العلمية التي يقوم بها الطلاب في مجال البحث العلمي، و من هنا كان لابد أن يتعلم الطلاب أساليب صياغة المحتوى في الكتابة الأكاديمية، و أن يتعلموا كيفية إخراج محتوى جيد و مناسب لموضوعات البحث العلمي الهامة و أهم الأحداث العلمية التي يمرون بها، و هذا ما سوف نتناوله في هذا المقال، و لكن دعونا نتعرف أولا عن ما المقصود من صياغة المحتوى في الكتابة الأكاديمية.

نبذة عن ماهية صياغة المحتوى في الكتابة الأكاديمية:

تعد الكتابة هي الوسيلة الأولى و الأهم في التواصل و التوثيق و التدوين في شتى المجالات،

في حال تحدثنا عن البحث العلمي و مجالاته المختلفة، فلا يمكن إغفال دور صياغة المحتوى و الكتابة الأكاديمية الهامة،

فهي اللغة الكتابية التوثيقية التي يستخدمها الباحث العلمي لكتابة كل أنواع الأنشطة و الأعمال الأكاديمية و البحثية و العلمية،

سواء كانت تلك الأنشطة بحث علمي أو رسائل ماجستير أو دكتوراة، أو حتى كتابة الأوراق العلمية و نشر الأبحاث العلمية في المجلات العلمية المحكمة .

و كأي نوع متخصص من الكتابة، تستلزم أساليب صياغة المحتوى في الكتابة الأكاديمية أن يكون الباحث العلمي متمرسا و متدربا عليها،

و أن يطلع على أهم قواعدها و طرقها، حتى يمكنه أن يتمكن من تدوين كل ما يقوم به من أنشطة بحثية و علمية هامة،

بطريقة تجعلها على قدر عالي من الوضوح، و على قدر كبير من الجودة العلمية و الأكاديمية .

و قد يستخدم الطلاب في الجامعات أنواع الكتابة الأكاديمية بشكل موسع،

حيث تعد الطريقة التي يقومون من خلالها بتدوين واجباتهم الجامعية بمختلف أنواعها،

سواء في التخصصات العلمية أو حتى الإنسانية و الاجتماعية .

أنواع و أساليب المحتوى في الكتابة الأكاديمية:

تعد الكتابة الأكاديمية عالم مترامي الأطراف، فمع إتساع التخصصات الدراسية تتسع معها أنواع و أساليب و أغراض الكتابة الأكاديمية،

لذا فمن الهام أن يكون لدى الباحث العلمي حصيلة من المعلومات حول أهم أساليب متنوعة في الكتابة الأكاديمية :

1- المحتوى الأكاديمي ذو الطابع النظري

و فيه يقوم الطلاب بعمل محتوى أكاديمي مهيأ للقراءة النظرية، و الذي غالبا يكون مناقشات و تجميع معلومات حول أحد النظريات العلمية،

أو دراسة نظرية حول أحد الظواهر الهامة في موضوع الدراسة، فمن المرجح جدا أن يتكلف الطلاب و الباحثين بمثل هذا النوع من أساليب المحتوى في الكتابة الأكاديمية،

وقد يكون ذلك أحد أجزاء المنهج الدراسي، الذي يأخذ عليه الطلاب درجات هامة في الصفوف الدراسية المختلفة .

و قد يتمثل مثل ذلك المحتوى من الكتابة الأكاديمية على هيئة مقال نظري،

يناقش أهم العوامل و الأسباب و الحلول لأحد المشكلات أو التساؤلات العلمية .

2- المحتوى الأكاديمي ذو الطابع المنهجي

هل مررت من قبل بأحد الواجبات الجامعية القائمة على الدراسة المنهجية لأحد المواضيع الهامة؟

من أهم أساليب الكتابة الأكاديمية أيضا هو المحتوى المعتمد على الدراسة المنهجية،

حيث يقوم فيه الطالب أو الباحث بإتباع أحد المناهج العلمية أثناء الكتابة، و إتباع خطوات محددة وفقا لنوع المنهج المختار،

و قد يتعين على الباحث العلمي الإستعانة بأحد أو الكثير من المصادر، و الإستشهاد بالكثير من الأمثلة أو الدراسات السابقة.

و من الجدير بالذكر أن ذلك المحتوى من الكتابة الأكاديمية يعد الأكثر إنتشارا، و يمكن أن يكون الأول في أساليب الكتابة الأكاديمية.

اقرأ ايضًا:11 نصيحة في تحسين مستوى الكتابة الأكاديمية للباحث

3- المحتوى المتخصص في المقالات العلمية الصحفية

من أشهر وأكثر أنواع الكتابة الأكاديمية إنتشارا، حيث تعتبر الكتابة الصحفية العلمية من أهم الكتابات التي يسعى لها الكثير من الطلاب و الباحثين،

فمن لا يحلم ببحث علمي أكاديمي منشور في مجلة علمية معروفة و يحمل اسمه،

لذا فقد تكون المقالات العلمية من أهم أساليب الكتابة الأكاديمية، يحرص فيها الباحثين على إتباع أهم أساليب النشر العلمي لأبحاثهم،

من حيث تعديل و تطويع لغة البحث، و محاولة الكتابته بإسلوب علمي يتناسب مع الجمهور، و مراعاة خلوه من الأخطاء العلمية و الإملائية،

و بالتأكيد مراعاة شروط النشر في المجلة العلمية التي يحلم الباحث العلمي بالنشر من خلالها .

4- كتابة المحتوى الأكاديمي على هيئة الدراسات

تتنوع الدراسات العلمية في عالم البحث العلمي، فهناك الدراسات البحثية و الرسائل العلمية، و كتابة الكتب و المراجع العلمية،

ولكل نوع من أنواع الدراسات طريقتها في النشر و الكتابة الأكاديمية، و التي ينبغي على الباحث العلمي أن يراعي أساليب صياغة المحتوى الخاص بنوع تلك الدراسات،

سواء كان بحث علمي أو دراسة علمية مصغرة أو رسالة علمية هامة مثل الماجستير أو الدكتوراة .

ما هي أهم المميزات التي تتحقق من خلال الكتابة الأكاديمية:

إن صياغة المحتوى في الكتابة الأكاديمية ليس فقط للتدوين أو التوثيق،

و إنما هي أحد أهم وسائل التواصل بين الطالب أو الباحث و هيئات الإشراف أو الأساتذة،

كما أن الكتابة الأكاديمية هي أكثر ما يبرز مهارة الباحث العلمي،

وتوضح أهمية ما يقدمه من أبحاث أو دراسات علمية أو مقالات أو حتى مناهج،

و من أهم المميزات التي تتحقق من خلال صياغة المحتوى الأكاديمي :

1 – الكتابة الأكاديمية ترسخ أهم الحقائق العلمية أو الإجتماعية أو الإنسانية،

و يمكن من خلالها توثيق أهم المجريات للأنشطة البحثية و الدراسية .

2 – يمكن الإعتماد على الكتابة الأكاديمية في التوثيق العلمي الصحيح، و التسليم بأصلية المحتوى الأكاديمي،

نظرا لما يستند عليه ذلك من حقائق علمية و إجتماعية ، و مصادر موثوق منها .

3 – تشتمل الكتابة الأكاديمية أيضا على أهم مميزات الباحث أو الطالب، و يتحدد عليها الكثير من مهارات الطالب البحثية أو العلمية .

4 – تتميز الكتابة الأكاديمية بالموضوعية، فهي تخلو من آراء و أهواء الكاتب الشخصية،

وتعتمد على الحقائق والوقائع العلمية والإنسانية الحقيقية .

5 – تعد صياغة المحتوى في الكتابة الأكاديمية جزء لا يتجزأ من تاريخ العلم،

و أحد أهم ما يعتمد عليه الإنسان في تأريخ الأحداث العلمية، والرجوع لها في وقت الحاجة .

وتلك كانت نظرة سريعة عن صياغة المحتوى في الكتابة الأكاديمية،

و أهم مميزاتها و أساليبها و أنواعها الهامة، حتى يمكن للباحث العلمي أو الطالب أن يطلع على تلك الجزئية الهامة من النشاط البحثي،

و يتعرف على أهم المهارات التي يجب أن يكتسبها مع الوقت.

اقرأ أيضاً:

• تساؤلات البحث العلمي (أسئلة البحث)
• كيفية كتابة مقدمة البحث؟
• معايير اختيار مشكلة البحث

• ما هي المهارات البحثية التي يجب على طالب الماجستير والدكتوراه إتقانها؟